الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد جماعة الديوان من أهم المدارس الأدبية والنقدية في العصر الحديث، والانطلاقة الحقيقية لحركة التجديد في الشعر العربي؛ لما صاحبها من عناوين نقدية ورؤى واضحة لمفاهيم جديدة، وقد أحدثت ضجة كبيرة في ميدان الأدب والنقد فكان لها تأثيرٌ واضحٌ على الساحة الفكرية، مما بوأها وأفسح لها مكانة مرموقة، ومنحها تميزًا وتفردًا إلى يومنا هذا. ومن المعروف أن الشعر العربي الحديث قبل ظهور هذه المدارس الجديدة، كان ذا عقلية فكرية محددة، يحتاج إلى حياة ونبض جديدين، فضرب الخواء المعاني، ولمعت الألفاظ، وترصعت العبارات والجُمَلُ، وهذا مما أدى بشعراء الديوان إلى إعلان ثورة وتمرد على هذا الشعر الذي يعد في نظرهم مجرد تقليد لقوالب القدماء، وقد ساعدهم في ذلك ثقافتهم الأجنبية الموسوعية. ولعل أجلَّ إسهام قدمته جماعة الديوان هو كتاب الديوان الذي ألَّفه الأستاذان الكبيران ”العقاد” و”المازني”، دون الضلع الأهم فيهم الأستاذ ”عبدالرحمن شكري”؛ وذلك لانطوائه وانعزاله للأسباب المعروفة، فكان شعلة الانطلاقة النقدية، وخطوة كبيرة فارقة في مؤلفاتهم، وقد جاء بأفكار جديدة تردد صداها في حركة التجديد الحديثة وروادها، فكانت النقلة الفاصلة بين الجمود والتجديد، نقلة عنوانها هدم الجمود ورفع لواء التغيير والتجديد. لقد كان لجماعة الديوان أراءٌ نقدية في توجيه الشعر العربي الحديث، وجهة جديدة تحمل بين طياتها بناءً يعبر عن أفكارهم وطموحاتهم الأدبية، فخلق لهم ذلك رصيدًا مميزًا في ميزان الأدب والنقد ذا اتجاه وجداني يحمل التجربة النقدية التجديدية، ولذلك كانت لأشعارهم بصمةٌ خاصة وبناءٌ عضويّ متميز، ووحدة متناسقة تورق في ظل بناء متعاضد. |