Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العلاقات الصينية الإسرائيلية :
المؤلف
عطاالله، دينا عطاالله محمود.
هيئة الاعداد
باحث / دينا عطاالله محمود عطاالله
مشرف / هدى درويش
مشرف / محمد محمد حسين
مناقش / طارق فهمي
مناقش / خالد فتحى
الموضوع
الأقليات - الصين. اليهود - الصين.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
212 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
01/02/2020
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - الأديان المقارنة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 213

from 213

المستخلص

تنامت العلاقات الصينية الإسرائيلية بشكل كبير في السنوات الماضية؛ حيث سعت ”إسرائيل” على الاستفادة من تنويع وتوسيع علاقاتها السياسية والاقتصادية مع إحدى الدول الكبرى، ومع أسرع اقتصادات العالم نمواً؛ بينما تسعى الصين للاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية، غير أن الطرف الإسرائيلي لا يريد لهذه العلاقات أن تتسبب بأضرار على علاقته الاستراتيجية الحيوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تبرز خطوطها الحمراء كمحدد رئيسي لهذه العلاقة، أما الصين فترغب بعلاقات نشطة ولكن في ”الظلّ”، وبما لا ينعكس سلباً على علاقاتها العربية والإسلامية، حيث السوق الهائل لتجارتها الخارجية، كما تحاول أن تحافظ على موقفها التقليدي في دعم قضية فلسطين حتى ولو بشكل ظاهرى ليحافظ على مكانتها على ساحة السياسة الخارجية. يبدو أنه على المدى القريب، من المرجح استمرار وتيرة العلاقات الاقتصادية والسياسية نفسها؛ أما على المدى المتوسط والبعيد فإن ”سيناريو التراجع التدريجي” يبدو أنه سيناريو محتمل ولكنى اعتقد أن هذا سوف يتوقف بالأساس على الإدارة الأمريكية حينها وتوجهات الرئيس الأمريكي الجديد والذي صرح في العديد من الأوقات على ضرورة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الصين بشكل صارم؛ فالصين هي المنافس الجيوسياسي للولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديًا وتكنولوجيًا، كما أن الصين تهدد الهيمنة الأميركية عالميًا، فهل من الممكن أن يحدث تراجع في العلاقة بين الصين وإسرائيل نتيجة لتصاعد التنافس المحتمل بين الصين والولايات المتحدة؟ وبالتالي سوف تسعي الولايات المتحدة الأمريكية لكبح العلاقات الإسرائيلية مع الصين، وقد أوضحت ذلك من خلال وضع بعض السيناريوهات المحتملة لمسار العلاقات الصينية الإسرائيلية خاصة في ظل إدارة ”بايدن”، فمن الجدير بالإشارة أنه في السنوات الأخيرة فازت العديد من الشركات الصينية المقربة من السلطات في بكين في العديد من المناقصات لمشاريع البنية التحتية في إسرائيل، ومن أهمها: مشروع سكة القطارات الداخلية في تل أبيب، بالإضافة إلى مشروع ميناء حيفا الجديد، الأمر الذي جعل الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق، خاصة وأن القوات البحرية الأمريكية ترسو عادة في ميناء حيفا الإسرائيلي، وسط مخاوف من تجسس صيني لا يمكن منعه على تلك القواعد والقوات الأمريكية. فيبدو أنه بعد المستجدات التي طرأت على العلاقات الصينية الإسرائيلية، حيث التعاون الوثيق بين الاستخبارات الصينية والإسرائيلية، بالإضافة إلى زيارة وفد صيني لإسرائيل مؤخرا بهدف تعزيز العلاقات التجارية مع هذه المدينة الإسرائيلية والتي تعرف بمدينة (نتانيا الإسرائيلية) وهي واحدة من أكثر المدن المتقدمة في مجال إدارة المدن الذكية الإسرائيلية الغنية بالتكنولوجيا الصينية، مما أثار غضب وقلق واشنطن، فعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من الإدارة الأمريكية إلا إنني أرى أن الصين تمثل بالنسبة لصانع القرار الإسرائيلي قوة دفع وتعزيز للوضع الجيو سياسي الإسرائيلي على المستويين الإقليمي والدولي، لذا من الصعب تخيل ارتداد العلاقات الإسرائيلية-الصينية بأشواط طويلة إلى الوراء، بل يمكنني اتوقع بعض المسارات لهذا التقارب، وهي:المسار الأول: ”التقارب المشروط”: أي أن تبدأ إسرائيل في وضع شبكة لعلاقات الشركات الصينية مع الخصوم الاستراتيجية لإسرائيل وعلى رأسها إيران، وتبدأ إسرائيل في تقديم اشتراطات للشركات الصينية بالسماح لاستثماراتها مقابل قطع علاقاتها مع إيران أو المشاريع الإيرانية العسكرية، خاصة تلك المتعلقة ببرنامجها النووي، مما يدفعها بذلك إدراكها (أي إسرائيل) لحجم الحرص الصيني على أن تكون إسرائيل ركيزة لها في المنطقة، يمكن أن يستدل على ذلك بملاحظة كيفية إدارة الصين لأزمة وفاة سفيرها لدى إسرائيل، إذ اكتفت بكين بنتائج التحقيقات الإسرائيلية بشأن الحادث دون إرسال وفود أو إصدار تعليقات رسمية من جانبها، واعتقد أنه الخيار الذي ستحاول حكومة نتنياهو إقناع الإدارة الأمريكية بنجاحه في تطويق النفوذ الإيراني، مع تأكيد إسرائيل المستمر على تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.أما المسار الثاني: ”الاحتكاك البطيء مع الولايات المتحدة الأمريكية”: وهي الاستراتيجية التي تدير بها إسرائيل الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال إصدار قرارات تحد من النطاقات التي تسمح بالاستثمارات الصينية، أو تقليل المدد الزمنية لإمتياز الاحتكار الصيني للمشاريع في إسرائيل مثل ميناء حيفا، مع استمرار التقارب الصيني-الإسرائيلي.المسار الثالث: ”البديل الأمريكي الكامل”: ويعني ذلك أن تحصل إسرائيل على الدعم الاقتصادي الكامل من الولايات المتحدة الذي يعوض طرد الاستثمارات الصينية، وبالتالي تبدأ التدفقات الاستثمارية التي تشمل إقامة المراكز البحثية في مجالات متعددة، وبناء الجامعات والمعاهد التقنية ينتهي بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية على توقيع اتفاقية الدفاع المشترك مع الجيش الإسرائيلي. ولكنى أرى أن المسار الثاني هو الأوقع، فمن المستبعد أن تخسر إسرائيل علاقتها مع الصين فهي تعلم جيد حجم التنين الصيني وثِقله في المجتمع الدولي، فضلاً عن صعودها كقوة عظمى في النظام الدولي والعالمي فمن الواضح أن إسرائيل لا تطمئن لسياسات الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة، خاصة مع تنامي الرغبة الأمريكية للانسحاب من الشرق الأوسط، لذا ترى في الصين البديل الاستراتيجي المناسب.أما على الجانب الآخر فترى الولايات المتحدة الأمريكية في الاستثمارات الصينية مهددًا أمنيًا خطيرًا، خاصة على الأمن القومي لركائزها الاستراتيجية في مناطق عدة، منها إسرائيل في الشرق الأوسط، وعبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن شعورها بالتهديد من خلال القبض على ابنة رئيس شركة ”هواوي” الصينية في عام (2019)، بالإضافة لتحذيرها لبريطانيا بأن عليها أن تختار الجانب الأمريكي وترفض الجانب الصيني وذلك خلال تصريح ”بومبيو” وزير الخارجية الأمريكي، كما فرضت قيود قانونية محددة على لوائح الاستثمارات في ألمانيا من أجل تحجيم الجموح الصيني هناك. فيبدو واضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى في الاستثمارات الصينية اختراقًا لأمن إسرائيل القومي، وبالتحديد في نقاط حساسة تتشابك مع الأمن القومي الأمريكي، إذ يعد ميناء ”حيفا” الذي ترغب الصين في إدارته هو مرفأ للأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط، في حين ينص العقد الموقع بين شركة شنغهاي للموانئ والحكومة الإسرائيلية أحقية أولى لتركيب حساسات مائية ومستشعرات أرضية للرصد والمراقبة، في منطقة تزخر بالقواعد العسكرية الجوية أو البحرية الإسرائيلية والتي ترتبط باتصالات استخباراتية مكثفة مع البنتاجون الأمريكي، مما يمنح الصينيين تفوقًا نسبيًا على الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يثير قلق أمريكا بشدة. ومن الجدير بالذكر أنه على بعد أميال من ميناء ”حيفا” في تل أبيب تقع شركة ”هواوي” الصينية التي دخلت السوق الإسرائيلية تحت ستار جديد باسم “TOGA NETWORK”، والتي من المحتمل أن يكون ذلك اختراقًا للأمن القومي الإسرائيلي وذلك حسب تقارير أصدرها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، والذي نص على أن لشركة ”هواوي” القدرة على اختراق هواتف الضباط والجنود الإسرائيليين والحصول على المعلومات وذلك بعد تحذيرات من مستشار الأمن القومي الأمريكي سابقًا “جون بولتون” في عام 2019. وخلاصة القول إنّ نقل التكنولوجيا العسكرية من إسرائيل إلى الصين، كان أساس لهذه العلاقات منذ سنة 1979 وحتى سنة 2005، إذ حصلت في تلك الفترة أكثر من 60 صفقة لنقل التكنولوجيا من ”إسرائيل” إلى الصين، ولكنّ العلاقة تلقت ضربتين موجعتين بسبب الضغط الأمريكي على ”إسرائيل”، مما أدى إلى تراجعها، حيث أفشل الأمريكان صفقتين بين الطرفين هما صفقة نظام الرادار المتقدم المحمول جواً المعروف باسم فالكون سنة 2000، وصفقة طائرات بدون طيار هاربي التي تمت سنة 2005، وقد أدى هذا الضغط إلى وضع خطوط حمراء أمريكية في علاقة ”إسرائيل” بالصين، والتي أنتجت مجموعة من الضوابط تتصل بنظام مراقبة التصدير في ”إسرائيل” إلى الصين. ومن جهة أخرى، فإن التعاون الاقتصادي نمابشكل غير مسبوق، وخصوصاً بعد زيارة نتنياهو إلى الصين سنة 2013، فقد أصدر أمراً حكومياً بتوسيع العلاقات في جميع الجوانب غير الحساسة، فقامت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية بفتح مكاتب في الصين، وقدَّمت تنازلات للصين بخصوص بنك الصين، المتهم بغسيل الأموال لصالح إيران وحزب الله وحماس، مما جعل الصين حسب الاعتقاد الأمريكي، قادرة على الضغط على ”إسرائيل”، وهو ما أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه هذه العلاقة. ومن الواضح أن الصين تسعى من خلال علاقاتها مع إسرائيل للتأثير على صناعة القرار الأمريكي، وقد ظهر ذلك واضحاً عندما نجحت بكين في الضغط على إسرائيل من أجل إلغاء الدعوى القضائية الأمريكية المرفوعة على “بنك الصين” بتهمة تمويله الإرهاب، وبالفعل في عام 2015 أعلنت محكمة نيويورك إلغاءها للدعوى المقدمة ضد البنك الصيني وذلك بعد ضغط من حكومة نتنياهو على الإدارة الأمريكية، وبالتالي اعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في تكرار مثل هذه الحوادث التي تعرقل الاستراتيجية الأمريكية في تطويق النفوذ الصيني. وخلاصة القول لا أمل أن تنامي العلاقات الصينية - الإسرائيلية تؤثر بشكل سلبي على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، أو تؤثر على الأمن القومي العربي بشكل عام والأمن القومي المائي بشكل خاص، خاصة بعد اكتشاف تمويل الشركات الصينية والإسرائيلية لإثيوبيا لبناء سد النهضة، فلابد أن تلعب الصين دوراً أكبر في تدعيم الاستقرار بالمنطقة، وفي حث الإسرائيليين على التوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ولحل القضية الفلسطينية. وأخيراً وليس آخراً ينبغي علينا التأكد بأن إسرائيل لا تحكم العالم كما يدعي البعض ويردد البعض، ولكنها تعرف كيف توظف أدواتها لتحقيق أهدافها ومصالحها وهي حرفية معهودة باليهود حتى قبل إسرائيل ككيان؛ لأن الإسرائيليين لم يكن لديهم مبادئ تحكم سلوكهـم وأساليبهم ولكن كل مـا عليهم فعله هو انتهازيـة الظروف للتخطيط للمدى البعيد. فالصين لا تخشى من إسرائيل؛ وذلك بحكم المكانة والقوة والثروة البشرية الهائلة للصين مقابل إسرائيل، لكنها تحتاج إسرائيل كلوبي دولي سريع الانتشار يسهل مصالحها الاقتصادية والسياسية ومن هنا كان حرص الدولتين على إقامة هذه العلاقات الإستراتيجيه بينهما.