الفهرس 
الفصل الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 551 |  |  |
| | | from | 551 | | |
المستخلص
إن التربية والتعليم والتعلم أساس أي نهضة علمية وقاعدة أي تقدم وحضارة ، ولنجاح عملية التعليم يجب توفير الشروط المادية والنفسية التي تساعد المتعلم علي التفاعل النشط مع عناصر البيئة التعليمية في الموقف التعليمي ، واكتساب الخبرات ، والمعارف ، والمهارات ، والاتجاهات ، والقيم ، والميول التي يحتاج إليها المتعلم باستخدام الطرق المناسبة والممكنة.
(29:43)
فنحن بحاجة لثورة في التعليم توازي تلك الثورة المعلوماتية والتقدم العلمي الهائل ويتطلب ذلك توفر ثقافة واسعة وقدرات متميزة لدي المعلم كالأستقلالية في إتخاذ القرار، والحرية في الاختيار، والمعرفة المتميزة والاستخدام المتقدم للتكنولوجيا ليتحول المعلم لمصمم محترف لبيئة التعلم وأدواتها والمطور لها أيضاً. (٢4:٦)
وتشهد هذه الحقبة الزمنية تطورات علمية سريعة وشاملة في جميع المجالات التي تخص السلوك الإنساني ، حيث تدخلت عناصر التطور في جميع مناحي الحياة وأثرت فيها ، مما انعكس علي سلوك الفرد داخل المجتمع وخارجة ، وقد غيرت عناصر التطوير الكثير في المجال التعليمي ، تمثل ذلك تغيير الإجراءات التعليمية وتحديث الإستراتيجيات والطرائق والأساليب التعليمية بما يتمشي مع التطور الفكري للمتعلمين. كما يمر الحقل العلمي بتغيرات كثيرة وجديدة في مختلف المجالات العلمية ، وكذا تطورات في مداخل المنظومة التعليمية للمجال العلمي الواحد بما في ذلك طرائق وأساليب التدريس وإستراتجيات التعليم والتعلم التى تعتمد علي قيام المُعلم بإعداد نماذج تعليمية توجه المتعلمين إلي تحقيق أهداف الموضوعات التعليمية ، وفي ضوء هذة النماذج يمكن تحديد أهم الإجراءات التدريسية التي تميز الموقف التعليمي. (51:38)
ونجد أن التعلم هو عبارة عن انتقال المعلومات من المدرب أو المدرس إلى اللاعب أو التلميذ ويحدث تغيرات في السلوك الحركي نتيجة الممارسة الفعلية ، ويدل التعلم على حدوث تعديل في سلوك الفرد.(36:١٢٤)
ونجد أن التعلم علي هذا النحو يتطلب ضرورة أن يتعرض الكائن الحي للموقف السلوكي المراد تعلمه ولما كان التغير في الأداء لدي الكائن الحي هو الأساس في الاستدلال على التعلم فأننا لا نستطيع أن نقول أن كل تغير في الأداء يُعتبر تعلماً. (12:38)
ونجد أيضاً أن التعليم هو العملية التي يمكن عن طريقها التحكم عن قصد ، وإدارة بيئة المتعلم ليتمكن من تعلم كيفية القيام ، أو ممارسة نوعاً من السلوك المحدد تحت ظروف معينة أو في صورة إستجابات لمواقف معينة ، ولنجاح عملية التعليم يجب توفير الشروط المادية والنفسية التي تساعد المتعلم علي التفاعل النشط مع عناصر البيئة التعليمية في الموقف التعليمي ، واكتساب الخبرات ، والمعارف ، والمهارات ، والاتجاهات ، والقيم ، والميول التي يحتاج إليها المتعلم باستخدام الطرق المناسبة والممكنة. (29:43،30)
عندما يرتبط المفهوم والمعلومة الجديدة في البنية المعرفية للفرد بالمفاهيم والمعلومات الموجودة فعلاً بها ، فإنه يتكون نتيجة هذا الارتباط معرفة جديدة نتيجة للتفاعل بين التعلم السابق والحالي ، حيث إن عملية الارتباط والإضافة لا تتم جبرياً ، أما الأفكار التي لاتنجح في الارتباط بالبنية المعرفية فإنها لا تضيف لنسيج معرفة الفرد شيئاً ويسمي تعلماً بدون معني. (255:28)
تُعد نظرية أوزبل للتعلم اللفظى ذي المعنى من أبرز النظريات المعرفية التى أثرت علي المناهج وطرق التدريس عامة ، حيث قدمت تطبيقات تربوية مهمة في مجال طرق التدريس لتحقيق التعلم ذى المعنى والبعد عن التعلم الاستظهاري ، ومنها الاهتمام بتنظيم المحتوي ، واستخدام خرائط الشكل (V) ، واستخدام خرائط المفاهيم .
ونجد أنه يمكن استخدام خرائط المفاهيم لتوضيح العلاقات الهرمية بين المفاهيم المتضمنه في موضوع واحد أو وحدة دراسية أو مقرر . فهي تمثل تمثيلات مختصرة للأبنية المفاهيمية التي يدرسها الطلاب ، وهو الأمر الذي يزيد من احتمالية إسهامها في تسهيل تعلم هادف لتلك الأبنية.
تساعد خرائط المفاهيم مُعلمي المواد الدراسية المختلفة في أثناء تنفيذ المنهج ، فهي بمثابة وسائل تعليمية تحسن من عملية التدريس وتزيد من فعاليتها ، ويمكن أن تحقق لكل من المُعلم والمتعلم الفوائد الآتية في أثناء عملية التدريس . (26 :265,262,257)
ويشير ”وجيه قاسم ومحمد عبد الله” (٢٠٠٣م) بأن ”خرائط المفاهيم في المادة التعليمية تسهم في أبراز البنية المفاهيمية وربط التعليم السابق باللاحق وإحداث التعلم ذى المعني وثبات التعلم والاحتفاظ بالمعرفة ومعالجة المفاهيم الخاطئة وتشجيع الحوار والمناقشة”. )41:٤٣(
ويرى ”دي ستون وآخرون” DYTSON&ET.ALL )٢٠٠١م) : أن خرائط المفاهيم ”هي طريقة منظمة تجمع ما بين الأشياء التي يعرفها المتعلم والأشياء التي يتعلمها بالإضافة إلى ما قد يحتاج إليه لإستكمال تصوره للموضوع وذلك لمساعدته في ترتيب الأفكار وتذكر الأحداث وأبعادها”. (46:١١٢)
استخدمت خرائط المفاهيم في المجال التربوي كإستراتيجية تعليمية من قبل ”نوفاك وجوين” NOVAK &GOWIN منذ أوائل الستينات تحت اسم (منظومة المفاهيم) أو خرائط المفاهيم CONCEPT MAPS ، وهي عبارة عن ”أشكال تخطيطية تربط المفاهيم ببعضها البعض عن طريق خطوط أو أسهم يكتب عليها كلمات تسمي كلمات الربط لتوضيح العلاقة بين مفهوم وأخر”.
(297:26)
وفي القرن التاسع عشر حتي عصرناً هذا ورياضة الجمباز تسير بطريقة مطردة نحو التقدم والتطور نتيجة لتطبيق المعلومات العلمية وإجراء البحوث العلمية لدراسة فنية أداء حركات الجمباز التي أصبحت تعتمد كلياً علي مقدرة اللاعب. ومن ثم كان لازم على جميع العاملين في التدريب أو التدريس في ميدان رياضة الجمباز أن يقوموا بالبحث والدراسة لرفع المستوي الفني للاعبى ولاعبات الجمباز من جهة ولتطوير الجمباز في وطننا الحبيب لما هو الأفضل من جهة أخري . (113:17)
ويُعتبر الجمباز أحد الأنشطة الرياضية التي تستخدم بعض الأجهزة لأداء حركات بدنية عليها كوسيلة تربوية تهدف الوصول إلي أقصي ما تؤهلة قدراتة واستعداداته البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية حتي يكون عنصراً نافعاً في المجتمع الذي يعيش فيه. (30: 3)
تحتل أنشطة رياضة الجمباز مكاناً هاماً في برامج التربية البدنية علي جميع المستويات التعليمية عامة ، والمرحلة الابتدائية خاصة في معظم الدول المتقدمة ، وقد أشار ”فانيير ، وجالاهيو” VANNIER& GALLAHUE إلي أن البرنامج الذي يغفل أنشطة رياضة الجمباز خاصة المبتدئين في ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة يكون قد فقد فرصة ذهبية في مساعدة الطفل علي النمو المتكامل. (261:1)
وقد يتطلب من مُعلم اليوم والغد أن يتبني أساليب تعليمية متطورة مغايرة للأساليب المُتبعة (أسلوب الشرح والعرض) بحيث تكفل رفع مستوى التعلم وزيادة جودته. (22:٩٥،٩٦)
ثانياً : مشكله البحث.
من خلال عمل الباحثة مدرسة تربية رياضية بالحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي (الإعدادية) لاحظت أن التدريس يتم بالطريقة التقليدية والتي تعتمد بشكل أساسي ورئيسي على الشرح النظري ثم أداء نموذج إذا أستطاع المُعلم أو المُعلمة أدائه بالإضافة إلى بذل الكثير من الوقت والجهد مما أدي إلى عدم أستطاعة التلاميذ إستيعاب المهارة وفهمها من الناحية الفنية وبالتالي عدم القدرة على أدائها وتعلمها ونظراً لأن مهارات الجمباز تتميز بصعوبة تعليمها وتحتاج إلي وقت لإستيعابها لذا لجأت الباحثة في محاولة لإيجاد حل لهذه المشكلة فقامت بالبحث والأطلاع على العديد من المراجع العلمية والدراسات المرجعية التي تناولت عملية التعليم والتعلم لجذب الإنتباه وتوصيل المعلومة بطريقة سريعة وصحيحة ; فقد أثار اهتمام الباحثة استخدام خرائط المفاهيم في التعليم ، حيث تُعتبر أكثر نموذج مبدع في عملية التعليم خلال السنوات الأخيرة الماضية وأنها أيضاً أحدى الوسائل التكنولوجية الحديثة التي يمكن من خلالها حل هذه المشكلة والتي تعتمد التقنية الرسومية القوية التي تزود التلاميذ بمفاتيح أداء المهارات الحركية للجمباز مما يتيح لنا الإستفادة من الاتجاهات الحديثة للتدريس وتوظيف الوسائل والمستحدثات التكنولوجية التي قد يكون لها تأثيراً إيجابياً على دور المُعلم والتلاميذ خلال العملية التعليمية.
لذا وجدت الباحثة الحاجة إلي إجراء دراسة علمية بإستخدام خرائط المفاهيم والتعرف علي تأثيرها علي تعليم بعض مهارات الجمباز ويُعتبر أحد أهم الأساليب المساعدة في تطوير الأداء المهارى للتلاميذ لما تقدمه من فهم وإتقان المهارات وتطبيقها بسهوله ويسر كما أنها تراعي الفروق الفردية بين التلاميذ في تعلم المهارات الأساسية للجمباز وخلق نوع من التفاعل بين التلاميذ والمُعلم مما يؤدي إلي تحقيق مستوى أفضل في عملية التعليم.
ثالثاً : هدف البحث:
يهدف البحث إلي إستخدام خرائط المفاهيم ومعرفة تأثيرها علي كل من :
1. مستوي التحصيل المعرفي ومستوي الأداء المهارى لبعض مهارات الجمباز المختارة ”قيد البحث” لدي تلميذات الصف الثاني بالحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي.
2. الآراء والإنطباعات لدي أفراد مجموعة البحث لإستخدامها خرائط المفاهيم .
رابعاً : فروض البحث:
1. توجد فروق داله إحصائياً بين متوسطي القياس القبلي والبعدي لأفراد مجموعة البحث في مستوي التحصيل المعرفي لصالح القياس البعدي ونسب التحسن.
2. توجد فروق داله إحصائياً بين متوسطي القياس القبلي والبعدي لأفراد مجموعة البحث في مستوي الأداء المهارى لمهارات الجمباز المختارة ”قيد البحث” لصالح القياس البعدي ونسب التحسن.
3. هل يوجد تباين فى نسب آراء وإنطباعات أفراد مجموعة البحث المختارة لإستخدامهن خرائط المفاهيم في تعليم مهارات الجمباز المختارة ”قيد البحث”.
خامساً: المصطلحات المستخدمة في البحث
خرائط المفاهيم:
”هي تخطيط مفاهيمي يمثل مجموعة من المفاهيم المنظمة في موضوع ما ويتم ترتيبها بطريقة متسلسلة هرمية بحيث يوضع المفهوم العام أو الشامل في أعلي الخريطة ثم المفهوم الأقل عمومية بالتدريج في المستويات التالية مع مراعاة أن توضع المفاهيم ذات العمومية المتساوية بجوار بعضها البعض في مستوي واحد ويتم الربط بين المفاهيم المترابطة بخطوط أو أسهم تكتب عليها بعض الكلمات التي توضح نوع العلاقة بينهم”. (171:2)