Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فينومينولوجيا الوعي عند كولن ماكجين /
المؤلف
عبد الرازق، حنان محمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / حنان محمد محمد عبد الرازق
مشرف / صبري عبد الله شندي
مشرف / هناء صبري محمد
مناقش / هناء صبري محمد
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
205 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
تاريخ الإجازة
8/3/2020
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 255

from 255

المستخلص

يُعد الوعى من أهم ما يميز الإنسان؛ حيث إن بقاء الكائن البشري على قيد الحياة يتطلب
الوعي؛ لذا حاول الفلاسفة فهم لغزه؛ فمنذ عدة عقود من القرن العشرين ابتعد الوعي فيها عن
البحث الفلسفي، وظلّ لا يحظى بالاهتمام إلا بقدر ضئيل، إلا أنه في العقدين الأخيرين استعاد
مكانته، وأصبح العديد من الفلاسفة لا يشغلهم إلا الوعي.
تعد دراسة الوعي أساس الفينومينولوجيا، وهي مدرسة تعتمد على الخبرة الحدسية
للظواهر كنقطة بداية (أي ما تمثله هذه الظاهرة في خبراتنا الواعية)، والفينومينولوجيا
الهوسرلية هي الاتجاه إلى الأشياء ذاتها من خلال الوعي البشري الخالص، وتنطلق منه لتحليل
الظاهرة، وتحديد أساس معرفتنا بها، غير أنها لا تدعي التوصل لحقيقة مطلقة مجردة سواء
كانت في الميتافيزيقا أو في العلم، بل تراهن على فهم نمط حضور الإنسان في العالم، ويمكن أن
نرصد بداياتها مع هيجل، ويعد مؤسس هذه المدرسة إدموند هوسرل، تلاه في التأثير عليها عدد
من الفلاسفة مثل : هايدجر وسارتر وموريس ميرلو بونتي وريكور، وتقوم هذه المدرسة
الفلسفية على العلاقة الديالكتية بين الفكرة والواقع.
وبناءً عليه، تعد طبيعة الوعي واحدة من أهم المناطق المحيرة في الفلسفة، فهو مفهوم
غامض؛ لأنه لا يستخدم كثيرًا في حد ذاته؛ لذا تكون الفكرة المعاصرة الأكثر شيوعًا عن الوعي
أنه: "حالة عقلية واعية يتم التقاطها" عندما أكون في حالة عقلية واعية؛ لذا يهدف ماكجين إلى
توصيل رسالة، وهي أن الوعي كائن يعرف كائنًا آخر، ولهذا يرى أنه عندما تكون في حالة من
الوعي، فأنت في حالة من المعرفة ؛ فجوهر الوعي هو المعرفة ".
ومن ثم، يُعرَف ماكجين بأنه من فلاسفة العقل، وهو من طالَب بعمق المعرفة أو أن
طبيعة الوعي هي الفهم العميق، ووفقًا لذلك يعد كل من الفحص المباشر لمفهوم الوعي، من
خلال التأمل والتحليل الفلسفي للمفاهيم؛ أي أن يكون مثل دراسة العلوم للعقل ذاته، من خلال
التجارب والتحقيقات وتصوير الأعصاب؛ وبالتالي" يمكن تفسير أو تحديد الأسباب الحقيقية التي
تكون حول تجاربنا أو حول الوعي بتجاربنا، وهذه النظرية أطلق عليها الفيلسوف الأمريكي
أوين فلانجان Owen Flangan "نظرية الغموض الجديدة"، وهي على نقيض نظرية
الغموض القديمة، ويمكن أن تعرف بالثنائية الكلاسيكية
وينصب اهتمام ماكجين على فلسفة العقل، وهي إحدى فروع الفلسفة، التي تهتم بدراسة
طبيعة العقل، والأحداث الذهنية، والوظائف الذهنية، والخصائص الذهنية، بالإضافة إلى الوعي
وعلاقته بالحالة الجسدية وخاصة المخ؛ لذا تعد مسألة العقل إحدى القضايا الأساسية المتناولة في
فلسفة العقل، وذلك على الرغم من وجود قضايا أخرى تهتم بطبيعة العقل مجردة من أي علاقة
بالجسم، مثل: الإجابة عن كيفية الإدراك وطبيعة الحالات العقلية الخاصة.
وبناءً عليه ، البشر مخلوقات جسدية "مادية" معرضة للاختبار والوصف من قبل العلوم
الطبيعية، ولأن العمليات العقلية ذات علاقة حميمية وقريبة للعملية الجسدية؛ فإن المواصفات
التي تزودها العلوم الطبيعية للبشر تقوم بدور مهم في فلسفة العقل، وهناك الكثير من
التخصصات العلمية التي تدرس العمليات المتعلقة بالحالة العقلية، وتضم القائمة هذه العلوم
 الأحياء، وعلوم الكمبيوتر، والعلوم الإدراكية، وعلم التحكم الآلي، واللغويات، والطب،
والصيدلة وعلم النفس .
يذهب ماكجين إلى أننا غير قادرين على حل مشكلة الوعي، وأنها تتصف بالغموض 
"mysterians" ويعتقد أن المشكلة لا يمكن أن تحل بسبب القيود المعرفية البشرية؛ لذا، لا
تملأ الفجوة التفسيرية مرة أخرى، ومع ذلك، لا يرفض ماكجين الميتافيزيقيا المادية، بل يحاول
أن يصفها بأنها "مغلقة معرفيًا"، وهذه المشكلة يمثلها الفيلسوف بأن الكثير من الحيوانات غير
قادر ذهنيًا على الحل، أو حتى فهم المشاكل، وبشكل أكثر تحديدًا، يدعي ماكجين أنه هناك
انغلاقًا معرفيًا لكيفية إنتاج المخ للإدراك الواعي وقد اتبع بعض الفلاسفة النهج المعرفي،
وزعموا أن المشكلة بين العقل والجسد غير قابلة للحل في الوقت الحالي، وقد يستعصي على
البشر حلها دائمًا، ويسمى هذا بالغموض الجديد، ويذهب ماكجين إلى أن معرفة البشر محدودة
فيما يخص عقولهم الخاصة؛ ومن ثم، تفتقر عقول البشر إلى تشكيل إجراءات مفهومة لإتمام
عملية إدراك الخصائص، وبالتالي لا ينبغي الخلط بين الغموض الوجودي الذي يرى أن المشكلة
تتطلب تفسيرات خارقة للطبيعة، وعليه يرى ماكجين أن طبيعة العلاقة بين العقل والجسد ينبغي
أن تكون طبيعة واحدة.
ولفلسفة العقل تبعات مهمة بالنسبة لمفهوم الذات؛ أي أن "الذات" أو "الأنا" تشير إلى أمر
أساسي، وهو عدم قابلية الشخص للتغيير، فكثير من فلاسفة العقل الحديثيين سيؤكدون أنه لا
وجود لشيء من هذا القبيل، وفكرة وجود الذات كنواة أساسية غير قابلة للتغيير مستمدة من
فكرة الروح غير المادية، وفكرة كهذه لم يتقبلها معظم الفلاسفة المعاصرين، بسبب توجهاتهم
الفيزيائية المادية، وبسبب القبول العام لدى الفلاسفة وشكوكهم في مفهوم الذات لديفيد هيوم
الذي لم يتمكن من إيجاد نفسه يفعل أو يشعر أو يفكر في أي شي بالرغم من ذلك، وفي ضوء
النتائج التجريبية من علم النفس التنموي، وعلم الأحياء النمائي، وعلم الأعصاب، والفكرة
الجوهرية للتغير أن نواة المادة نظام تمثيلي متكامل موزع على تغير الأنماط للاتصال المترابط
يبدو معقولًا، تم تقبل نظرية الذات كضرب من الوهم من قبل بعض الفلاسفة، بما في ذلك دانييل
دينيت.
وبالتالي، تتحدد أهمية البحث عن فينومينولوجيا الوعي عند ماكجين بوصفه محاولة
للإجابة عن عدة تساؤلات ومنها: ما مفهوم الوعي؟ وما طبيعة حالة الوعي؟ وماذا عن حقيقة
العلاقة بين الوعي والفينومينولوجيا؟ وكيف يمكن تفسير الوعي من حيث ارتباطه بالجسم من
حيث نشاط المخ؟ وكيف تفسر الفينومينولوجياغموض الوعي؟ وهل تعد الحالة الذاتية الشعورية
حالة عقلية واعية؟  وكيف يمكن حل مشكلة الوعي ؟ وهل يمكن تحديد نظرية فلسفية عند
ماكجين؟ وما الدلالة المعرفية والميتافيزيقية في فينومينولوجيا الوعي لدى الفيلسوف؟ ما ملامح
التوجه النقدي لدى الفيلسوف؟
ويمكن تحديد أهداف الدراسة فيما يلي: تحديد التوجه الفلسفي والأسس الفلسفية عند
الفيلسوف وتأثره بالعديد من الفلاسفة، وتحديد مفهوم الوعي وطبيعته، والتعرف على مفهوم
الأنا والواقع والعلاقة الجدلية بينهما، وتحديد مفهوم كل من الأنا واللغة والأخلاق عند
الفيلسوف، والتعرف على نموذج تطبيقي، من خلال توضيح نموذج فينومينولوجيا الغثيان
وشرحه، وكذلك شرح الأخلاق عند شكسبيبر.
وبناءً على موضوع البحث، يعتمد الباحث على المنهج التحليلي النقدي المقارن؛ حيث إنه
تحليلي؛ نظرًا لتحليل الموقف الفلسفي لدى الفيلسوف، كما أنه مقارن، من خلال مقارنة ماكجين
ببعض الفلاسفة السابقين عليه واللاحقين، وهو منهج نقدي؛ نظرًا لمحاولة الباحث الكشف عن
حقيقة التوجه النقدي لدى ماكجين، بجانب توضيح موقف الباحث من الفيلسوف وآخرين من
خلال رؤيته الفلسفية والنقدية.
وعلى ضوء هذا المنهج، يقسم الباحث بحثه إلى: مقدمة وخمسة فصول وخاتمة مزيلة
بقائمة بأهم المصادر والمراجع العربية والأجنبية؛ ففي المقدمة يتناول الباحث أهمية الموضوع
والمنهج المستخدم.
وفي الفصل الأول وعنوانه: « الاتجاه الفلسفي عند ماكجين» ، يحاول الباحث تحليل
لأهم مؤلفاته والأسس الفلسفية التى استند إليها في رؤيته الفلسفية، وبخاصة فلاسفة الاتجاه
العقلي؛ كديكارت، وكانت، وفلاسفة الاتجاه الفينومينولوجي؛ كهوسرل، وهيدجر وميربولنتى .
أما الفصل الثاني وعنوانه : « مفهوم الوعي وطبيعته » فقد أوضح الباحث فيه مفهوم
الوعي وطبيعته من خلال التعرف على ملامحه عبر تاريخ الفلسفة، وتحديد موقف الفيلسوف
منه، وتأثره بالفلاسفة السابقين عليه في حل مشكلة غموض الوعي.
والفصل الثالث وعنوانه : « نقد المعرفة الإنسانية عند ماكجين» مفهوم المعرفة
وطبيعتها من خلال تعرف بنية المعرفة؛ حيث يشتمل على الجانب التصوري والجانب الإدراكي
وما يتضمنه من معرفة وإدراك ورؤية وتصور، وذلك من خلال محاولة معرفة طبيعة العلاقة
الحسية الديناميكية بين خبرة الشخص وخبرة الشىء ؟ وكيف يتم فهم واستيعاب المحتوى ؟ ما
هو الربط بين موضوع المحتوى الحسي والإدراك الحسي؟
وتناول الباحث في الفصل الرابع وعنوانه: « جدل الذات واللغة والمعنى » مفهوم الذات
وطبيعتها وطبيعة اللغة وعلاقة اللغة بالتفكير، وعلاقة اللغة بالإدراك ثم طبيعة المعنى ودلالته
وعلاقته باللغة وما يتضمنه من مدلولات وإشارات سواء أكانت مدلولًا وصفيًا أم مدلولًا إدراكيًا.
والفصل الخامس بعنوان: « نماذج تطبيقية» وقد تناول نموذجين تطبيقيين وهما:
الاشمئزاز عند ماكجين وعلاقته بالوعي والأخلاق عند ماكجين أيضًا وعلاقتها بالوعي؛ لذا
يتناول الباحث في هذا الفصل معنى الاشمئزاز الذي يندرج ضمن قائمة المشاعر الإنسانية
الواقعة فى نطاق المحظورات وعلاقتهم بكل من الخوف والكراهية وأيضًا الأخلاق وعلاقتها
بالوعي، ودراسة الأخلاق عند شكسبير.
وفي الخاتمة أوضح الباحث أهم النتائج التي توصل إليها.