الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عرف القرن الثالث الهجري ظهور طائفة خبيثة من طوائف المبتدعة التي تسعى إلى هدم الإسلام وتهميش قواعده وأركانه، وهي طائفة الباطنية، المعروفة بالشيعة الإسماعيلية، الذين يتظاهرون بمحبة النبيِّ ﷺ وآل البيت، ويحملون في طيَّاتهم عقائد الدهريَّة والصابئة والفلاسفة الملحدين، فضلًا عن اليهودية والنصرانية. وبالرغم من أنَّ علماء الإسلام قد تصدَّوا لتلك الأفكار وبيَّنوا عَوَارها وكشفوا شبهاتها وأظهروا صحيحَ مُعتقد الدِّين فيها، إلا أنَّ الباحث لا يزال يرى أنَّ فتنة تلك الطائفة لم تزل حادَّة، بل ازدادت ضراوتها في العصر الحديث، وأنَّ رُوَّاد تلك الحركات لم يزالوا يُهَيِّجون الرأيَ العامَ ضد العقيدة الإسلامية الصحيحة، وإن تغيرت مسميات تلك الجماعات من باطنية وقرامطة وإسماعيلية إلى نُصيرية ودروز أو إلى علمانية وليبرالية وماسونية أو إلى قاديانية وبهائية أو غيرها من المسميات. والجامع لكل تلك الأفكار ما ابتدأه المبتدعة الباطنية الأوائل، حين زعموا أن للشريعة بواطنَ وظواهرَ، وأنَّ بواطن النصوص تخالف ظاهرها، وهو ما أفضى بالجميع إلى نبذ التكاليف ولوي أعناق النصوص بحسب أهوائهم، ولهذا ترى سيوفَهم عونًا لأعداء المسلمين علينا على مرِّ الزمان. وإذا كان اللهُ عزَّ وجلَّ قد قيَّض لهؤلاء المبتدعة الأوائل من يذُبُّ عن دينه ويدفع عن حياض الإسلام منهم، كابن حزم وأبي منصور الإسفراييني وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم، فإنه سبحانه قد هيَّأ من أئمة الدين في العصر الحديث من يَنفي عن الإسلام تُهَمَهم ويقيم اعوجاجهم. وقد تناول البحثُ جهود عَلَمين من أعلام العصر الحديث في تناول المنهج الباطني ونقده، وقد جاء منهج الرَّجلين على طرفي نقيض؛ أحدهما يدافع عن الباطنية ويؤيدها ويُعلي شأن أصحابها، وهو الدكتور محمد كامل حسين، والآخر ينتهج نهج السلف في كشف خبائثهم وفضح نواياهم ومقاصدهم، وهو الدكتور مصطفى حلمي. وقد عكف الباحث فيما يزيد على ثلثي البحث في التعريف بهما، وبيان منهجهما، وذكر جهودهما في تحقيق المذهب الباطني ونشره أو محاربته، وفق منهج علميٍّ سديد. |