Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الفلسفة التكاهلية في فكر بكونستر فولر /
المؤلف
الشعراوي ، ضياء سعد الدين محمود.
هيئة الاعداد
باحث / ضياء سعد الدين محمود الشعراوي
مشرف / محمد امين شاهين
مشرف / فاطمة يونس محمد
مناقش / صلاح محمد عثمان
الموضوع
الفلسفة - مذاهب.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
153 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
12/5/2018
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 161

from 161

المستخلص

ترمي الدراسة التكاملية إلى دراسة السلوك الفردي من خلال منظور كلي، في ضوئه، نحدد دور كل جزء من الأجزاء. هذه الرؤية أصبحت ضرورية في فهم واقعنا الحاضر المتكثر، المتعدد، المجزأ، المنفصل؛ حيث إن الرؤى الفردية والنظر إلي ما هو جزئي لا يقدم حلولاً للمشكلات التي تواجه الإنسانية، فنحن بحاجه دائمًا إلى منظور كلي، نواجه به المشكلات وذلك بهدف السيطرة علي داخل وخارج الإنسان، فبداخل الإنسان يوجد عالمه الخاص المكون من ملايين الخلايا التي تعمل معاً لتحقيق وظائف هذا الكائن سواء الفكرية أم العصبية أم الجسدية، وخارج الفرد يوجد ذوات أخري سواء أكانت واعية أم غير واعية والتي تقوم هي الأخرى بدورها، و رغم كوننا ذوات منفصلة، و لكننا مع ذلك نعمل بشكل ما لخدمة بعضنا البعض، سواء أكان ذلك بشكل واعي ام لم نقصد .
سعى فولر من خلال فلسفته التكاملية لجعل العالم يعمل لصالح البشرية جمعاء، و رفع المستوى المعيشي للإنسانية جمعاء، وذلك في أقصر وقت ممكن، وفي سبيل ذلك انشغل فولر بجرد الموارد العالمية المتاحة على متن كوكبنا الأرض محاولًا الإلمام بالاحتياجات والاتجاهات البشرية، فقد قام بالعديد من الأبحاث واسعة النطاق، والتي نراها متجسده في العديد من أعماله وبالأخص فصل ”لعبة العالم” World Game من كتاب ”المسار الحرج” Critical Path، والذي عرض فيه الموارد العالمية وقارنها بالاحتياجات البشرية، ثم توصل لوضع خطة لكيفية وضع تلك الموارد، لتحقيق أقصى فائدة لصالح البشرية. كذلك كان يهدف فولر للتخلص من وهم عدم الكفاية، الذي تم التأسيس له من قبل العديد من المتخصصين، والذي يعد من أكبر دوافع النزاع بين البشر.
لتحقيق فلسفته التكاملية أتخذ فولر من التآزر سبيلًا لذلك، حيث تعبر التآزرية عن فهمنا للطبيعة؛ حيث أن النسق الكوني والبيئي يقوم على مبدأ التآزر بين أجزائه.
إذًا التكاملية تدفعنا مع فولر إلى إعادة النظر في مفهوم الفلسفة بالمعني التقليدي، وصولاً إلى ما يسمي (مفهوم الفلسفة من منظور تكاملي)، وكذلك العلاقات التآزرية ليكون الهدف من الفلسفة التكاملية هو الوصول إلى فهم الانسجام داخل الكون ككل أي أنها نظرة لا تستبعد ولا تستقصي أي مكون من مكونات هذا الكون سواء كان هذا المكون واعي أم غير واعي.
فكان للتوجه الجديد الذي أختطه فولر لنفسه تجاه العلم أكبر الأثر في اختيار هذا الموضوع، والذي جعل من العلم أداة للمشاركة في الكون بدلًا من النظرة الكلاسيكية للعلم والتي تراه أداة من أدوات السيطرة على هذا الكون الذي نحيا فيه، وذلك من خلال آليات تختلف تمام الاختلاف عن سابقتها، فتجنب التنافس وتعزيز التعاون هو الوسيلة الوحيدة لاعتبار العلم وسيلة من وسائل نشر النجاح والانسجام في هذا العالم، وبنظرة إلى أعمال فولر نجد أنها تؤكد على هذا المعني.
ذهب فولر في مقدمة كتابة ”المسار الحرج” إلى القول: إن كتابة هذا المؤلف كانت بمثابة خطة تم وضعها لتؤكد على التواصل بين العالم وحكوماته إلى نقطة التعاون مع الطبيعة لإنجاز ماهية الطبيعة، إنجاز يعتمد على ما ننوي أن نفعله ولا هوادة في ذلك، فلابد من تحويل الإنسانية جمعاء إلى أسرة عالمية واحدة منسجمة ومتداعمة.) (كما ذهب في موضع آخر إلى القول بأن ”السعادة الحقيقية لا يمكن أن تنمو إلا من خلال وعي بأن جهودنا كانت دائمًا في اتجاه خير متصاعد لتقدم البشرية جمعاء من دون انحياز من أي نوع كان.” ( )
ويقول عنه الشاعر إزرا باوند واصفًا بكمنستر فولر:
”صديق الكون
جالب السعادة
المحرر”
بالنظر أيضًا إلى مؤلفاته نجد إنها في مجملها تناهض الفلسفات التي تبيح التجزأ أو تُجذر الانفصال، ويحاول القضاء على الثنائية والتي اتسم بها الفكر الغربي علي وجه العموم والفكر الغربي الحديث على وجه الخصوص وصولاً إلى ما يمكن أن نطلق عليه الفلسفات التكاملية Integrative Philosophies.
لقد أنتج التفكير الفلسفي لفولر مصطلحات جديدة كل الجدة مثل:”” سفينة الفضاء الأرض”-”العالم كمدينة واحدة”-”التآزر”-”جعل العالم يعمل”.
لم ينتهي أثر فولر بموته بل ما يزال مستمرًا حتى الآن؛ حيث تكافئ منظمة فولر للعلوم والتكنولوجية منظمة أو شخص واعد يتبنى النسق الفكري التكاملي أو علم التصميم الشمولي لفولر . وسوف أعرض فيما يلي للخبرات والتطورات الحياتية التي أوصلت فولر لفكره التكاملي.
وعلى هذا يحاول الباحث الاجابة على الاشكالية الرئيسية للبحث وهي ما الملامح الرئيسية للفلسفة التكاملية في فكر بكمنستر فولر، وهذا من خلال الاجابة على التساؤلات الفرعية التالية:
1- ماهي نوع الخبرات التي أدت لتبني بكمنستر فولر للرؤية الشمولية في معالجته للعالم وقضاياه؟
2- ما البذور الأولى لفلسفة فولر التكاملية؟
3- ما طبيعة المعرفة ومصادرها لدي فولر؟
4- كيف يفسر فولر نشأة العمليات الفكرية الإنسانية وتشكيل الخبرات؟
5- لماذا اتخذ فولر التآزر كوسيلة لتفسير سلوك العالم؟
6- ما دور العقل الإنساني في تحقيق التآزر الكوني؟
7- ما الموقف الذي أتخذه فولر من التخصص الفكري؟
8- ما طبيعة الزمان لدي فولر؟
9- كيف طبق فولر نظريته حول النسق الكوني الكلي علي كوكب الأرض؟
منهج البحث:
أستخدم الباحث المنهج التحليلي النقدي المقارن: في قراءة الإسهامات الفكرية عند بكمنستر فولر ونقد الرؤى التي تدعوا للتخصص والتجزأ.
وعلى هذا جاءت الدراسة على النحو التالي:
تقسيم البحث:
1-المقدمة: وفيها تناول الباحث أهمية الموضوع وأسباب اختياره والمنهج المُستخدم في الدراسة.
2-الفصل الأول: جاء بعنوان مفهوم التكاملية عند فولر وفيه تناول الباحث حياة بكمنستر فولر، وآراء بعض المفكرين والمثقفين ذوي الشأن في فكر بكمنستر فولر، ومدخل إلى التكاملية، وأهم مؤلفاته.
3-الفصل الثاني: وجاء بعنوان نظرية المعرفة عند فولر وفيه تناول الباحث طبيعة المعرفة، مصادر المعرفة، ومناقشة الوعي كوظيفة من وظائف العقل.
4-الفصل الثالث: جاء بعنوان فلسفة التآزر عند فولر وفيه عرض الباحث لمفهوم التآزر، أهداف التآزر، التآزر والكون، نقد فولر للتخصصية الفكرية.
5-الفصل الرابع وجاء بعنوان نظرية الأنساق عند فولر وفيه أوضح الباحث تعريف النسق، تقسيم النسق، طبيعة النسق، رُتب التطورات العالمية، نسق الزمن، وفكرة بكمنستر فولر الفريدة حول كوكب الأرض باعتباره سفينة فضاء.
6-الخاتمة: وفيها كشف الباحث عن مُجمل النتائج التي توصل إليها وقائمة بالمصادر والمراجع التي لجأ إليها الباحث ثم مُلحق بأهم اختراعات بكمنستر فولر.
7-قائمة المصادر والمراجع.
8-ملحق بأهم اختراعات بكمنستر فولر.
وأرجو في النهاية ان أكون قد وفقت أثناء عرضي للبحث في إيضاح الجوانب المختلفة من فكر فولر بشكل منسق ومنظم يسهل فهمه وينتهي لإيضاح أفكاره بعيدًا عن الغموض والتعقيد.