Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج قائم على المرونة المعرفية لتحسين السلوك التكيفي لدى أطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة /
المؤلف
أحمد، خديجة جميل.
هيئة الاعداد
باحث / خديجة جميل أحمد
مشرف / طه محمد مبروك جبر
مشرف / رشا سيد حسين
مشرف / شاهيناز محمد محمد عبد الله
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
163 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية
الناشر
تاريخ الإجازة
26/2/2022
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية للطفولة المبكرة - العلوم النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 176

from 176

المستخلص

تُعد مرحلة الطفولة المبكرة من أهم المراحل التي يمر بها الطفل؛ حيث تتشكل الخصائص الجسمية، والاجتماعية، واللغوية، والمعرفية، والانفعالية في تلك المرحلة التي لها أهمية بالغة في التنشئة الاجتماعية للطفل، وإبراز مهاراته، وإكسابه العديد من الخبرات التي تساعده على التكيف والتفاعل مع محيطه الاجتماعي؛ حيث يبدأ في التفاعل مع البيئة الخارجية في تلك المرحلة المهمة؛ فينمو نفسيًّا واجتماعيًّا وعقليًّا وجسمانيًّا بشكل متكامل لا يتجزأ.
ويُعد القصور في أي جانب من جوانب النمو الأساسية للطفل ذا تأثير سلبى على جوانب النمو الأخرى؛ مما يترتب عليه الاضطرابات والإعاقات التي تحد من تكوين شخصية الطفل بصورة متزنة، ومن أبرز هذه الإعاقات الإعاقة الفكرية Intellectual Disabilities؛ المتمثلة في تدني مستوى أداء الطفل العقلي الوظيفي، ويترتب عليها مشكلات في عديد من جوانب النمو الأخرى، وفي غيرها من المهارات المختلفة المهمة والضرورية التي تُمكن الطفل من التواصل مع الآخرين والتكيف مع البيئة المحيطة به.
ويرى عاكف عبد الله وآخرون (2012) أن الإعاقة الفكرية نالت اهتمام عديد من الباحثين والاختصاصيين، ولا يقتصر تأثيرها على جانب واحد من شخصية الطفل؛ بل يمتد ليشمل عديد من الجوانب؛ منها المعرفي، والاجتماعي، واللغوي، والانفعالي، ولا يتوقف هذا التأثير عند هذا الحد؛ بل يمتد ليشمل الأسرة والمجتمع ككل.
ويمكن القول إن الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة يعانون من عديد من المشكلات السلوكية التي تتم في إطار التفاعلات الاجتماعية لديهم؛ مثل ضعف التواصل الاجتماعي، ضعف عام في المهارات الاجتماعية، قصور في المهارات الاستقلالية والمهارات الحركية، انخفاض في مهارات السلوك التكيفي بصفة عامة.
ويُعد السلوك التكيفي متغيرًا أساسيًّا في تعريف الإعاقة الفكرية، وأن فشل الطفل في التكيف الاجتماعي والاستجابة للمتطلبات الاجتماعية أحد مظاهر تلك الإعاقة؛ والتي قد ترجع إلى قصور ملحوظ في القدرة العقلية للطفل، وقد أدى ظهور هذا المفهوم إلى تغير أساسي في التعريف الحديث للإعاقة الفكرية؛ الذي أصبح لا ينظر إلى القدرات العقلية التي يتمتع بها الطفل كمعيار وحيد لتشخيص الإعاقة الفكرية؛ وإنما إلى قدرة الطفل على الاستجابة للمتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه؛ مقارنةً مع أقرانه في نفس الفئة العمرية (ناصر العجمي، 2015).
والطفل المعاق فكريًّا يحتاج خلال مراحل حياته إلى خدمات خاصة؛ كي ينمو، أو يتعلم، أو يتدرب، أو يتوافق مع متطلبات حياته اليومية أو الأسرية أو الوظيفية أو المهنية؛ ويمكن بذلك أن يشارك في العمليات الاجتماعية بقدر ما يستطيع، وبأقصى طاقة (كلير فهيم، 2003، 6).
وفي الإطار ذاته يمكننا القول إن قدرة الطفل ذي الإعاقة الفكرية البسيطة على التكيف والتوافق مع الأحداث والمواقف المختلفة؛ والتي يمكن أن تظهر في سلوكه التكيفي؛ حيث تُمثل المرونة المعرفية أحد العوامل الضرورية للسلوك التكيفي؛ فالمرونة المعرفية تؤثر بشكل إيجابي في قدرة الطفل على التكيف مع المواقف والأحداث المختلفة، وتساعده على أن يحيا حياةً تتصف بالجودة العالية؛ فالأطفال ذوو المستويات العالية من المرونة المعرفية يكونون أكثر قدرة على النجاح والتفاعل مع الآخرين بشكل مرن؛ بالإضافة إلى قدرتهم على إيجاد الحلول المناسبة لما يواجهونه من مشكلات اجتماعية وسلوكية وأكاديمية.
ويضيف Sapmaz&Dogan (2013) أن المرونة المعرفية تؤدي دورًا مهمًّا في التكيف مع المواقف الجديدة، وحل مشكلات الحياة اليومية، وتحسين العلاقات الاجتماعية للأطفال؛ كما أنها تعكس وجهة نظرهم وآراءهم تجاه المواقف المختلفة، وتساعدهم على اكتساب الخبرات المتنوعة للتعامل مع المشكلات التي تواجههم.
ويذكر Jacques&Zelazo (2005) أن المرونة المعرفية ترتبط بصورة موجبة بمهارات اللغة والقدرات اللفظية المختلفة، ومهارات القراءة، والعمليات الحسابية، والدافعية، والاستعداد المدرسي، والكفاءة الاجتماعية، والتواصل الاجتماعي.
لذلك تسعى الدراسة الحالية إلى إعداد برنامج قائم على المرونة المعرفية؛ لتحسين السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة.
مشكلة الدراسة:
تتحدد مشكلة الدراسة الحالية في السؤال الرئيس التالي:
ما فاعلية برنامج قائم على المرونة المعرفية لتحسين السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة؟
ويتفرع منه عددٌ من الاسئلة الفرعية على النحو التالي:
1. ما الفروق بين أطفال المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس السلوك التكيفي بعد تطبيق البرنامج القائم على المرونة المعرفية؟
2. ما الفروق بين أطفال المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس السلوك التكيفي بعد تطبيق البرنامج القائم على المرونة المعرفية بعد انتهاء فترة المتابعة؟
أهداف الدراسة:
1- تحسين السلوك التكيفي من خلال برنامج قائم على المرونة المعرفية للأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة.
2- التحقق من مدى فاعلية برنامج قائم على المرونة المعرفية لتحسين السلوك التكيفي للأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة.
3- التحقق من مدى استمرارية فاعلية البرنامج القائم على المرونة المعرفية لتحسين السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة.
أهمية الدراسة:
تنقسم أهمية الدراسة الحالية إلى أهمية نظرية وأهمية تطبيقية.
أولًا: الأهمية النظرية:
1- إلقاء الضوء على أهمية المرونة المعرفية وتأثيرها الإيجابي في توجيه سلوكيات الطفل المعاق فكريًّا نحو الهدف المرغوب.
2- الدراسة تقدم برنامج قائم على المرونة المعرفية؛ لتحسين السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة.
3- اسهام الدراسة في تحسين بعض مهارات السلوك التكيفي للأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة؛ من أجل تعديل اتجاهات الأطفال العاديين والمجتمع نحو هؤلاء الأطفال.
ثانيًا: الأهمية التطبيقية:
1- مساعدة الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة على تحسين مهاراتهم التكيفية من خلال برنامج الدراسة؛ مما يساعدهم في تحقيق التفاعل الاجتماعي، وتحسين توافقهم مع البيئة المحيطة.
2- فتح آفاق جديدة للمهتمين بمجال التربية الخاصة للوقوف على أهمية المرونة المعرفية في تحسين المهارات التكيفية؛ من أجل مساعدة الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة على التكيف في المواقف المختلفة.
3- توجيه أنظار القائمين على رعاية وتعليم الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة؛ سواء كان القائمون من أسرهم، أو معلمات مدارس التربية الفكرية، أو الإخصائيين الاجتماعين ـــــ نحو استخدام أساليب جديدة في التعامل مع هذه الفئة، وتبصيرهم بطرق تحسين السلوكيات التكيفية لهؤلاء الأطفال.
4- إمكانية الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في تصميم البرامج والأنشطة المناسبة لخصائص الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة لتنمية مستوى المرونة المعرفية ومهارات السلوك التكيفي لدى هؤلاء الأطفال؛ للوصول بهم إلى مستوى مناسب من الصحة النفسية والتفاعل الاجتماعي؛ مما يسهم في بناء مجتمع إيجابي فعال.
مفاهيم الدراسة:
أولًا: المرونة المعرفية Cognitive Flexibility)):
هي العامل الذي يسهم في تقبل التغيير والمرونة في حل المشكلات، وتحويل الانتباه من مثير لآخر أو من نشاط للآخر، والانتقال بسهولة من موقف إلى موقف لآخر حسب المتطلبات؛ مما يؤدي إلى حدوث تكييف للسلوك مع المواقف المتغيرة بمرونة؛ مما يسهم في إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين وحل مشكلات التواصل .
ثانيًا: السلوك التكيفي (Adaptive Behavior) :
يعرف السلوك التكيفي بأنه: ”مجموعة من المهارات التي يحتاج إليها الطفل ذي الإعاقة الفكرية البسيطة؛ لكي يستطيع الاعتماد على نفسه، والتكيف مع متطلبات الحياة اليومية؛ لتحقيق الكفاية الشخصية والاجتماعية، والتواصل الفعال مع الآخرين”.
يتضمن مقياس السلوك التكيفي بعض المهارات والتي تتمثل في:
- مهارات التواصل والتخاطب: وهي مهارات تساعد الطفل على التواصل والتعبير اللفظي وفهم وتنفيذ اللغة، وتزيد من قدرته على التمييز السمعي والبصري، واستخدام اللغة في المواقف الاجتماعية المختلفة.
- مهارات الحياة اليومية: وهي المهارات التي يتدرب عليها الطفل؛ لكي يكون قادرًا على الاعتناء بنفسه، وقضاء حاجاته اليومية باستقلالية؛ مما يساعده على رعاية ذاته، والاعتماد على نفسه.
- مهارات التفاعل الاجتماعي: هي مهارات تُمكن الطفل من التفاعل الإيجابي مع الآخرين ومساعدتهم، والمشاركة والتعاون في الأنشطة، واحترام مشاعر من حوله، وممارسة السلوكيات المناسبة في المواقف الاجتماعية المختلفة.
ثالثًا: الأطفال ذوو الإعاقة الفكرية (Children With Intellectual Disabilities):
هم أطفال يعانون من قصور جوهري في الوظائف الفكرية، والذي يظهر خلال الفترة النمائية، ويصاحبه في الوقت ذاته قصور ملحوظ في السلوك التكيفي، وتتراوح نسبة ذكائهم بين (50-70) درجة على مقياس ستانفورد بينيه في ضوء عمر زمني يتراوح ما بين (8-12) سنة، وعمر عقلي من (4-6) سنوات”.
منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج شبه التجريبي القائم على التصميم ذي المجموعة التجريبية الواحدة للقياسين القبلي والبعدي؛ لقياس مدى فاعلية برنامج قائم على المرونة المعرفية لتحسين السلوك التكيفي لدى عينة من الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة؛ وذلك بعد تحقيق التجانس بين أطفال عينة الدراسة في العمر الزمني، والعمر العقلي، ونسبة الذكاء، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي .
محددات الدراسة:
- المحددات البشرية:
اشتملت الدراسة على عينة قوامها (10) أطفال من ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة (بمدرسة التربية الفكرية بمركز سمسطا ومركز ناصر)، وتتراوح نسبة ذكائهم ما بين (50-70) درجة على مقياس ستانفورد بينيه الصورة الخامسة، وتتراوح أعمارهم الزمنية ما بين (8-12) سنة، وتم اختيارهم من خلال الاطلاع على الكشوف الخاصة بهم؛ والمرفق بها نسبة الذكاء، ولا يوجد لديهم أي إعاقات أخرى.
- المحددات المكانية:
تم إجراء جلسات البرنامج على الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة بمدرسة التربية الفكرية (بمركز سمسطا ومركز ناصر) بمحافظة بني سويف.
- المحددات الزمنية:
تم تطبيق الدراسة الحالية خلال العام الجامعي (2020-2021م)؛ حيث اشتمل برنامج الدراسة على (40) جلسة، وتراوحت مدة كل جلسة من (30-45) دقيقة، واستغرق التطبيق ثلاثة أشهر بموجب (3) جلسات أسبوعيًّا.
- المحددات الموضوعية:
 اقتصرت الدراسة على ثلاث مهارات من مهارات السلوك التكيفي وهي كالتالي
(مهارات التواصل والتخاطب- مهارات التفاعل الاجتماعي- مهارات الحياة اليومية) لتحسينها لدى عينة الدراسة.
 البرنامج القائم على المرونة المعرفية.
أدوات الدراسة:
تمثلت أدوات الدراسة في:
• استمارة استطلاع رأى حول أكثر مهارات السلوك التكيفي المناسبة لدى الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة في ضوء عمر عقلي من (4-6) سنوات وعمر زمني من (8-12) سنة.
• مقياس السلوك التكيفي (إعداد/ فيوليت فؤاد إبراهيم، 2010 ): تم أخذ ثلاث مهارات للسلوك التكيفي؛ وهي (مهارات التواصل والتخاطب، مهارات التنشئة الاجتماعية، مهارات الحياة اليومية )؛ لتحسينهم لدى عينة الدراسة.
• برنامج قائم على المرونة المعرفية لتحسين السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة (إعداد/ الباحثة).
وتأسيسًا على ما سبق يمكن أن تُصاغ فروض الدراسة كما يلى:
فروض الدراسة:
تتمثل فروض الدراسة في السؤال الرئيس التالي:
يُعد البرنامج القائم على المرونة المعرفية ذا فاعلية في تحسين السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة.
ويتفرع منه عدد من الفروض الفرعية على النحو التالي:
 توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس السلوك التكيفي بعد تطبيق البرنامج القائم على المرونة المعرفية لصالح القياس البعدي.
 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس السلوك التكيفي بعد تطبيق البرنامج القائم على المرونة المعرفية بعد انتهاء فترة المتابعة.

الأساليب الإحصائية:
تم استخدام الأساليب الإحصائية التي تتلاءم مع طبيعة هدف وتساؤلات الدراسة؛ مثل المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، ومعاملات الالتواء والتفلطح، واختبار ويلكوكسون لحساب دلالة الفروق بين متوسطي رتب زوجين من المشاهدات المرتبطة.
نتائج الدراسة:
تشير نتائج الدراسة إلى تحسين السلوك التكيفي لدي أطفال ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة والذي يتضح من خلال:
• وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية على مقياس السلوك التكيفي في القياسين (القبلي - البعدي ) بعد تطبيق البرنامج القائم على المرونة المعرفية لصالح القياس البعدي.
• عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية على مقياس السلوك التكيفي في القياسين البعدي والتتبعي؛ مما يدل على استمرار فاعلية البرنامج.