Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الغزوات الكبرى في القرآن الكريم :
المؤلف
عباس، عبد الرحمن أشرف يحيى.
هيئة الاعداد
باحث / عبد الرحمن أشرف يحيى عباس
مشرف / محمد عبد العزيز إبراهيم
مناقش / وجيه محمود أحمد
مناقش / أحمد جمعه محمد رمضان
الموضوع
القرآن - تفاسير.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
400 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
7/9/2022
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 409

from 409

المستخلص

أخبر القرآن الكريم أن سبب غزوة بدر خروج المسلمين للاستيلاء على قافلة المشركين بقيادة أبي سفيان العائدة من الشام إلى مكة؛ لاسترداد جزء من حقوقهم التي سلبها المشركون منهم ظلمًا وعدوانًا، وبينما خرج المسلمون من أجل العير إلا أن مشيئة الله تريد لهم النفير، على كراهة في قلوبهم لذلك، وقد صوّرت آيات سورة الأنفال هذا المشهد في أربع آيات، ثم تناولت آيات سورة الأنفال تهيؤ المشركين واستعداداتهم للخروج لحماية قافلة أبي سفيان، ثم الخروج إلى ماء بدر لقتال المسلمين، كما جاء في سورة الأنفال ما يشير إلى المكان الذي نزله كلٌّ من جيشي المسلمين والمشركين في غزوة بدر، وصوّر لنا القرآن الكريم صورة من تضرّع المؤمنين ودعائهم قبيل المعركة بأن ينصرهم الله () على أعدائه؛ وكيف جاءهم المدد الإلهي سواء بالملائكة التي تقاتل معهم أو الغيث الذي كان سببًا في تطهيرهم وإذهاب رجز الشيطان ووساوسه عنهم والربط على قلوبهم وتثبيت أقدامهم، وكذلك النعاس والنوم الذي غشاهم به؛ كي تعمهم الراحة والطمأنينة قبيل المعركة، ومن فضل الله على المؤمنين في معركة بدر أن بثَّ في قلوبهم الطمأنينة والسكينة، كما تحدث القرآن الكريم عن رؤيا النبي () لجيش المشركين في المنام أقلة بالنسبة للمؤمنين الذين أردفوا بالملائكة يقاتلون معهم، كما أشارت الآيات إلى التقاء الجيشين وبدء المعركة، ومشاركة الملائكة بالقتال، ومبادرة النبي () ومشاركته في القتال بنفسه، ثم ذكر الذين أكرهتهم قريش للخروج إلى المعركة، وموقف المنافقين من المعركة، و تحدثت الآيات الكريمة عن انتهاء معركة بدر بنصر الله تعالى لعباده المؤمنين كما وعدهم بذلك، على الرغم من قلة عددهم وضعف قوتهم وقلة حيلتهم مقابل قوة المشركين وكثرتهم، وبهذا قال الفريقان من أهل التفسير النقلي والعقلي، لا خلاف بينهم في ذلك، كما لم يختلف الفريقان في أن الآيات نزلت بسبب الاختلاف بين الصحابة الكرام في شأن توزيع الغنائم وتقسيمها، حيث جعل الله تعالى الأمر لرسوله  في ذلك، وأن الغنائم قد قسمت إلى خمسة أخماس، أربعة منها للمقاتلين، والخمس الأخير للأصناف الذين ذكرهم الله تعالى؛ لله ورسوله، وأولي القربى، واليتامى، والمساكين، وابن السبيل، واتفق الفريقان على الآيات التي نزلت بشأن أسرى بدر، وأنها جاءت بصيغة المعاتبة للنبي ؛ لأنه قبٍل الفداء ومال لرأي من أشار عليه بذلك من أصحابه كأبي بكر ، وترك رأي من أشار عليه بالإثخان في المشركين بقتلهم كعمر ، وأن هذا الأمر كاد أن يتسبب بعذاب للمسلمين لولا رحمة الله بهم.
كما جاء في القرآن الكريم أن المشركين أنفقوا أموالاً كثيراً لتجهيز جيشهم لمقاتلة المسلمين يوم أحد في آية من سورة الأنفال، وهو ما ذكره أصحاب التفسير النقلي، كما لم تختلف بقيّة تفاسير هذا الاتجاه العقلي في ذلك إلا أنها توسّعت في تعداد أسباب نزولها في غزوة أحد، ثم صوّرت لنا سورة آل عمران بقيّة الغزوة بدءا ببيان استعداد النبيّ () للقتال وترتيبه للصفوف وتجهيزه الجيش للمعركة، فقد رصدت كيف تولّى النبيّ () التنظيم المباشر للجيش وترتيب صفوفه، ثم عرضت سورة أحداث غزوة أحد فأشارت إلى ما أصاب المؤمنين ومواساتهم، وقد تميز أصحاب التفسير العقلي في بيان أوجه الإعراب في الآيات، بالإضافة إلى بيان النكث البلاغية في الآيات، بالإضافة إلى ما تقدم ذكرت الآيات شجاعة المجاهدين، ونهت عن طاعة الكفار الذين نشروا الأكاذيب بعد المعركة، ثم صورت أحوال المعركة تصويراً بليغا مؤثرا، ثم جاءت هذه الآيات مبينة أن الذين ولّوا مدبرين استزلهم الشيطان، ونهاهم القرآن عن مشابهة الذين كفروا، وعقب ذلك بفضل من قتل في سبيل الله، ثم ختمت الغزوة بأن ما وقع للمسلمين إنما هو من أجل التمحيص والتمييز حتى يصفو صف المؤمنين من النفاق، ويظهر من خلال تفسير الآيات الواردة في هذه الغزوة أن تفاسير الاتجاهين متفقة في أسباب نزول الآيات لأنها اعتمدت على النقل الوارد ، عدا بعض الاستنباطات الواردة في تفاسير أصحاب الاتجاه العقلي، كما أن الكلام على القراءات الواردة في الآيات غالبا ما يتفقون في الترجيح كما بينت ذلك مستوفيا.
عرض القرآن الكريم غزوة بني النضير في سورة الحشر بدءا بالحديث عن إجلائهم، ثم أشارت الآيات إلى التحريض الذي وقع من المنافقين لليهود على مقاومة المسلمين، كما تحدّثت الآيات عما أفاء الله به على رسوله() بلا قتال وتقسيمه على المهاجرين دون الأنصار، ولم تختلف تفاسير الاتجاهين في أن الآيات نزلت في غزوة النضير، بينما خص جلّ أصحاب التفسير العقلي معنى إخوانهم بالذين بينهم وبينهم أخوة الكفر أو الصداقة والموالاة ويشهد لذلك عندهم أن ضمير الفعلين يحتمل أن يكون لليهود وأن يكون للمنافقين وكلهم مشتركون في الكفر، بينما اختلف القول عند أصحاب التفسير النقلي منهم من رجح بأن المراد بالذين كفروا هم بني النظير كما تدلّ عليه النقول التي سردها ابن كثير، ومنهم من قال غير ذلك، بينما نلحظ اتفاق الاتجاهين في ترجيح أن المراد بقول الله تعالى:
{ كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا } كفّار قريش يوم بدر لأن المقصود هو تشبيه حال المنافقين مع بني النضير بكفار قريش يوم بدر.
تناولت آيات الذكر الحكيم غزوة بني المصطلق في سورة المنافقين، حيث بدأت بوصف حال المنافقين، كما بيّنت سوء طوّيتهم وعزمهم على إخراج النبي () من المدينة، ثم حثّت السورة في ختامها المؤمنين بعدم الانشغال بالدنيا كي لا تكون العاقبة هي الخسران، كما ذكر القرآن حادثة الإفك التي وقعت في أثناء غزوة بني المصطلق، والراجح أنها وقعت في غزوة بني المصطلق، لذلك تناولها كثير من أهل السير ضمن هذه الغزوة، والروايات التي ذكرت أنها في غزوة تبوك لا تقاوم هذه الرواية لذلك ترجّح الحمل عليها عند جل المفسرين من أصحاب الاتجاه العقلي والنقلي، كما اتفق المفسرون من أصحاب الاتجاهين أن قول الله تعالى: قوله (): { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ }: نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط حين بعثه رسول الله () إلى بني المصطلق.
جاء في سورة النساء تحريض اليهود للأحزاب وتأليبهم لقتال المسلمين في غزوة الأحزاب، ثم نزل آيتان من سورة النور في المتخلّفين عن حفر الخندق، وبعد ذلك جاء الوصف العام للغزوة، والآيات التي تبين موقف المنافقين من المسلمين في سورة الأحزاب، كما لخصت حال المؤمنين وثباتهم، ثم جاء ختام الغزوة مشيراً إلى نصر المؤمنين ورد الكافرين بغيظهم، ولم تختلف أقوال المفسّرين في أن سبب نزول الآيات :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا } هو ما أقدم عليه اليهود من تأليب الأحزاب على قتال المسلمين.
جاء الحديث القرآني عن غزوة حنين في سورة التوبة في ثلاث آيات فقط لكنها لخصت أحداث المعركة حيث أشارت إلى حال الجيش الإسلامي وما اعتراه من الضعف مع كثرته، كما بيّنت ثبات الرسول () والمؤمنين، وإمدادهم بالملائكة، والعذاب الذي وقع فيه الكفار بالسبي والقتل والأسر، ثم جاء في ختام الآية أن الله () يتوب على من يشاء من المشركين.
رأى رسول الله الله () قبل صلح الحديبية رؤيا بشّر بها أصحابه جاء تصديقها في القرآن، وقد استنفر النبي () أهل البوادي ومن حوله من الأعراب للخروج فتثاقلوا فجاءت الآيات تخبر عن حالهم، ثم وقعت بيعة الرضوان حين بلغ النبي () أن عثمان قد قتل، ثم جاءت الآيات التي تشير إلى منع الرسول من دخول مكة، والحكمة منه، والفرق بين الكفار والمسلمين وما أنزل على عباده المؤمنين من السكينة، وبعد ذلك أشارت الآيات إلى الصلح الذي وقع بين مشركي قريش والنبي ()، وكان من توصيف القرآن لهذا الصلح أنه فتح مبين وهو الآيات التي جاءت في مطلع السورة.
عرض القرآن الكريم الحديث عن فتح مكة في عدّة آيات من ثلاث سور من القرآن الكريم، أولاها آية الممتحنة التي تحدثت عن قصّة حاطب بن أبي بلتعة، كما وردت آية سورة الحديد التي ذكرت فضل ما قبل الفتح عن ما بعده في الإنفاق وغيره.
تحدّثت سورة التوبة عن غزوة تبوك بدءا بسبب الغزوة ثم بيّنت موقف المؤمنين، ومسارعتهم لتلبية نداء منادي الجهاد، وجاء فيه الحث على الخروج للجهاد مع التهديد للمتخلّفين على النفير ولم يرد في القرآن الحث على غزوة غيرها كوروده فيها حيث صاحب الحث التحذير والوعيد، ثم بينت الآيات الأسباب الحقيقية لتخلف المنافقين مخبرة عما يخفون في أنفسهم مما لا يعرف من غير القرآن، ثم أشارت الآيات إلى المتخلفين بدءا بالمعذرين والمتخلفين بسبب شرعي ثم بيان رد اعتذار المخلفين من المنافقين، وقبول توبة المخلفين من المؤمنين.