الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تهدف الدراسة إلى: 1- الأهمية التي يمثلها الموضوع في كشف وتفسير العديد من القضايا والأحداث التاريخية والحضارية . 2- محاولة التعرف على أسباب حدوث تلك الكوارث والعوامل المؤثرة فيها وتطورها عبر العصور . 3- الرغبة في تتبع الآثار والانعكاسات المهمة التي ترتبت على تلك الكوارث في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 4- محاولة إبراز جهود الدولة والفئات الفاعلة في المجتمع في التصدي لتلك الكوارث ومواجهتها. 5- التعرف على الوسائل والتدابير التي اتخذها أهل المغرب والاندلس في لمواجهة تلك الكوارث والتخفيف من حدتها. 6- إبراز السلوكيات المتباينة التي أفرزتها تلك الكوارث ومدى تأثيرها على حياة أهل المغرب والأندلس . 7- الكشف عن أهمية التقلبات المناخية ودورها في التأثير على الأحداث والوقائع التاريخية والحضارية. نتائج البحث : لقد كانت الكوارث الطبيعية الخطر الحقيقي الذي هدد الكثير من سكان بلاد المغرب والأندلس في فترة الدراسة , فقد فرضت حالة من عدم الاستقرار , وانعدام الأمن والغذاء, وتدهور الصحة العامة للناس , ومن خلال ما تقدم يمكن استخلاص النتائج التالية : • إن أسباب حدوث المجاعات يرجع إلى عاملين أساسين هما : عامل بشري من صنع الإنسان , يتمثل في فرض الضرائب على الرعية , وكذلك الحروب والفتن التي تقضى على الزرع , وتثير حالة من الزعر بين الناس , مما ينتج عنهما عزوف الناس عن الفلاحة , مسبباً أزمات اقتصادية , وحدوث غلاء في الأسعار , وقد يصل الأمر لحدوث مجاعات, أما العامل الثاني فهو العامل الطبيعي الناتج عن تذبذب في المناخ لأن كثرة الأمطار أو قلتها ينتج عنها حدوث مجاعات , وغلاء في الأسعار , وكذلك السيول , والأوبئة , وانتشار الجراد , وكافة الكوارث الطبيعية التي غالباً ما كان ينتج عنها مجاعات. • أثرت الكوارث الطبيعية في حدوث حالة من عدم الاستقرار السياسي , بحدوث الفتن والثورات التي صادفت وقت حدوث المجاعات وبعض الكوارث الطبيعية , فقد استغل بعض المتمردين على الحكومات حدوث الكوارث الطبيعية , وقاموا بالثورات , وإثارة الفتن والقلاقل . • أثرت بعض الكوارث الطبيعية على الجيوش , وخاصة السيول والأوبئة , وعملت على إيقاف الحروب , او الانسحاب من المعركة , أو انقلاب مجرى أحداث الحروب من النصر إلى الهزيمة. • تؤدي الكوارث الطبيعية إلى إضعاف الدولة مما يجعلها فريسة سهلة للعدو , كما حدث في نهاية حكم الولاة العباسيين في الأندلس بحدوث المجاعة التي أضعفت من قوة الجيش , وهجم النصارى على الثغور الشرقية للأندلس , وحدث مرة أخرى في المجاعات والكوارث التي وقعت في عهد ملوك الطوائف بالأندلس. • تؤثر الكوارث الطبيعية على العلاقة بين الرعية والسلطة إما ايجاباً أو سلباً , فقد تعمل الحكومات على تقديم يد العون للناس في وقت الأزمات , أو سلباً فتعمل على زيادة الضرائب مما يؤدى إلى عزوف الناس عن العمل أو الفلاحة , وتثار الفتن والقلاقل بين الرعية والسلطة . • تصدت الحكومات في المغرب والأندلس لبعض الكوارث الطبيعية أما بتقديم يد العون للناس , أو ببعض التقنيات الأخرى مثل إقامة السدود , وتنظيم مشاريع الري , وتخزين مياه الأمطار , كما تم استحداث نظام الخطارة وهو نقلة جيدة في نظام جلب المياه , كما أن الحكومات عملت على فرض الأمن في زمن الكوارث . • يزداد انتشار الآفات الاجتماعية في زمن الكوارث الطبيعية مثل السرقات والقتل , والغش , والاحتكار , وقطع الطرق . • على الرغم من شدة وطأة الكوارث الطبيعية على الناس , إلا أنها تظهر قيم أخلاقية في المجتمع من أهمها الرجوع إلى الله والخوف من عقابه , كما أنها تُظهر الجانب الاجتماعي المتمثل في التضامن المجتمعي , وكذلك تعمل على تشجيع البحث العلمي , وتطوير منظومة الطب , واستحداث أساليب جديدة للتصدي للكوارث الطبيعية. • ظهور الفقهاء والأولياء في زمن الكوارث للتخفيف من حدتها على نفوس الناس , أما بصلاة الاستسقاء , أو بإصدار الفتاوي , أو بالتصدق على الفقراء والمساكين. • ومن الجوانب الإيجابية أيضاً انتشار ظاهرة تخزين المواد الغذائية سواء كانت حبوب عن طريق المطمورة , أو الفواكه عن طريق التجفيف تحسباً لحدوث أزمات أو مجاعات , وهو دليل على قيمة الوعى بين الناس . • أثرت موجات القحط والجفاف في توفير المحاصيل الزراعية في الأسواق , مما أدى إلى ارتفاع أسعارها. • كما كان الجراد عامل أساسي في حدوث المجاعات لأنه يقضى على مساحات شاسعة من الأراضي المحاصيل الزراعية . • إن للمجاعات تأثير كبير على كل فئات المجتمع , ولكن هناك بعض الفئات أقل ضرراً من الفئات الأخرى , وهي الفئة الخاصة التي تستطيع إنقاذ نفسها بما يمتلكونه عن طريق شراء المواد الغذائية وتخزينها. • أدت السيول إلى تقليص المساحات الزراعية , لجرفها للتربة , كما أنها قلصت مساحات المراعي الخضراء , مما أدى إلى نفوق الكثير من الحيوانات فأثرت على الصناعات المرتبطة بالثروة الحيوانية. • ألحقت الفيضانات والسيول والزلازل أضراراً كبيرة بالاقتصاد من خلال ما أحدثته من خسائر في الأرواح والأموال , وتخريباً في الممتلكات العامة والخاصة . • أدى تلف الأشجار جراء حدوث الكوارث الطبيعية إلى ترك أثار على الصناعات المحفوظة ومنها الزيتون والتين . • فرضت الكوارث الطبيعية نمطاً غذائياً غير صحي على الناس مما تسبب معه انتشار الأمراض والأوبئة . • تؤدي الكوارث الطبيعية منفردة أو مجتمعه إلى غلاء في الأسعار , ويتعبها في بعض الاحيان مجاعات , ويتبع هذه المجاعات الأوبئة . • هناك فرق بين الطاعون والوباء , فالوباء أعم من الطاعون , فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعون. • اهتمت بعض الحكومات المتعاقبة على بلاد المغرب والأندلس بالطب , والأطباء , وإنشاء الدمن والبيمارستان , وعملوا على إنشاء مستشفيات خاصة للمجذومين . • أدت الكوارث الطبيعية إلى حدوث تغيرات ديمغرافية في بعض البلدان المغربية والأندلسية , بسبب موت الكثير من السكان , أو هجرة السكان إلى مناطق أخرى بحثاً عن الطعام , مما يؤدى إلى حدوث خلل في المناطق المهجورة , وكذلك المناطق المهاجرين إليها , فتؤدى إلى خراب الأولى , وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الثانية. • يعد الوباء من أخطر الكوارث الطبيعية التي تؤدي إلى وفاة أعداد كبيرة من الناس , وخاصة إذا أجتمع مع المجاعة. • أثرت الكوارث الطبيعية على الصناعات الغذائية والحيوانية بالسلب. • كانت تلجأ الدولة في زمن الأزمات الاقتصادية إلى تخفيض قيمة العلمة , كما كان يكثر التعامل بالنقود المزورة . • كان يلجأ الناس معاملاتهم في زمن الكوارث الطبيعية إلى الدين والرهن كحل لتجاوز الأزمة. • يزداد الطلب في زمن الكوارث الطبيعية على المواد الغذائية , فتزداد الأسعار لكن بدرجة متفاوتة على حسب أهميتها , ويتصدر ذلك القمح والشعير نظراً لأهميتهما , مما دفع بعض الحكومات إلى التدخل في تحديد الأسعار في وقت الأزمات . • أثرت الكوارث الطبيعية على التجارة بشكل عام من تهدم الاسواق , وقطع الطرق التجارية أو تخريبها من جراء السيول وقطاع الطرق , وهدم الفنادق والحمامات . • على الرغم من تكرار المجاعات في بلاد الأندلس , إلا أن قوة الاقتصاد في عهد الدولة الأموية حدت من تأثير الكثير منها على الرعية. |