Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
عقيدة البعث واليوم الآخر في الأديان الوضعية وموقف الإسلام منها :
المؤلف
الصعيدي، حسن علي أحمد محمود.
هيئة الاعداد
باحث / حسن علي أحمد محمود الصعيدي
مشرف / فتحي أحمد عبدالرازق
مشرف / سامي عبدالعال
مناقش / محمد صلاح عبده
مناقش / فتحي أحمد عبدالرازق
الموضوع
الحياة الأخرى. الديانات الهندية - البوذية ؛ الهندوسية.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
259 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
01/11/2021
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - دراسات وبحوث الاديان المقارنة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 259

from 259

المستخلص

لعل أهم ما يميز أي مجتمع متدين – مهما كانت عقيدته – هو البحث عن الغيبيات وخصوصاً مسألة البعث. ومسألة البعث تحديداً تأخذ حيزاً واسعاً في الديانات السماوية وخصوصاً الإسلام؛ إذ به يصلح حال المجتمع فلولا الإيمان بالبعث لأصبح الإنسان ذئباً يفترس أخاه . ولقد خطا علماء المسلمين خطوة في طريق مقارنة الأديان وقد كان البيروني من أوائل من درس مقارنة الأديان في موسوعته ” تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة” فدرس ديانات الهند، وإذا كانت بصدد دراسة البعث في الأديان الوضعية وموقف الإسلام منها فسوف يحاول الباحث أن يعمل جاهداً؛ حتى يتحقق فينا قوله تعالى: ” كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ....... آل عمران آية 110. ولا شك أن أول الخطى في طريق المعرفة الصحيحة الفهمُ السليم؛ من هنا تتأكد أهمية الدراسات المقارنة. وقد بلغ بها علماء المسلمين مستوى علمياً راقياً يعبِّر عن نضج فكري عميق ويبرهن على مدى الآفاق التي فتحتها الدراسات المقارنة في الإسلام. إن الإيمان باليوم الآخر أحد أصول الإيمان الستة في الإسلام التي لا يصح إيمان مسلم بدونها، فالذي ينبغي علينا أن نعتقده ونعلمه علم اليقين أن ذلك اليوم آتٍ لا ريب فيه، وأن الله سيبعث مَنْ في القبور، فبعد فناء المخلوقات تبدأ مرحلة جديدة يُجَازى فيها كلٌ بحسب ما قدمت يداه، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر.قال الله تعالى:”يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ٣٠ [آل عمران]، فالقرآن الكريم والسنة المطهرة قد اهتما غاية الاهتمام بتفاصيل ذلك اليوم المشهود، وبأحوال هذا النبأ العظيم، فقد جاء البيان بهول الآخرة وعظمها؛ فقد قال الله تعالى محذراً من الدنيا: ”.......فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ٣٣ [لقمان: 33]، وقال تعالى عن الآخرة:”أَلَا يَظُنُّ أُوْلَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ٤ لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ٥” [المطففين].إن من أعظم القضايا التي يجب أن ينشغل بها كل واحد منا هي: قضية مستقبله ومصيره وشقائه وسعادته، وقد تناولها القرآن كثيرًا كما في قوله تعالى: ” ....ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ........٢ ”[الطلاق]، وغيرها كثير جدًا، فلا يجوز أن يتقدم ذلك شيءٌ مهما كان، فكل أمر دونها هين، وهل هناك أعظم من أن يخسر الإنسان حياته وأهله، قال تعالى: ” ............قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ١٥ [الزمر].وللبحث في هذا الموضوع والتذكير به، أهمية عظمى بالغة، وله آثار حميدة مباركة.والإنسان في حياته الأولى كان يتعامل مع الطبيعة وهو لا يدري من أمرها شيئًا، مما جعله يبحث عن جهة يسند إليها ظهره، ويجد في كنفها شيئا من الأمن والأمان، وقد التمسها الإنسان مرة في ذات الكائن الذي يخافه؛ فتقدم إليه بالولاء، كما طلبها من قوى الطبيعة كلها، ليضمن رضاها جميعا ويتوقى شرها جميعا، ونتيجة لذلك أصبحت بعض قوى الطبيعة آلهة تعبد، فما اعتقد نفعه منها؛ عبده طلباً لنفعه، وما يؤذي؛ فلدفع أذاه واتقاءً لشره. وفي هذا الإطار إذا نظرنا إلى بعض الأديان القديمة في الهند والصين، نجد أن الهند قد زادت فيها عقيدة الانطواء على النفس، والازدراء للحياة، والزهد فيها، من خلال إهمال الجسد، فكأنه عود هش لا يستعصي على منجل الموت إذا أتاه؛ فانحازوا في جملتهم إلى جانب الموت والفناء، بينما غلب التفاؤل على الصين فانحازوا إلى الأخلاقيات والسلوك القويم مع المجتمع والطبيعة. وقد تحدثت الأديان الوضعية عن السعادة والشقاء وأنهما نتيجة السلوك الإنساني ولا بد أن يجازى الإنسان على عمله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، طبقاً لقانون العدل الذي يقضي بالجزاء على كل عمل، وتقَّرب فلسفة اليوغا ذلك فحياتنا السارة وغير السارة تبعاً لما نقوم به من أعمال ، وقد حاول أصحاب الديانات القديمة الاتصال بما وراء الطبيعة عن طريق إطفاء جذوة العقل، وذلك بالرياضة التي تجور على الجسد وترهقه، والتي من شأنها أن تفسح المجال للروح.وفي الهند هناك ملايين ممن يؤمنون بالبوذية، والهندوسية، والجينية، وهناك طائفة البرهمية، وهناك عبدة الأشجار والأنهار والأرواح، وهناك من يؤمن بعبادة الثعابين، كما أن هناك كثيرين يعبدون الأبقار والثيران. وقد تسلطت فكرة الحياة بعد الموت على العقل الإنساني منذ وجود الإنسان، ومنذ أن رأى الموت يتخطف الناس من حوله، والوحي والموت أثارا في الإنسان غريزة التدين وما يتصل بها من البحث عن الإله، أو الآلهة.لقد اطمأن الإنسان منذ وجد إلى حقيقة لا جدال فيها، وهي أن في الجسد روحا تبقى بعد حالة الموت التي تنال الأجساد، فتعود إلى الحياة مره أخرى في هيئة التناسخ الذي سيحاول البحث توضيحه إن شاء الله، وهذا الأمر موجود في الهندوسية والبوذية. وكثير من الأديان الوضعية الأخرى .