Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
رؤية سيسيولوجية لظاهرة التنمر :
المؤلف
عيد، دارين إبراهيم محمد.
هيئة الاعداد
باحث / دارين إبراهيم محمد عيد
مشرف / نعيمة منصور إبراهيم
مشرف / نسرين محمد صادق
مناقش / نجلاء محمد عاطف مصطفي خليل
مناقش / تامر الشرباصي الراجحي
الموضوع
التنمر. العدوانية (علم نفس). التنمر في المدارس.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكتروني (333 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 333

from 333

المستخلص

انتشر التنمر في المدارس منذ قديم الأزل, وكانت له عواقب وخيمة , لما تسببه من آثار نفسية واجتماعية على الأشخاص, ولما قد تؤدى إليه في بعض الحالات كالانتحار والاكتئاب والعزلة الاجتماعية وخاصة بين المراهقين, وذلك لأن مرحلة المراهقة محفوفة بالمخاطر والأزمات , ويتعرض فيها المراهقون إلى عديد من التحديات والتغيرات في جوانب النمو, ويعد الجانب الاجتماعي من أكثر جوانب النمو تغيراً , حيث تزخر بيئتهم الاجتماعية بالكثير من التغيرات والتطورات المتلاحقة تؤثر عليهم بشكل مباشر وخاصة في المدرسة بما تنطوي عليه من تجمعات طلابية تفرض على المراهقين العديد من التحديات الجديدة, التي تحمل بداخلها عديد من الإيجابيات التي تشبع جوانب النمو المختلفة, وفى نفس الوقت قد يشوبها بعض السلبيات في تفاعلات المراهقين والتي تظهر بشل واضح في سلوك التنمر. ويظهر سلوك التنمر في المدارس بمراحلها المختلفة , وكذلك في أماكن العمل بين الزملاء, أو ما يمارسه الرؤساء على المرؤوسين, في المدارس والجامعات , وأيضاً بين أفراد الأسرة الواحدة , حتى أنه من الممكن أن نلاحظها في السياسة عندما تمارس الدول الأقوى أو التي تمتلك موارد مادية أكثر على الدول الأضعف أو التي تعانى من الفقر عن طريق الابتزاز أو التهديد بالقوة العسكرية, كما تنتشر ظاهرة التنمر على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال ارسال الرسائل المسيئة أو وضع منشورات استهزاء او تهديد عبر الانترنت. وقد زاد الاهتمام في الفترة الأخيرة بالبحث في التنمر كعلاقة اجتماعية بدلاً من النظر إليه على أنه تفاعل بين شخصين فحسب، فغالبية الطلاب يلعبون دوراً في التنمر، إما كمساعد أو مدافع أو متفرج ، بالإضافة إلى المتنمر والضحية، والمتنمر قد يكون قائم بفعل التنمر وقد يكون مساعد وقائم بالفعل بعد أن يقوم به متنمر آخر وسواء كان المتنمر عدواني ومبادر بالتنمر أو سلبى ومشارك في التنمر فإن من خصائص المتنمر النشاط الزائد والقوة الجسدية, والعدوانية تجاه الآخرين, وانخفاض مستوى القلق وارتفاع التقدير الذاتي لدى المتنمر نتيجة احساسه بالسيطرة على غيره , كما أن للأسرة تأثير كبير على المتنمر وسلوكه, حيث ينتمى أغلب المتنمرين إلى أسر غير مستقرة أو تتسم بالعنف والإساءة بين أفرادها وتفتقر لأساليب التربية الصحيحة والاحتواء والدفء الأسرى وهذا ما أكدته أغلب الدراسات والأبحاث المعنية بدراسة خصائص المتنمرين الاجتماعية والأسرية, كما يكون المتنمر عرضة لتعاطى المخدرات والانحرافات السلوكية في مرحلة الرشد في المستقبل نتيجة تجاوزه لحدود الضوابط الأخلاقية وتعمده الخروج عن قانون الجماعة التي ينتمى إليها. أما ضحايا التنمر نجد أنهم يفتقرون إلى التقدير الذاتي والثقة بالنفس والمهارات الاجتماعية ومهارات التعامل مع المشكلات والميل إلى العزلة الاجتماعية والحساسية المفرطة تجاه المواقف والأشخاص، والذي بدوره يؤثر سلبا على مستوى تحصيلهم الدراسي، كما أن بعض ضحايا التنمر يكون لديهم من السلوكيات ما يلفت أنظار المتنمرين ودفعهم لممارسة سلوك التنمر عليهم، ومن هنا نستطيع أن نجد الفرق الواضح بين السمات والخصائص التي تتميز بين كلا من المتنمر وضحية التنمر، والتي تتمثل في أن المتنمر شخص مندفع ويسعی لجذب الانتباه من خلال استعراض قوته الجسدية والنفسية والاجتماعية على ضحية التنمر الذي بدوره يحرص على الانسحاب وتجنب المواقف الاجتماعية، وعدم قدرته على التعامل مع مواقف التنمر التي يتعرض لها، مما يدفع المتنمر للتمادي في تنمره عليه والاستمرار في إيذاءه. والتنمر لا يقتصر على شكل محدد ولكن هناك الكثير من اشكال التنمر الموجهة للضحايا من قبل الأشخاص المتنمرين والتي تستهدف إيذاءهم وتهديد استقرارهم النفسي والاجتماعي بالتعرض المستمر لهم بالألفاظ الجارحة وإلقاء الألقاب عليهم بهدف التشهير والإهانة والتربص بهم والتعرض لهم بالضرب أو الركل أو سرقة وإتلاف الأغراض, والانتقاص من قدرهم والتقليل من شأنهم, وممارسة القوة عليهم جسديا, نفسياً, وازدراء انتمائهم لديانة أو عرق مختلف, أو طبقة اجتماعية، أو ممن لديهم مشاكل صحية أو إعاقات أو المتفوقين والموهوبين بشكل استثنائي، أو من يحصلون على اهتمام كبير, أو المنطوين والخجولين اجتماعيًا الذين هم لا يميلون للتحدث بصوت عالٍ ويعتبرون ضحايا أسهل للتنمر. ولم يقتصر التنمر وأشكاله على المواقف الاجتماعية الواقعية فقط ولكن امتد ليصل إلى شبكات التواصل الاجتماعي عبر الرسائل الإليكترونية واختراق الحسابات الشخصية والتشهير بالأشخاص ونشر الشائعات الكاذبة عنهم, ويتعرض كثير من الأشخاص للمزاح أو التنافس من أخ أو صديق، وهذا لا يُعتبر شيئًا ضارًا إذا تم بطريقة تتسم بالدعابة والود المتبادل المقبول بين الطرفين ولا يتعدى حدود الاحترام بين الطرفين, ولكن علينا الانتباه لتوافق القوى بين الطرفين, كي لا يكون الطرف الأضعف, يقبل ما يتعرض له فقط لإحساسه بالضعف أمام الشخص الآخر. وهناك العديد من الأسباب التي تقف خلف هذه الظاهرة التي بدت تمثل خطرا يهدد الطلاب ضحايا التنمر، والتي ترجع للعديد من العوامل التي تدفع بالطلاب المتنمرين إلى سلوك التنمر على زملائهم , وتتمثل في عوامل بيولوجية كقوتهم الجسدية , وعوامل أسرية ويدخل من ضمنها التنشئة الخاطئة وكثرت المشكلات الأسرية وأساليب المعاملة الوالدية الغير سليمة، والبيئة المدرسية قد تكون السبب الرئيسي وراء نمو ظاهرة التنمر المدرسي حيث تبين أن البيئة المدرسية الأقل عنفاً هي البيئة التي يحكمها قوانین حازمة للسلوك ويتعاون فيها المعلمون والطلبة مع الإدارة المدرسية في اتخاذ القرارات، بينما المدارس المكتظة بالطلاب تكون ملائمة لنشوء العنف والتنمر، وعليه فإن التنمر يحول دون تحقيق الأهداف التربوية المنشودة، حيث أن التعلم المقصود يستحيل أن يتحقق ضمن بيئة تعليمية لا توفر الأمن النفسي لطلبتها لحمايتهم من العنف والتهديد والقلق والاكتئاب وفي ضوء ما سبق يتضح مدى تزايد وانتشار مشكلة التنمر المدرسي وآثارها السلبية على العملية التعليمية والتحصيل الدراسي خاصة على مستوى الأمن النفسي والاجتماعي للطلاب التي ينبغي الاهتمام بها، فهي مرحلة حرجة من مراحل نمو الطلاب، وهنا تبرز أهمية تعليم وإكساب الطلاب المهارات الاجتماعية اللازمة ، وضرورة التركيز على الفنيات الإرشادية مثل ( الحوار والمناقشة، لعب الدور والتعزيز ) والتي قد تساعد الطلاب على التخفيف من حدة سلوكيات التنمر المدرسي , وأن التعاون بين الأسرة والقائمين على العملية التعليمية يمكن أن يؤتى ثماره الإيجابية في البناء الأخلاقي والقيمي لدى الطلاب وبذلك ينشأ الطالب والإبن نشأة صالحة قائمة على ترسيخ القيم لديه وتنظيم سلوكه وفقاً للضوابط الدينية والأخلاقية ومعايير المجتمع الذى ينتمى إليه. وتهدف الدراسة إلى تحقيق هدف أساسي وهو التعرف على ماهية ظاهرة التنمر واسبابها ومدى انتشارها وتأثيرها على طلاب المدارس ويتم ذلك من خلال مجموعة من الأهداف الفرعية، ومن أجل تحقيق هذه الاهداف اعتمدت الدراسة على أداة دراسة الحالة تم تطبيقها على عينة من الحالات بلغت 20 حالة (ذكور - اناث) ضحايا التنمر في المرحلة الاعدادية، فضلاً عن إجراء (10) مقابلات مع عينة من المختصين (الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين) في مدينة المنصورة. وقد خلصت الدراسة الى العديد من النتائج ومن أبرزها: • أشارت نتائج الدراسة الميدانية إلى تعدد أشكال التنمر في مجتمع البحث: كالتنمر اللفظي كإطلاق الالفاظ أو التنابذ بالألقاب، ومن خلال عبارات سخرية او بعبارات خادشه للحياء، والتنمر الجسدي، كالاعتداء بالضرب والدفع أو سكب الماء، وشد الشعر أو الملابس، والتنمر النفسي كالأذى النفسي والمعنوي ب (عبارة أو اشارة أو نظرة) للسخرية أو الاهانة والتقليل أو التهديد أو التجاهل أو البعد عن الضحية، والتنمر الالكتروني كالتشهير وابتزاز الحالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الحظر على مواقع التواصل الاجتماعي، والاستفزاز والمضايقات والسخرية عبر شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة، والسب والقذف عبر رسائل التواصل الاجتماعي، والتنمر من خلال حسابات مزيفة، والتنمر العنصري كالسخرية من شكل الضحية (البشرة السمراء)، أو التمييز بين الذكر والانثى، التنمر الاجتماعي كالاستبعاد الاجتماعي والسيطرة والتحكم في الضحية، والمعايرة بالمستوى الاجتماعي واللبس والادوات ، وأخيراً التنمر الجنسي وقد تمثل في العبارات الخادشة للحياء، والاتهام بالشذوذ الجنسي. • كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن وجود فروق بين خصائص المتنمر وضحية التنمر، فالمتنمر يتسم بالعديد من الصفات منها: حب السيطرة والتظاهر بالقوة وحب الزعامة بين زملاؤه، ويجيد اقامة العلاقات الاجتماعية والتعايش وسط عصبه من الاصدقاء، ويتسم بالأنانية والغيرة، والمشاغبة ورفض الاستجابة وتلقى الأوامر، والصوت العالي، وانخفاض المستوى الدراسي، والقوة الجسدية، والجرأة وقلة احترام، والذكاء والارتفاع في المستوى الدراسي، والاعجاب بالنفس والغرور، وارتفاع المستوى المادي، ويتصف بالتحايل والكذب والجبن، وعدواني، أما ضحية التنمر يتصف بضعف المهارات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي، وعدم القدرة على مواجهة المتنمرين في المواقف الاجتماعية، وضعف الشخصية وقلة الثقة بالنفس، وانخفاض المستوى الدراسي، والمعناة من أمراض جسمية وخلقية أو شكلية، وانخفاض المستوى الاسري والاقتصادي، ويتسم بالهدوء، والحساسية الشديدة. • أسفرت نتائج الدراسة الميدانية عن الآثار السلبية للتنمر على ضحية التنمر تمثلت في: الشعور بالحزن والإحباط وانعدام الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية، والتفكير في الانتحار، والشعور بمشاعر الكراهية تجاه المتنمرين والتحول لشخص عدواني وعنيف، والخجل والانسحاب الاجتماعي، والنفور وكراهية الذهاب إلى المدرسة، وانخفاض المستوى الدراسي، تعرض سلامة الضحية للخطر أو الأمراض النفسية والجسدية، وعن الآثار السلبية للتنمر على المتنمر تمثلت في: تأخر المستوى الدراسي، والتعرض المستمر للعقاب، فضلاً عن انتشار مظاهر العنف والتخريب في المدرسة، وتعطيل سير العملية التعليمية داخل الفصل الدراسي. • تبين من نتائج الدراسة الميدانية أهمية دور الارشاد التربوي النفسي والاجتماعي في الحد من مشكلة التنمر ويتمثل في: عمل ندوات للتوعية بكيفية مواجهة التنمر، ومساندة الطلاب ضحايا التنمر وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وعمل لافتات للتوعية بسلوك التنمر، والإرشاد الجماعي والتوجيه المستمر للطلاب المتنمرين، وعمل جلسات مغلقة مع الطلبة المعرضين للتنمر، والتعاون بين المدرسة والاسرة من خلال استدعاء اولياء الامور لمناقشة التنمر والحماية منه، ونشر روح التعاون والأخوة بين الطلاب، وحماية الطالب قبل التعرض للتنمر ومنع أي تصرف عنيف، ملاحظة سلوك الطلاب المزعجين في كل صف, والطلاب أصحاب الظروف الخاصة، والتعاون مع المدرسين بحكم تواجدهم بالفصول, وأولياء الأمور. كما خرجت الدراسة بالعديد من التوصيات ومن أهمها: • ضرورة توفير التدريب المناسب للمعلمين في كيفية التعامل الإيجابي مع التلاميذ المتنمرين للحد من سلوك العنف والتنمر، ودعم ضحايا التنمر ومساندتهم. • ضرورة تفعيل ممارسة الأنشطة الطلابية للحد من ظاهرة التنمر المدرسي لما لها من دور في تفريغ الانفعالات المكبوتة، والحد من التوتر النفسي والعصبي السلبي، نمو المهارات الاجتماعية والنضج الاجتماعي. • زيادة الاهتمام بالتخطيط للبرامج التدريبية لتساهم في الحد من مستوى التنمر لدى الطلبة وضع استراتيجيات تعليمية تساعد الطلبة على زيادة مستويات التكيف الاجتماعي والنفسي لديهم. • ضرورة التكامل بين البيت والمدرسة في تطبيق الارشادات التربوية التي تهدف إلى تنمية المهارات الاجتماعية السوية ونبذ التنمر والعنف. • إجراء المزيد من الدراسات للكشف عن مستوى التنمر وضحايا التنمر المدرسي، والآثار النفسية والاجتماعية والتحصيلية الناتجة عن التنمر وحجم الظاهرة وبخاصة في مرحلة المراهقة في مرحلة الاعدادية.