الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مِن المعلوم أنَّ المرء لا يتكلَّم نحوًا، ولكن يتكلَّم لغةً، وقد نشأ علم النحو وثيقَ الصلة بنصوص اللغة على اختلافها فلا شك أن لكل لغة من اللغات طبيعة خاصة فى معانيها ومبانيها وخصائصها المميزة، فاللغة العربية هي أجل اللغات وأفضلها على الإطلاق، وكيف لا؟ وهي لغة القرآن الكريم، التي تتميز بكثرة اشتقاقتها، ومرادفاتها، ودقة قواعدها؛ سواء الصوتية أو الصرفية أو النحوية أو الدلالية، التى نزل بها القرآن الكريم على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد ورد فى قوله جل وعلا: {ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ} ، فاللغة هي التي تمهد الطريق للحضارة أو على حد تعبير الأديب التشيكى فرانز كافكا: ””إن الكلمات هي التي تمهد الطريق للأفعال وتثير انفجارات الغد”” وبين اللغة والعقل الإنساني عطاء متبادل، وإنه لولا القرآن لما تقدمت علوم العربية، وتميزت عن غيرها من علوم اللغات الأخرى؛ ومن ثم لابُدَّ أن يعتمد الباحث في مرحلته الأولى على فَهْم بنائه لغويًّا ونحويًّا، ولذلك جاءت هذه الدراسة تختص بدراسة الجملة العربية، قال ابن جني في الخصائص ، والنحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره كالتثنية والجمع والتحقير والتكسير والإضافة والنسب والتركيب وغير ذلك ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإن لم يكن منهم وإن شذ بعضهم عنها رد به إليها. أولا: العلاقات الرأسية والأفقية ومفهومهما إن من أوائل من تكلم في مصطلحي العلاقات الرأسية والأفقية الدكتور/ محمد حماسة عبدالله –رحمه الله- وذكر تعريفًا لهما أوجزه فيما يلي: 1- العلاقات الرأسية: ””يقصد بها تماسك القصيدة كلها في إطار واحد محكوم بعلاقات نحوية سياقية توثق من عرى الترابط بين الجمل بعضها والبعض الآخر مضافًا إليها الإشارات المتشابهة في الجمل، أو الوظائف النحوية المتكررة بينها، أو الرموز التي تتردد بين جملة وأخرى، سواء أكانت هذه الرموز ممثلة في كلمة بعينها، أو صيغة خاصة أو حالة معينة تلابس هذه الجمل وتشيع في جوها، أو يحدث بينها تخالف يذكر بعضه بنقيضه الموجود في جملة سابقة أو لاحقة””( ). 2- العلاقات الأفقية: يقصد بها ترابط الجملة الواحدة في داخلها بواسطة العلاقات النحوية المعروفة على مستوى الجملة من الابتدائية والخبرية، أو الفعلية والفاعلية، وما يلحق بكل منها من متعلقات وتوابع، وما يتسلط عليها من معاني الاستفهام والنفي والتوكيد والعطف، وغير ذلك من معاني الأدوات المتعددة، وما يكتنف ذلك من التعريف والتنكير والتقديم والتأخير””( ). |