الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لما كان للالتزام بالمحافظة على الأسرار المصرفية أهمية بالغة ليس فقط بالنسبة للشخص الذي يرغب في بقاء أسراره المصرفية مصونة مثلها مثل الأسرار الداخلة في نطاق حياته الخاصة،فهي لا تقل أهمية عنها، ولكن أيضًا بالنسبة للمصرف نفسه الذي يحرص على التمسك بالسرية المصرفية بهدف جذب المزيد من العملاء وتدعيم ثقتهم في التعامل معه، وكذلك بالنسبة للدولة ككل من أجل خلق مناخ آمن للاستثمار يشجع رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية ويدعم الاقتصاد الوطني، مما يعود بالنفع على الدولة، وإذا كانت القاعدة في القانون المدني هي أن كل خطأ ( تقصيري أو عقدي ) سبب ضررًا للغير يلتزم مرتكبه بالتعويض، فكان لزامًا تناول المسئولية المدنية الناشئة عن إفشاء الأسرار المصرفية بالدراسة لما لها من خصوصية تميزها، وذلك حتى يتمكن الأفراد – لا سيما الأجانب منهم - من الوقوف على أحكامها ومعرفة حدود الحماية القانونية الممنوحة لأسرارهم المصرفية، وكذلك حتى يتم تبصير العاملين بالبنوك بأحكام هذه المسئولية حتى لا ينظروا إلى السرية المصرفية على أنها تمثل قيدًا على حريتهم، وحتى يباشروا أعمالهم المصرفية دون خوف من الوقوع في خطأ، ولا شك أن ذلك سينعكس بالإيجاب على العمل المصرفي. |