الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن مفهوم حماية الطفل لا يتحقق إلا من خلال التصدي لأشكال الإساءة والعنف والاستغلال، التي تحرم الطفل أو تهدد بحرمانه من أي من حقوقه الأساسية في الحصول على الرعاية الوالدية الكافية والحصول على التعليم والرعاية الطبية وحمايته من المخاطر بكافة صورها. وإن الإسلام في جوهره وفي نصوصه وتشريعاته يوفر بيئة حامية للأطفال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع”) والإسلام أول من أرسى حماية حقوق الطفل، وذلك قبل أن توضع حقوق ومواثيق الطفل بأربعة عشر قرناً من الزمان، وقد راعى الإسلام الحنيف جوانب متعددة لتربية الطفل منها التربية الإيمانية العبادية، والتربية البدنية، والتربية الأخلاقية، والتربية العقلية، والتربية الاجتماعية. ويتمثل الدور الأكبر في رعاية وتنشئة الطفل تنشئة سليمة في الوالدين، ولقد حرص الإسلام على أن تنشأ الأسرة في الأساس بزوج تقي وزوجة صالحة، وفي ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الزوج باختيار الزوجة الصالحة ذات الدين، فقال: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الزوجة باختيار زوجها على نفس المعيار والأساس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»، ولا ريب في أن هذا الاختيار، وذاك الأساس من شأنه أن يعود بالنفع التام والمصلحة المباشرة على الطفل الذي يكون ثمرة هذين الزوجين الصالحين، لينشأ بعد ذلك في أسرة ودودة متحابة، تعيش في ظل تعاليم الإسلام. |