Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
توظيف التذييل في تفسير أبي السعود
لمعاني القرآن
/
المؤلف
عقيل، محمد محمد الشحات غنيم.
هيئة الاعداد
باحث / محمد محمد الشحات غنيم عقيل
مشرف / صالح عطية صالح مطر
مشرف / حسن عبدالعليم يوسف
مناقش / عيد على مهدى بلبع
الموضوع
القران.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
283ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 290

from 290

المستخلص

القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة، وحجة الله البالغة والشرف، والمنقبة، والصنعة الفاخرة، والبيان الساحر، والنظم البارع، خصه الله سبحانه بحسن بيانه، وروعة إعرابه وإفصاحه، وآياته المتجددة، فألفاظه تغلو ثمنها ويعز مطلبها، أيد الله -عز وجل- به رسوله (عليه الصلاة والسلام).
ولما كان العرب فئة نموذجية قد بزُّوا غيرهم بالفصاحة والبيان، فتحداهم بما هم به متميزون، وفيما هم فيه بارعون، فعجزوا عن مجاراته، فكان معجزة تحدى الله تعالى به من ملكوا أزِّمة اللغة وذللوا قطوفها تذليلا؛ فهم أرباب الفصاحة وفرسان البيان، بيد أنه نزل بلسانهم، فحوى أسلوبهم، وطرائق تعبيرهم، فهو الخطاب الموجه لكل العقول والأفهام، فبهر الله به العقول وجعله معجزًا لكل جيل وقبيل، وكان بيانه وجهًا من وجوه الإعجاز، فآمن به كثيرون وأعرض عنه آخرون، ولكن هؤلاء المعرضين لم يفلتوا من تأثير سلطانه عليهم، وما قول الوليد بن المغيرة( ) منا ببعيد.
يقول بكري شيخ أمين: ”هذا الجمال الصوتي، والتناسق الفني، والإيقاع الموسيقي، هو أول شيء أحسّته الأذن العربية يوم نزل القرآن وتلاه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم تكن من قبل عهدت مثله من منثور الكلام ومنظومه، خيّل إليهم أول الأمر أنه شعر، لأنهم أدركوا في إيقاعه وترجيعه لذّة، وأخذتهم من لذة هذا الإيقاع هزّة، لم يعفوا قريبا منها إلا في الشعر، ولكن سرعان ما عادوا إلى تخطئة أنفسهم في ما ظنوه شعرًا.”( )
وأعداء الإسلام من المنافقين والمستشرقين، قامت في رؤسهم أوهام، وشاعت في ألسنتهم نظريات وتعصب كل فريق لجهله، وجاء القرآن فاقتحم عليهم الباب وأمطرهم من قلمه بيانًا ومن مداده عجبًا، وطارد الشبه أنى جاءت، وحارب الأوهام كيف كانت، حتى أقام الحجة ورفع المنار، فأدركوا بسليقتهم عظمته ولمسوا بفطرتهم سموّه، ثم لا يجدوا مناصًا من إعلان استسلامهم له ،بل وذهولهم من عظمته والاغتراف من معينه الصافي، والنهل من عطائه الثري.
يقول الخطابي:” قلت في إعجاز القرآن وجهًا آخر ذهب عنه الناس فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ من آحادهم، وذلك صنيعه بالقلوب وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلامًا غير القرآن منظوما ولا منثورا, إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال، ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس وتنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه عادت مرتاعة قد عراها الوجيب والقلق، وتغشاها الخوف والفَرق، تقشعر منه الجلود وتنزعج له القلوب, يحول بين النفس وبين مضمراتها وعقائدها الراسخة فيها .”( )
ولا أعدو الصواب إذا قلت: إن ما بذل ويبذل في هذا الباب -على كثرته- لا يعدو شاطئ البحر إلى لجته، فبحر القرآن الكريم ما زال زاخرًا بلآلئ الإعجاز الزاهية، فهو لا تفنى عجائبه، ولا يخيب وارده وما يزال العلماء على مر الأزمان، يقفون، موقف المتعلم النهم، يغترفون من معين علمه، ما تستبشر به النفوس، وتنشرح له الصدور، وتنار به العقول وتبدد به الظلمات، ويقطف من بساتين علمه من كل ما يسلب اللب جماله، ويذهب بالعقول بهاؤه.
فلا يزال هذا القرآن دفّاق الفيض، مستمر العطاء، لا تنقضي عجائبه، فقد تعاقبت عليه أفهام العلماء على اختلاف مناحيهم، فاحتج به النحوي، ونهل منه البلاغي، ونظر فيه المفسر، وتأمل فيه الفقيه، وتوّقف عنده المتكلم، وأفاد منه المناظِر والأديب، فوجد كل منهم فيه مبتغاه وضيعته، وهو مع ذلك متجدد المعاني، ولا يزال مستمرًا.
وقد تنوعت مذاهب العلماء في إقبالهم على القرآن الكريم، فتنوعت موائدهم العلمية، وتباينت قدراتهم الذهنية؛ ومن ثم فقد تعددت وجهاتهم في تفسير النص القرآني ما بين مائلٍ إلى استنباط الفقه، وآخر بلاغي متكلم، وثالثٍ أديبٍ لغويٍّ، ورابعٍ أثري حافظ.
ومن هذا المنطلق كثرت الدراسات القرآنية حول القرآن الكريم، التي وقفتْ للنظر في الكشف عن معانيه وإعجازه البياني، فتنوعت النظرات واختلفت المدارس في بحر إعجازه ببيان علوم البلاغة من معانٍ وبيان وبديع لخدمة الإعجاز القرآني، ومعرفة أحواله ومن هذه الكتب التي اهتمت بذلك: كتاب (الكشاف) للزمخشري، وكتاب (مفاتيح الغيب) للفخر الرازي، وكتاب (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير) للإمام الشوكاني وكتا ب (تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد في تفسير الكتاب المجيد) لمحمد الطاهر بن عاشور وكتاب (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم) لأبي السعود، والذي هو محل الدراسة .
وترجع أهمية هذه الدراسة إلى كونها تتناول تفسيرًا نفيسًا قد حوى صورًا من البلاغة إيجازا وإطنابا، والمتتبع لهذا التفسير يجد هذا بينًا لا لبس فيه ولا غموض حيث إن التذييل في موطنه يعد نموذجا لفهم النص القرآني عن طريق قواعد ثابتة؛ كما أنه يفيد توكيد المعنى المراد إظهاره، الأمر الذي يضمن الحفاظ على ثبات الدلالة القرآنية فله قيمة ظاهرة، لا ينكرها عاقل أو متابع للبلاغة العربية وصورها، فهو يعين على ظهور المعنى واتضاحه.
ولهذه الدراسة أسباب دعت إلى الكتابة فيها ومنها:
1. أنها تتناول جانبًا بلاغيا من القرآن في مبحث التذييل كموضوع من موضوعات علم المعاني.
2. بيان صورة من صور البيان البلاغي للإعجاز القرآني في بعض آياته، بأسلوب التذييل في التعبير مما يشي بروعة هذا الكتاب العزيز.
3. اظهار قيمة التذييل في تصوير المعنى وتأكيده وربطه بين الآيات السابقة واللاحقة، في روعة التصوير وجمال البيان، وقدرته على تسهيل الحفظ.
4. لما كان القرآن الكريم غنيا بالإعجاز البلاغي عامة وبالتذييل خاصة غِنىً يستوقف النظر، ويلفت البصر، وكان هذا اللون من ألوان البيان القرآني (التذييل) له مكانته في القرآن ولدى علماء البلاغة والأدب أردت أن أشارك بنصيب في إبرازه وتبيين قيمته، وقدر المستطاع.
5. لما كان من أبرز وجوه إعجاز القرآن في بديع أسلوبه وجميل بيانه، فوجدت أن كتاب (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم) لأبي السعود من كتب التفسير التي تناولتْ الجانب البلاغي للقرآن الكريم، فقد ظهرت جهوده الجلية في مجال تطبيق الدرس البلاغي.
6. الرغبة في دراسة علوم البلاغة من خلال كتب التفسير حيث اهتمام أبي السعود بالدقائق البلاغية، فهو لا يكتفي بسرد الأوجه البلاغية المتضمنة، بل يعمد إلى تفنيدها ومناقشتها، والتي يظهر من خلالها بلاغة القرآن الكريم وبيان إعجازه.
7. إثراء المكتبة العربية بآراء بلاغية لِعَلَمٍ من أعلام التفسير للاهتمام بأفكاره واجتهاداته فيما يقتضيه النظم القرآني،فهو يُعدّ بحق موسوعة علمية ضخمة تستحق منا الدراسة والتنقيب.
8. اهتمام عدد من الباحثين بدراسات بلاغية مشابهة والرغبة في إثراء المكتبة الإسلامية والمشاركة في إكمال الجهود السابقة.
9. آمل أن تقوم هذه الدراسة بإظهار صفحة مشرقة من تراثنا .
10. عنيت بعض كتب التفسير بإظهار قيمة التذييل وأسراره البلاغية ومن أبرز هذه الكتب:
 روح المعاني للآلوسي، وقد ورد الحديث عن التذييل وتطبيقه في القرآن الكريم في تسع وستين ومائتي مرة.
 تفسير أبو السعود، وقد ورد الحديث عن التذييل وتطبيقه في القرآن الكريم،في سبع وخمسين ومائة.
 التحرير والتنوير، وقد ورد الحديث عن التذييل وتطبيقه في القرآن في كتاب التحرير والتنوير تسع مرات وثمانمائة مرة، وهذا يدل على عناية المفسرين بهذا اللون من ألوان الإطناب وإبراز قيمة البيان القرآني من خلاله وما دلت عليه الأرقام في هذين التفسيرين فيه غنية ودلالة على اهتمام المفسرين ببيان قيمة التذييل وتطبيقه على القرآن الكريم.
أهداف الدراسة:
1. التركيز على الدراسات المتعلقة بالبلاغة القرآنية.
2. ترسيخ جذور قوية للبلاغة القرآنية في الدراسات العربية، والجمع بينها وبين البلاغة الحديثة.
3. اعتناء أبي السعود بدراسة التذييل وأهميته ،والتعليق عليه موضحًا ذكره بما يشكّل مفهومًا متكاملًا ضمن الاستفادة من علم النص .
4. إظهار الأساليب القرآنية الفنية الرائعة ومدى تأثيرها على المتلقي في العملية الإبداعية .
5. إبراز قيمة السبك والحبك بالإضافة إلى عناصر التماسك مثل التذييل، وبيان دور هذه العناصر في البناء على مستوى التراكيب في الجمل وعلى مستوى التداولية الدلالية.