Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
استخدام المقررات المفتوحة المصدر واسعة الانتشار في تنمية الكفايات التعليمية والمعتقدات المهنية لدى معلمي الحاسب الآلي بدولة الكويت /
المؤلف
المثلا، مبارك حسيـن برجس.
هيئة الاعداد
باحث / مبارك حسيـن برجس المثلا
مشرف / خالد عبداللطيف محمد عمران
مشرف / طه علي أحمد علي
مناقش / نادى كمال عزيز
مناقش / نجلاء محمد فارس
الموضوع
طرق التدريس.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
233 ص :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية
الناشر
تاريخ الإجازة
13/3/2022
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية التربية - المناهج وطرق التدريس.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 304

from 304

المستخلص

وتتسع يوماً بعد يوم رقعة الاهتمام بالتقنيات الحديثة والتي أصبحت عنصراً رئيساً في العملية التعليمية في عملية التعليم في كل مرحلة من مراحلها والتي استفاد منها كل مكون من مكونات العملية التعليمية، والتي من أبرزها المعلم، المنهج، المتعلم، والتقويم، حيث تعتمد العملية التعليمية في صورتها الحديثة على التعلم الشبكي، كما يعتمد على التعلم بالاستفسار Inquiry-based Learning ، ومن هذا المنطلق يقوم التعلم الالكتروني الشبكي أو التعلم المدمج Blended Learning على المعلومات التي تفرد لها صفحات ومواقع إلكترونية والتي تشكل أبرز منجزات الثورة التكنولوجية (سالم، الظفيري، الرشيدي، 2018، ص 49).
ولقد كان المبرر الرئيس لانتشار مثل هذه المفاهيم في الميدان التربوي هو تأكيدها على التعلم الذاتي Self-learning، والتعلم المتمركز حول الطالب Student-centered approach، وحرية التنقل بين مصادر البيانات المتعددة كنتاج طبيعي للعولمة، وتقديم الأنشطة التعليمية الإلكترونية في عملية التدريس واستخدامها بفعالية، حيث تغير دور شبكة المعلومات الدولية من كونها مجرد وسيلة لنشر المعلومات في الجيل الأول للويب Web 1.0 إلى وسيلة للتواصل والتفاعل Web 2.0، فقلد ساهمت مثل هذه التطورات التكنولوجية في نقل المتعلم من كونه مجرد متلقي سلبي للمعلومات يقتصر دوره على الحفظ والاسترجاع إلى كونه مشاركاً فعالاً في تكوين المعرفة وليس فقط الحصول عليها. (شلتوت، 2017، ص 376، شقور، 2014)، ولقد أتاحت الثورة التقنية والتطور الكبير في عالم التعلم الشبكي الفرصة لإنشاء بيئات تعليمية شبه متكاملة توفي باحتياجات كل طالب على حده بما يحقق مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين الأمر الذي يححقق التعلم الذاتي مما يزي من اندماج المتعلم في الدراسة (الملاح، 2017)
ولقد رأى واضعوا السياسات التربوية أن التطورات التكنولوجية والمستحدثات الرقمية قد يكون لها بالغ الأثر في وضع حلول جذرية ومبتكرة للمشاكل التربوية التقليدية، والتي كان من أبرزها إزدحام الفصول الدراسية بالمتعلمين، الأمر الذي يزيد من فرص التسرب الدراسي وعدم حصول المتعلمين على التعليم الملائم بالكم والكيفية المطلوبة. ومن هذا المنطلق بدأت بعض الجامعات العريقة بتقديم مقررات مجانية يمكن للكثيرين التسجيل فيها والتي لاقت قبولاً لدى هذه الطائفة من المتعلمين والتي أطلق عليها المقررات الإلكترونية المفتوحة المصدر واسعة الانتشار MOOCs.
وتخدم هذه المقررات الإلكترونية واسعة الانتشار مفتوحة المصدر MOOCs الدارسين الراغبين في مواصلة دراستهم في أي مكان وزمان، حيث أدى تطور التعليم في مراحله المختلفة إلى ظهور صفوف ومعامل افتراضية بل تعدى المر ذلك بظهور جامعات كاملة متميزة عرفت بالجامعات الافتراضية عبر الإنترنت استجابة لاستثمار التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد بصورة فعالة (الشاعر، 2014) وبما يعزز التعلم الذاتي والتعلم المستمر والتدريب مدى الحياة. وتقع مسئولية تطوير المقررات الإلكترونية المفتوحة المصدر واسعة الانتشار MOOCs على عاتق المصممين والذي يتمثل بدوره في تصميم هذه المقررات، بحيث يراعي المعايير المتفق عليها.
ومن ثم كان لزاما ً على القائمين على التصميم التعليمي مراعاة المتطلبات والأولويات لهذه المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار MOOCs والتي يدعو إليها المختصون في تكنولوجيا التعليم (خميس، 2013)، ومن هذا المنطلق اتجهت المؤسسات التعليمية على اختلاف مراحلها للتعليم الإلكتروني، التعلم الشبكي، والتعليم عن بعد، كأحد الحلول التي قد تسد الفجوة في النظم التعليمية، قد انتشر مفهوم التعليم المتنقل والتعليم المفتوح والمقررات الرقمية إلا أنها مع هذا التوجه ظلت محدودة التطبيق، وبسبب هذه المحدودية ظهرت هذه المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر MOOCs كأحد الحلول الفعالة (الحارثي، 2016).
ويرى الكثير من الباحثين في الميدان التربوي أن للمقررات الإلكترونية المفتوحة المصدر واسعة الانتشار MOOCs الكثير من المزايا التي تجعلها أداة إلكترونية فعالة تتخطى قيود الزمان والمكان توفر فرصاً نموذجية للتعلم والحصول على إعتماد من نوعٍ ما، ومن ثم يرى ”ماكجيوري” (McGuire, 2013) أهمية المقررات الإلكترونية واسعة الانتشار مفتوحة المصدر MOOCs حيث توفر وسائل فعالة لدعم تواصل الأقران،كما أنها تساعد في بناء الاحساس بالانتماء للمجتمع. كما يذكر ” أبو خطوة ” (2014) بعض الفوائد التي تعزز من ضرورة استخدام هذه المقررات الإلكترونية والتي من أبرزها أنها أداة عالمية لا تتقيد بالحدود الجغرافية أو الزمانية أو الثقافية أو الدينية، كما أنها متاحة بلغات متعددة، كما تناسب عدداً كبيراً من المتعلمين في مختلف الثقافات، كما تساعد على تبادل الخبرات بين المختصين في مختلف دول العالم، أضف إلى ذلك أنه يمكن إنتاجها ونشرها في مدة زمنية قصيرة، كما أنها تحقق أهداف التعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة.
ولذا تعد المقررات الإلكترونية المفتوحة واسعة الانتشار MOOCs من أحدث الاتجاهات في التعلم عبر الإنترنت، والتي يقدم فيها المحتوى التعليمي كاملاً من خلال قنوات الإنترنت للمتعلمين من مختلف الأعمار وفي أي مكان بالعالم، وتمثل هذه المقررات فرصة رائعة لأولئك الباحثين عن المعرفة والعلم على نطاق واسع، والتي تقدم مجاناً من خلال الحصول على شهادة معتمدة في جميع تلك المقررات، وتمثل هذه المقررات ظاهرة في ميدان تكنولوجيا التعليم والتعلم الإلكتروني (محمود، 2016، ص 64).
وعلى الرغم من ظهور اهتمام متنامي في المجتمعات العربية بالمنصات التعليمية الإلكترونية إلا أن المقارنة بين عدد المنصات التعليمية التي تقدم محتواها باللغة الإنجليزية وتلك التي تقدم المقررات باللغة العربية تكون مجحفة للغاية، حيث يفيد التقرير السنوي للمقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار أن عدد المستفيدين من منصة ”كورسيرا” Coursera في عام 2017 تعدى (30) مليون مستفيد، ووصل عدد المستفيدين من منصة ”إيدكس” Edx قد بلغ (14) مليون مستفيد ، ووصل عدد المستفيدين من منصة ”زيوتانج إكس” Xeutang X ما يقارب (9.3) مليون مستفيد ، ووصل عدد المستفيدين من منصة ”أوداستي” Udacity ما يقارب (9) مليون مستفيد، ووصل عدد المستفيدين من منصة ”فيوتشير ليرن” Future learnما يقارب (7.1) مليون مستفيد (سالم، الظفيري، الرشيدي، 2018، ص 53)
ونظراً للأهمية الكبيرة لمعظم المواد التعليمية التي تقدم من خلال المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار القائمة على نظام التعلم الإلكتروني، فإنها تمثل أفضل وسيلة لتصميم المقررات الإلكترونية عبر الويب، حيث أن هناك عدداً من الاستراتيجيات التي يتم وضعها في الاعتبار كتحديد الأهداف والواجبات والمناقشات الإلكترونية بوضوح واستخدام الوسائل الخاصة بتنفيذ التغذية الراجعة Feedback الفورية على جميع الأهداف، والاجتماع بالمتعلمين وجهاً لوجه قبل البدء في التدريس، وتضمين غرف الحوار والمناقشات مع المقرر، هذا بالإضافة إلى تدريب الطلاب على الاتصال بالإنترنت، والولوج إلى المواقع الإلكترونية قبل البدء بالتدريس بفترات كافية، كما أن من المهام الواجب مراعاتها في تصميم المقررات الإلكترونية تحديد مبررات استخدام التعلم الإلكتروني وتحديد احتياجات الطاب، وكذلك التوفيق بين تصورات واستراتيجيات التدريس وبيئة التعلم عن بعد (عبدالعظيم، وعبدالجليل، 2008، ص 62)
كما يمكن أن تسهم المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار MOOCs في تنمية الدافعية للتعلم بما ينمي لدى المتعلمين استراتيجيات التعلم المنظم ذاتياً (الجهني، 2017)، ونظراً لأن مدى نمو مهارات التعلم المنظم ذاتياً يعتمد بشكل رئيس على طبيعة المقررات الدراسية المقدمة للمتعلمين (Anderman, et al., 2001; Pintrich, 2004; Bong, 1996; Zimmerman, 1994) ، فإن المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار لها من التحفيز ما يجعلها قادرة على تشجيع المتعلمين على تعزيز استخدام استراتيجيات التعلم المنظم ذاتياً. ومن المسلم به أن كون المتعلم مسئولاً عن التعلم من خلال بيئة تعليمية إلكترونية تعمل على زياة التركيز على قدرات المتعلم وتعزيزها وصقل مهاراته المختلفة، يكون له بالغ الأثر في تكوين اتجاهات إيجابية نحو التعلم من خلال البيئات التعليمية الإلكترونية ولاسيما البيئة التعليمية المحمية والتي تعتمد على الدعامات التعليمية (Salem, 2019).
- تحديد مشكلة البحث:
تعتمد النظم التعليمية في بعض الدول على الأساليب التدريسية التقليدية والتي تعتمد على التعلم وجهاً لوجه Face-to-face والتي لا تتوافق مع معطيات الحياة العصرية، كما لا تتناسب وتفكير كل من المعلم والمتعلم في عصر التكنولوجيا والتطور، أضف إلى ذلك أن التعليم التقليدي لم يضف جديداً على المحتوى التعليمي المُقدم للأجيال مما يجعلهم غير قادرين على مواكبة الفكر العصري، مما يجعل النظام التربوي يحتاج إلى نقلة نوعية للآليات التعليمية الحديثة (نجلاء فارس، وعبدالرؤوف إسماعيل، 2017، 1)
وفي ظل التغير التقني السريع الي نتج عنه تعدد الأوعية الرقمية والأنظمة الإلكترونية، أصبح تطوير التعليم والارتقاء به خياراً استراتيجياً لا بديل عنه، الأمر الذي يستلزم من القائمين على العملية التعليمية إعادة النظر في المنظومة التعليمية، وما ينبثق عنها من ممارسات تربوية بما يتيح الفرصة للمتعلم
أو المتدرب الاستفادة من المستحدثات التكنولوجية في تنمية قدراته التحصيلية والمهارية وتكوين القيم الإيجابية لديه (هيثم عاطف حسن، 2017، 14).
وفي ظل التطور الذي نتج عنه أجيال متعاقبة من الويب مصطحباً بروز الشبكات الاجتماعية والتي تمثل واجهات تفاعلية تعتمد على التواصل والتفاعل بين المتعلمين وبينهم وبين المعلم، ومع ذلك الانتشار قامت القليل من المؤسسات التعليمية العربية بتقديم مقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر فائقة الانتشار (سالم، الظفيري، الرشيدي، 2018، 55)، ولقد تزامن ذلك مع ما يراه العديد من التربويين والمهتمين بقضايا تطوير التعليم في الوطن العربي إلى أن حالة المنظومة التعليمة في الغالبية العظمي من الدول العربية - في ظل التطور العلمي والتكنولوجي الذي نشهده منذ عقود من الزمن - لا ترقى إلى المطلوب ولا تلبي الطموح (علي شقور، 2013)، وذلك على الرغم مما قد يراه البعض بأن دول مجلس التعان الخليجي تتسم بالوفر المادي والرخاء الاقتصادي، إلا أن توافر الموارد الطبيعية والمادية لا يغني عن إعداد الأجيال القادرين على مواجهة التحديات الحالية والمتوقعة وأن هذا الإعداد منوط بالمنظومة التربوية، حيث يرى الكثير من علماء الإدارة أن مشكلة الشرق الأوسط لا تتمثل في نقص الدعم المالي ولكن هو نقص في القدرات الإدارية.
ولقد أدى ظهور أدوات الجيل الثاني من الويب Web 2.0 إلى تغيير طبيعة خبرات التعلم، حيث أتاح للمتعلمين القدرة والفرصة للتواصل لتبادل المعلومات والتعاون مع المستخدمين الآخرين للشبكة ومن ثم إنتاج محتوى ديناميكى ذاتي (محمد جبران محيى القحطانى، 2014). ولقد أظهرت نتائج العديد من الدراسات فاعلية استخدام المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر فائقة الانتشار، ومن أبرزها دراسة ليتلجون وآخرين (LittleJohn et al., 2016) إلى وجود علاقة واضحة بين دوافع المتعلم وأهدافه وتصوراته عن التعلم عبر المقررات الإلكترونية المفتوحة واسعة الإنتشار؛ وكذلك وجود إختلاف فى السلوك المرتبط بعمليات التعلم المنظم ذاتياً الخمس الفرعية: الدافعية وتحديد الأهداف؛ والكفاءة الذاتية؛ وتقدير فائدة المهمة؛ وإستراتيجيات المهمة؛والرضا والتقييم الذاتى.
كما أظهرت نتائج دراسة ”ميليغان وليتلجون ومارغاريان” (Milligan, Littlejohn & Margaryan, 2013) والتى هدفت إلى استكشاف أنماط التفاعل ودوافعة فى المقررات الإلكترونية المفتوحة واسعة الإنتشار الترابطية، إلى وجود ثلاثة من التفاعل (الفعالة والسلبية والكامنة)، وأن من أهم العوامل المؤثرة على تلك الأنماط: الثقة؛ والخبرة السابقة؛ والدافعية التى كانت عاملا حاسما فى إلتحاق الدارسين بالمقرر؛ خاصة فيما يرتبط بيحسين ممارساتهم المهنية. وتبين من خلال دراسة غيلانى وإينون (Gillani & Eynon, 2014) أهمية المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر وما تقدمه من مساقات مفتوحة فائقة استكشاف أنماط الإتصال فى منتديات نقاش المقررات الإلكترونية المفتوحة واسعة الإنتشار؛ وتحديد الدوافع التى دعت الدارسين للإلتحاق بها، أن من أهم دوافع التحاق الدارسين بالمقررات الإلكترونية المفتوحة واسعة الإنتشار: التنمية المهنية بنسبة (93%) والفضول بنسبة (6%)؛ وإنعدام فرصة الوصول إلى مصادر تعلم أخرى بنسبة (1%)؛ وتقديم المقرر من قبل مؤسسة عريقة بنسبة (1%).
ومن هذا المنطلق تتميز المقررات الإلكترونية الفائقة الانتشار MOOCs بانفتاحها وقدرة المتعلمين على المشاركة فيها والقدرة على تحويل التركيز في التعليم التقليدي المنصب على المعلم – أو في هذا المقام مزود ومقدم الخدمة – بأن يكون التركيز على المتعلم وما يمكنه القيام به، حيث أنه وبغض النظر عن المواقع التي يشغلونها أو خبراتهم السابقة أو حتى مؤهلاتهم فإنهم ينخرطون في فرص تعلم مجانية أو ذو تكلفة منخفضة. (Gillani & Eynon, 2014).
ويتزايد الإقبال المتزايد على استخدام المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار من ناحية وإزدياد المؤسسات التعليمية بالتعليم العالي المشاركة في تقديم الخدمات التعليمية يوماً بعد يوم حيث يسعى الآن ما يزيد عن (90%) من مؤسسات التعليم العالي إلى تقديم مثل هذه المقررات من خلال المنصات المختلفة والتي من أبرزها: كورسيرا Coursera، أوداستي Udacity، إيدكس Edx، حيث قدمت الجامعات الأمريكية وحدها ما يزيد عن (1000( من المقررات الإلكترونية فائقة الانتشار، فيما قدمت الجامعات الأوربية (800) مقرراً (Hayes, 2015).
ولقد بينت العديد من الدراسات أن للمعتقدات المهنية والذاتية تأثيراً على الممارسات الصفية، ومنها دراسة ”ستبيك ورفاقه” (Stipek et al., 2001) والتي توصلت إلى وجود علاقة بين معتقدات معلمي الرياضيات التقليدية وممارساتهم التدريسية، كما توصلت دراسات ”النقبي والسواعي” (2007)، الحارثي (2008) إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة بين معتقدات المعلمين وممارساتهم التدريسية، كما أظهرت دراسة (Jannifer & Karen, 2010) أن معتقدات المعلمين تؤثر في كل من الممارسات الصفية، وكذلك فرص الطلاب للتعلم.
ولقد قام الباحث بأخذ رأى عينة من معلمي ومعلمات الحاسب الآلي في المراحل التعليمية المختلفة بمنطقة الأحمدي التعليمية في مدى جدوى استخدام المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار في تنمية مهارات استخدام الحاسوب وتطبيقاته والمتاحة من خلال بعض المنصات الإلكترونية العربية مثل منصة رواق، ومنصة إدراك وغيرها، كما تم أخذ رأيهم في المقررات التي يمكن أن يقوم على إعدادها المعلم ويتم نشرها على المنصات الإلكترونية المجانية ومن أبرزها منصة إدموندو Edmondo ولقد كانت استجابات السادة المعلمون والمعلمات إيجابية نحو استخدام هذه المقررات الإلكترونية والتعلم من خلالها في تنمية التحصيل الدراسي، والمكونات الأكاديمية والمعرفية، وكذلك مهارات التفكير عالية الرتبة، ولكن أقر بعض أفراد عينة الدراسة الاستطلاعية أن هناك عزوف من المعلمين عن المشاركة فيها، كما أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في تدني مستويات إكمال المقررات الدراسية الإلكترونية حتى الحصول على شهادة معتمدة.
ومن هذا المنطلق تتمحور مشكلة البحث في القصور الذي يعاني منه بعض معلمو ومعلمات الحاسب الآلي في مهارات التصميم التعليمي عبر الإنترنت من ناحية، وكذلك إحجام البعض منهم على المشاركة في المقررات الإلكترونية التي تقدم من خلال المنصات التعليمية الإلكترونية، وحتى الذين قاموا بالاشتراك لم يكملوا الدراسة حتى الحصول على شهادة معتمدة، ومن ثم تمثل المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار أحد الاستراتيجيات التدريسية التي يمكن من خلالها تعزير أداء المعلمون والمعلمات في مهارات التصميم التعليمي عبر الويب من خلال تنمية الكفايات التعليمية اللازمة لمعلمي الحاسب الآلي، وكذلك تعزيز المعتقدات المهنية والذاتية لهؤلاء المعلمون، حيث تساعد المنصات التعليمية الإلكترونية والبيئات الإلكترونية على تعزيز دافعية المتعلمين للتعلم، ويتلخص التركيز الرئيس لهذه الدراسة في السؤال التالي:
”ما أثر المقررات الإلكترونية فائقة الانتشار مفتوحة المصدر في تنمية الكفايات التعليمية، وتعزيز المعتقدات المهنية لدى معلمي الحاسب الآلي بدولة الكويت ”
ويتفرع من هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
1. ما محتوى أبرز المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار والتي تخاطب المهتمين بدراسة الحاسب الآلي ومهاراته المختلفة؟
2. ما الكفايات التدريسية/التعليمية اللازمة لمعلمي الحاسب الآلي بدولة الكويت والتي تتضمن الكفايات التدريسية قبل، أثناء، وبعد العملية التدريسية والتي يمكن تنميتها لدى معلمي الحاسب الآلي بدولة الكويت؟ وهل لاستخدام تلك المقررات الإلكترونية المفتوحة واسعة الانتشار أثر إيجابي في تنمية مثل هذه الكفايات التدريسية لدى معلمي الحاسب الآلي؟
3. ما معتقدات معلمي الحاسب الآلي المهنية لدى معلمي الحاسب الآلي في دولة الكويت؟ وهل لاستخدام تلك المقررات الإلكترونية المفتوحة واسعة الانتشار أثر إيجابي في تنمية مثل هذه الكفايات التدريسية لدى معلمي الحاسب الآلي؟
- محددات البحث: إقتصر البحث الحالي على الحدود الآتية:
1. الحدود الموضوعية: بيان أثر المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار (والتي تتمثل بمقررات مجانية مصممة من قبل الباحث ويتم رفعها على منصة Edmondo) في تنمية مهارات الكفايات التدريسية/التعليمية لدى معلمي الحاسب الآلي، وكذلك معتقدات معلمي الحاسب الآلى المهنية.
2. الحدود الزمانية: سوف يتم تطبيق أدوات البحث في الفترة الدراسية الأولى في الفصل الدراسي الأول 2020/ 2021.
3. الحدود البشرية: عينة من معلمي ومعلمات مادة الحاسب الآلي بمنطقة الفروانية التعليمية أثناء الخدمة.
4. الحدود المكانية: مجموعة من مدارس المراحل التعليمية المختلفة بمنطقة الفروانية التعليمية.
- فروض البحث: يعمد البحث الحالي إلى التحقق من صدق الفروض الآتية:
1- يوجد فرق ذات دلالة إحصائية (عند مستوى 0.05) بين متوسطى درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في الكفايات التعليمية لمعلمي الحاسب الآلي لصالح المجلموعة التجريبية وفي الاتجاه الأفضل.
2- يوجد فرق ذات دلالة إحصائية (عند مستوى 0.05) بين متوسطى درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في المعتقدات المهنية لمعلمي الحاسب الآلي لصالح المجموعة التجريبية وفي الاتجاه الأفضل.
- أهمية البحث: يأمل الباحث أن يمثل البحث أهمية كبيرة في أن تطوير آليات العمل في المنظومة التعليمية بأطرافها المختلفة حيث يمكن أن تفيد الدراسة الأطراف التالية:
1. المعلم: قد يفيد البحث في الارتقاء بالكفايات التعليمية للمعلمين من ناحية القدرة على التصميم التعليمي عبر الويب باستخدام أحدث المبتكرات التكنولوجية والمستحدثات التقنية، كما تساعد المقررات التعليمية الإلكترونية فائقة الانتشار MOOCs في التنمية المهنية لدى المعلمين ولاسيما المعلمين أثناء الخدمة In-service Teachers حيث يكونون في أمس الحاجة إلى الدراسة في المنزل وفي أوقات الفراغ حيث يوفر الوقت والجهد من خلال الدراسة عبر الشبكة العنكبوتية.
كما يأمل الباحث أن تسهم الدراسة في تنمية الكفايات التدريسية/ التعليمية لمعلمي الحاسب الآلي بدولة الكويت والتي تتضمن الكفايات التدريسية بمراحلها الثلاث، وهي: ما قبل الدرس، أثناء الدرس، ما بعد الدرس. أضف إلى ذلك تحاول الدراسة أن ترتقي بمعتقدات إيجابية مهنية لدى معلمي الحاسب الآلي بدولة الكويت.
2. المتعلم: إن المنفعة الرئيسة التي تعود على المعلم من خلال التدريب من خلال المقررات الإلكترونية فائقة الانتشار MOOCs والتي تتمثل أبرزها صورها في تنمية المهارات التدريسية والأكاديمية للمعلمين – والتي تتضمن أيضاً الكفايات التدريسية والمعتقدات المهنية لمعلمي الحاسب الآلي - من شأنه أن يعود بالنفع في الارتقاء بالمستوى التحصيلي للمتعلمين فيما بعد، ولا يقتصر الأمر على تنمية التحصيل الدراسي ولكن يمتد الأثر الأكبر في تنمية مهارات التفكير ولاسيما مهارات التفكير عالي الرتبة مثل التفكير الإبداعي والإبتكاري، وكذلك التفكير الناقد، مهارات حل المشكلات، أضف إلى ذلك مهارات اتخاذ القرار.
3. واضعو السياسات التعليمية: يمثل البحث أهمية كبيرة للقائمون على وضع السياسات التعليمية وكذلك المنظرون والمخططون للمناهج التعليمية بما يمكنهم من أن ينهلوا منه آليات حديثة يمكن من خلالها تنمية المقررات الدراسية والمناهج التعليمية، الأمر الذي يعود بالنفع على جميع مكونات العملية التعليمية.
- منهجية البحث وأدواته: يستخدم البحث الحالي المنهج الوصفي التحليلي لبيان المحتوى الإلكتروني الذي تقدمه هذه المنصات من الناحية الفنية والمهنجية ، كما يُعرج الباحث في تقصيه المنهجي على تفعيل دور هذه المنصات لبيان أيهما يسهم في تقديم مقررات تستهدف دارسي الحاسب الآلي بما ينمي مهاراتهم المختلفة سواء الصلبة، المعرفية، أو حتى المهارات الناعمة. كما يستند البحث الحالي على منهج البحث التجريبيexperimental والذي يتم بموجبه الحكم على مدى فاعلية المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار من خلال التطبيق القبلي والبعدي لأدوات القياس الرئيسة (الكفايات التدريسية/التعليمية، المعتقدات المهنية لدى معلمي الحاسب الآلي) في الدراسة على عينة الدراسة التجريبية.
- عينة البحث: تم اختيار عينة الدراسة التي تكونت من (63) معلماً ومعلمة ممن يدرسون مادة الحاسب الآلي بالمراجل التعليمية الثلاث: المرحلة الابتدائية، المرحلة المتوسطة، والمرحلة الثانوية، والتي تم تقسيمها إلى مجموعتين إحداهما المجموعة التجريبية والتي سيتم تطبيق أدوات القياس والاستراتيجية التجريبية المقترحة والمتمثلة في المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار والتي كان قوامها (28) معلماً ومعلمة، وكذلك (35) معلماً ومعلمة في المجموعة الضابطة والتي تم تطبيق أدوات القياس (فقط) عليها في محاولة للوقوف على مدى الأثر المتوقع لدى المجموعة التجريبية في حين لا تطبق عليها المعالجة التجريبية المتمثلة في استخدام المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار. ولقد كان أفراد عينة الدراسة (التجريبية والضابطة) من معلمي ومعلمات الحاسب الآلي بوزارة التربية بدولة الكويت.
- نتائج البحث: أسفر البحث عن مجموعة من النتائج كان من أبرزها:
1. توجد فرق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في الكفايات التعليمية لمعلمي الحاسب الآلي لصالح المجموعة التجريبية.
2. توجد فرق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في المعتقدات المهنية لمعلمي الحاسب الآلي لصالح المجموعة التجريبية وفي الاتجاه الأفضل.
- توصيات الدراسة: بناءً على ما توصلت إليه الدراسة الحالية من نتائج، يُوصي البحث الحالي بضرورة القيام بالإجراءات التالية:
1. الاهتمام بتدريب المعلمين على الإستراتيجيات التدريسية الحديثة والتي من أبرزها التعلم الإلكتروني، والتعلم عن بعد، هذا بالإضافة إلى بيئات التعلم التفاعلية interactive وبيئات التعلم التكيفية adaptive سواء تم ذلك في مرحلة ما قبل الخدمة في برامج الإعداد الأكاديمي في سنوات الدراسة الجامعية أو من خلال برامج وفعاليات التنمية المهنية التي تتم أثناء العمل بالتدريس مما يجعلهم قادرين على استخدامها أثناء التدريس للتلاميذ أو الطلاب في مراحل التعليم المختلفة.
2. توسيع دائرة الاهتمام باستخدام الإستراتيجيات التعليمية التي تعتمد على المدخل المتمركز على المتعلم Lerner-centered Approach والذي يعطي الدور الأكبر للمتعلم في الإعداد والتجهيز للعملية العليمية وأن يكون فعالًا ونشطًا في تلقي العلم ، والابتعاد عن المدخل التقليدي وما ينبثق من طرائق تدريسية وهو المدخل المتمركز على المعلم Teacher-centered Approach والذي يقلص من دور المتعلم ويحصره في الإستماع والحفظ والاسترجاع، وفي أفضل الحالات إعطاء تغذية راجعة للمعلم عن مدى الفهم والتحصيل الدراسي.
3. الاعتماد على الطرائق التدريسية الحديثة والتي أظهرت فعالية في تدريس المقررات الدراسية المختلفة وتنمية المهارات المختلفة ولاسيما مهارات التفكير العليا في التربية ومن أبرزها التفكير الناقد والتفكير الإبداعي ولاسيما في مجال تدريس الحاسب الآلي وتكنولوجيا التعليم.
4. تضافر جهود المدرسة والأسرة بل وهيئات ومؤسسات المجتمع المدني فيما يتعلق بمجال التنمية المهنية للمعلمين وإبراز الدور الإيجابي والفاعل للمتدرب في التجهيز لعملية التعلم وكذلك في الجلسات التعليمية ذاتها حيث يقضي التدريس وفق نموذج التعلم الإلكتروني والتدريب عن بعد على تلك المسلمة التقليدية والتي تقضي بأن دور المتعلم أن يكون مستمع جيد للمعلم أو بالأحرى مستمع سلبي للمعلم في قاعة الدرس.
5. التوسع في تطبيق الطرائق التدريسية المعتمدة على المحتوى Content-based Learning ولاسيما في ظل توجه دولة الكويت بشكل خاص، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام على تبني أحدث طرائق التدريس الحديثة وتشجيع واضعي المناهج والسياسات التعليمية في وزارة التربية بالكويت في التوسع في تطبيق هذه التجربة.
- البحوث المقترحة: اتساقاً مع النتائج التي تم التوصل إليها وما انبثق عنها من توصيات، فإن الأمل يحدو بالباحث أن يقوم غيرها من الباحثين بتكملة ما بدأته حيث إن أبرز ما يميز البحث العلمي هو الاستمرارية، ومن ثم يرى الباحث أن هناك ضرورة أن يقوم بعض من الباحثين بمجموعة من البحوث من أبرزها:
1. أثر استخدام المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار في تنمية مهارات برمجة الحاسب الآلي والتفكير الناقد لدى طلاب المرحلة الثانوية بدولة الكويت.
2. فعالية التدريس وفق المقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر واسعة الانتشار في تعزيز الدافعية للتعلم و مهارات التفكير التباعدي لدى الطلاب المعلمين بكليات إعداد المعلم بدولة الكويت.
3. فعالية التعلم عن بعد والحوسبة السحابية في تعزيز أداء المعلمين على اختبارات الرخصة المهنية لمزاولة مهنة التدريس وتعزيز استرتيجيات التعلم المنظم ذاتياً.
4. فعالية بيئات التعلم التشاركية في تعزيز مهارات تصميم المواقع الإلكترونية وفي تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب المعلمين بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت.
5. فعالية بيئات التعلم التكيفية في تعزيز التحصيل الحاسوبي وتعديل التصورات البديلة وتنمية التفكير المنظومي لدى معلمي الحاسب الآلي بدولة الكويت.