الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الأسرة السوية هي أساس المجتمع الصالح، والأسرة المتوافقة هي التي تتمتع بالتواصل الجيد، والسبيل الأول لتكوين الأسرة هو نظام الزواج الذي ينشأ بعلاقة ثنائية بين الزوجين تحكمهما علاقة تفاعلية من منطلق حاجة كل منهما إلي الآخر، وتعد العاطفة بينهما من الأسس التي يقوم عليها نجاح الأسرة أو فشلها. ويمثل الزواج التقاء وعشرة بين شخصين نشأ في أسرتين مختلفتين، قد يكون الطابع الثقافي متشابه، ويحصل بينهم توافق وانسجام فتتفاعل مشاعرهم ويتوحد هدفهما، وقد يكون العكس، ويصبح لكل منهما طابع ثقافي مختلف من عادات وتقاليد ولكل منهما تجاربه الاجتماعية التي قد تكون سوية أو غير سوية، وبذلك تكون عملية التكيف صعبة، حيث تتطلب الحياة المشتركة التي تجمع بين الزوجين تعديل سماتهم الاجتماعية. كما أن العلاقة الزوجية الناجحة والمستقرة ليست منحة لبعض البشر دون غيرهم، بل هي جهود يبذلها الزوجان للوصول إلي حالة التوافق والرضا، وتحتاج إلي العديد من المهارات وتعلمها للوصول إلي هدفهما، وذلك علي الرغم من أن معظم المتزوجين يبدؤون حياتهم الزوجية وعندهم شعور إيجابي وتوقعات بتحقيق السعادة والاستقرار الأسري والزواجي والنجاح، إلا أن هذه المشاعر والتوقعات قد تتغير إلي حالة من النفور والتباعد وعدم الرضا وسيطرة التفاعل السلبي وغياب المودة والسكينة. وفي كثير من الأحيان تلجأ هذه العلاقات إلي التكيف مع الواقع واستمرار حياتهم الزوجية، وتماسك الأسرة وهذا من أجل عدم اللجوء إلي الانفصال والطلاق الرسمي ولكن قد يحدث في هذه الحالات ما يسمي بالخرس الزوجي أي محاولة استمرار مؤسسة الزواج اسماً وليس واقعاً، حيث يواجه الأزواج أزمات كثيرة منذ بداية العلاقة الزوجية، ولكن تظل أزمة الخرس الزوجي هي الأخطر في مسيرة هذه العلاقة، وهي الأزمة التي تهدد وجود العلاقة من أساسها ولكن قد يسير في هذه العلاقة الكثير من المتزوجين لأسباب مختلفة مثل الخوف من الوصمة الاجتماعية التي تلتصق بالزوجات بعد الطلاق، ونظرة المجتمع السلبية والخوف من المسؤوليات المالية، اليأس من احتمال النجاح في زواج آخر، وعدم القدرة علي تحمل المسؤوليات الجديدة بشكل مستقل أو بسبب وجود الأبناء والخوف عليهم. |