Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الدين والأخلاق بين هانس كينج ووليم كريج /
المؤلف
سلامه، فاطمة معوض عبد الستار.
هيئة الاعداد
باحث / فاطمة معوض عبد الستار سلامه
مشرف / عزة العدوي خليل
مشرف / وفاء عبد الحليم محمود
مشرف / لا يوجد
الموضوع
الفلسفة. الفلسفة الحديثة.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
215 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
18/7/2022
مكان الإجازة
جامعة طنطا - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 215

from 215

المستخلص

الفكر الإنساني يمر بمراحل عديدة، ويختلف باختلاف العصر والفترة الزمنية الذي يحيا فيها، والقضايا التي يعاصرها، وهذه القضايا شغلت الفكر الإنساني قديما وحديثا، وأصبحت في غاية الأهمية على الساحة الفكرية المعاصرة، والبحث عن الدين وماهيته وتجربته ولغته كان شغل الإنسان الشاغل على مر التاريخ، والدين في أبسط صوره يعرف بأنه العلاقة بين الإنسان و قوة فوق الطبيعة لا يمكن إدراكها ماديا، ولكن يمكن إدراكها شعوريا عن طريق الطبيعة، بل ويستدل الإنسان علي وجود الله في نفسه، قال تعالي ”وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونْ” (سورة الذاريات: الأية ٢١)، وعندما تناول العلماء والفلاسفة الدين بالبحث المستقل عن أي شيء خارجه، (البحث فيه من حيث هو دين فقط) أطلقوا عليه مصطلح ”فلسفة الدين” وهي البحث العقلي الحر في الدين دون الاعتماد أو التقيد بدين معين، ومهمتها الكشف عن جوهر الدين ومقاصده والتأمل العقلي المستقل حول حقيقة الدين والظواهر الدينية المتعلقة به.
وقد ارتبط مصطلح الأخلاق بالدين كثيرا، وتعد الأخلاق جزء لا يتجزأ من الدين، فالأخلاق الدينية تعرف بأنها الالتزام الأخلاقي بناءا على أمر إلهي، والأخلاق هي الجانب العملي للدين وهو الجانب السلوكي، فالدين يشتمل على العبادات والعقائد، فالعقائد هي الجانب النظرى، والعبادات هي الجانب العملي وهي الممارسة الفعلية للدين وأوامره الأخلاقية.
وانطلق كل من هانس كينج ووليم كريج من هذه العلاقة القوية التي لا تنفك بين الدين والأخلاق، وأسسا عليها فلسفتهما وأرائهما، فاتجه كينج إلي منهج عام شامل أساسه الأخلاق، بهدف الوصول إلي مشروع أخلاقي عالمي، أما كريج فقد استخدم الأخلاق كوسيلة للرد على الملحدين فالإلحاد من القضايا التي ناقشها كلا من كينج وكريج، حيث دافع كلا منهما عن الدين وأثبت وجود الله بالأدلة العقلية كلا منهما بفكره وأسلوبه الخاص، فرد كلا منهما علي إنكار وجود الله بالدليل العقلي، واعتمدا علي المناظرة والمناقشة العقلية للوصول لإثبات وجود الله بناءا علي الحجة الأخلاقية، ومن هنا استخدمها في اللاهوت وهو ما يسمي عنده باللاهوت الأخلاقي.
ولم يكن اللاهوت الأخلاقي فقط هو ما تتطرق إليه كريج فتناول بالبحث أيضا (اللاهوت الدفاعي الذي يدافع من خلاله عن المسيحية وعقائدها الخاصة بالأدلة العقلية، واللاهوت الطبيعي وهو الذي يستخدم الطبيعة كوسيلة واقعية لإثبات وجود الله)، وقد أطلق مصطلح اللاهوت بوجه عام على العقائد المسيحية والبحث في الكتاب المقدس، ولكن البحث في الإلهيات في الإسلام يسمي (علم الكلام).
وبالبحث في اللاهوت كان لابد من التطرق إلى عقائد المسيحية الخاصة (التثليث، والخلاص، والعصمة، وألوهية المسيح والوحي وغيرها) فهذه العقائد تسبب جدلا واسعا في الأوساط الدينية العالمية، وقد تطرق للبحث فيها كلا من كينج وكريج، فكينج اتخذ المنهج النقدي وسيلة لإصلاح هذه العقائد وليس هدمها علي حد قوله فهي غير مقبولة عقليا من وجهة نظره، بل عقد مقارنة في كثير من المواضع بين الإسلام والمسيحية من حيث العقائد، من أجل الوصول إلى نقطة انطلاق قوية للتقارب بين الأديان السماوية وخاصة الإسلام والمسيحية، أما كريج فقد استخدم اللاهوت الدفاعي للدفاع عن هذه العقائد، وكريج يعد من فلاسفة الدين المعاصرين الذي اشتهر كأكثر الفلاسفة دفاعا عن المسيحية، واعتمد في دفاعه علي الكتاب المقدس لإثبات صحة المسيحية وعقائدها، وينطلق كريج في دفاعه من عقيدته الخاصة، وهذا ينافي بالتأكيد المنهج الذي يتبعه.
وتناول كلاهما التعددية الدينية، ولكن اختلافا في تناولها، فدعا إليها وكانت أساس مشروعه الأخلاقي العالمي الذي يتبناه ويدعوا إليه، والتعددية الدينية في فلسفته محور أساسي وركيزة مهمة لقضايا معاصرة أخري تطرق إليه كينج في خضم بحثه في التعددية الدينية وهذه القضايا هي التسامح الديني وحوار الأديان والسلام العالمي، فقد اهتم كينج بهذه المبادئ الأخلاقية العالمية، لأننا حتما سنصل من خلالها إلي عالم سلمي ليس فيه عنف وبعيد عن أي تطرف ديني، فغياب التسامح والحوار كافي لخلق مجتمع ملئ بالصراعات والتوترات علي جميع الأصعدة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية).
أما كريج فقد رفض وبقوة مبدأ التعددية الدينية، لأنها من وجهة نظره تجعله يتخلي عن مبدأ مهم في المسيحية وهو الخلاص، فهو يؤمن بعقيدة (لا خلاص خارج الكنيسة)، فمبدأ التعددية يقول بأن كل دين يمتلك شيئا من الحقيقة، وكريج يري أن الخلاص في الكنيسة فقط، وهذا فيه انحياز شديد لعقيدته وعدم استعداده حتى للحوار، وهذه مفارقة سنتناولها بالتفصيل في هذه الأطروحة.
ولما كان الدين والأخلاق يحتلا مكانة عظيمة في الفلسفة المعاصرة عامة، وفي فلسفة هانس كينج ووليم كريج خاصة، كان عنوان هذه الدراسة (الدين والأخلاق بين هانس كينج ووليم كريج).