الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن المتصفح لكتب التراث اللغوي العربي في علوم كثيرة؛ كالبلاغة والمنطق وأصول الفقه والنحو، يجد أن علماءنا قد توسعوا في بحث ظاهرة أفعال الكلام، وتعمقوا في تحليل مفاهيمها، وتطوير أسس التمييز بين الخبر والإنشاء، وإيراد إشكالات عليها والإجابة على تلك الإشكالات”( ). لقد انطلقت نظرية أفعال الكلام عند (أوستن) من عبارات تتصف بأنها لا تقبل الصدق ولا الكذب، ونطقها إيجادٌ لفعل أو إنشاءٌ له، وتلك العبارات التي تناولها علم المعاني، وهو أحد علوم البلاغة؛ حيث إنه علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال( ).ولقد كان لكثير من النحاة العرب اهتمام بالبحث في معاني الأساليب وأغراضها التواصلية فجعلوها أساسًا معرفيًّا لتحليلهم النحوي، وتعود البدايات الأولى لملاحظة هذا المنحى التداولي إلى عصر الخليل بن أحمد الفراهيدي وتلميذه سيبويه، ولكنّ المتأخرين كانوا أكثر اهتمامًا بذلك مثل: عبدالقاهر الجرجاني والرضي الإستراباذي( ).”ولقد بدأ علم المعاني من حيث انتهى علم النحو الذي يكوّن التراكيب اللغوية الصحيحة، فيختار منها علم المعاني ما يناسب مقام التخاطب؛ حيث إن علم المعاني يقوم بتتبع خواص تركيب الكلام في الإفادة وما يتصل بها من الاستحسان وغيره؛ ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحالُ ذكره (( ، ومن معاني الأساليب النحوية وأغراضها التواصلية التوكيد. |