الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تمثل المعلمة أهمية في مرحلة رياض الأطفال حيث إنها تعمل جاهدة لتحقيق التكيف لدى الأطفال من خلال العناية بهم، إلا أن هذا الدور التربوي للمعلمة يقابله بعض المشكلات التي قد ترتبط ببعض المفاهيم الخاصة بالنظرة إلى رياض الأطفال كمرحلة تعليمية، والحياة التي نعيش بين جوانبها تتميز بالسرعة وكثرة المتطلبات مما جعل الضغوط النفسية والاضطرابات الاجتماعية تنتشر، مما أدى إلى ضرورة التعرف على فن إدارة الذات لتفادي تلك المشكلات. فإن إدارة الذات وتطويرها هي عملية التحكم في الذات ومحاولة التحديث المستمرة لها عقلياً وجسدياً وروحياً من أجل حياة أفضل، فيجب على الإنسان تحديث نفسه وتطويرها عن طريق تعلم مهارات وتقنيات ومعلومات معينة تجعله أكثر توافقا مع الحياة ومتطلباتها، وبذلك يستطيع الإنسان أن يدير نفسه الإدارة الأمثل ويتعامل مع الحياة، فعملية تطوير الذات تبدأ من الداخل وعملية التعلم والتطوير الذاتي هي عملية مستمرة تحدث في أي مكان وأي زمان فالإنسان الناجح هو القادر على تطوير ذاته بإرادة واعية في أي مكان وجد وفى أي زمان (فهد مطلق العبرى، 2008: 25-27). فالإرادة هكذا هي مقدرتنا على خلق مثيرات ذات نسق معين موجهة نحو التنظيم الذاتي لفاعلياتنا (طلعت منصور وآخرون، 2006: 274). فالإرادة الواعية هي التي تعمل دائماً على احترام نفسها بنفسها دون أن تكون للعوامل الخارجية أي تأثير فعال في أمر مسيرتها اللهم ذلك التأثير العادي الذي يغطى ضرورة الحاجات ويشبع بطريقة سوية مطالب الإنسان دون إسراف، فقدرة الإنسان وإرادته تحركها ذاته الواعية دون أن تعبث بها العوامل الخارجية مهما كان وزنها ومهما كانت حيثياتها وتأثيراتها، فان هذا الإنسان يستطيع أن يوظف إرادته ويعمل فكره ويحقق إنجازاته (سيد صبحى، 2005: 29). ومن هنا توصلت الباحثة لموضوع الدراسة الحالية وهو” برنامج إرشادي عقلاني انفعالي سلوكي لتحسين إدارة الذات لدى معلمات رياض الأطفال”. حيث تقوم معلمة رياض الأطفال بأدوار عديدة ومتداخلة، فمعلمة رياض الأطفال بمثابة المحرك الرئيس للعملية التربوية للطفل في مرحلة الطفولة الباكرة، فتحقيق الأهداف التربوية في هذه المرحلة الهامة لا يتأتى إلا من خلال بيئة مناسبة لتفعيل عمليات التعليم والتعلم وقيام المعلمة بتوجيه الطفل وإرشاده لفهم وإدراك المواقف التربوية المختلفة والتعامل معها، فالمعلمة هنا ليست ناقلة للمعلومات وحسب بل هي كذلك مرشدة نفسية وأخصائية اجتماعية، تعنى بالنمو بالتعامل مع الأطفال، وهذا يقتضى تطوير دائم لمعارفها ومهاراتها وخبراتها وقدرتها على إدارة الذات. فتنمية مهارة إدارة الذات لها مردود إيجابي على الصحة النفسية، حيث وجود علاقة موجبه بين مهارة إدارة الذات وكلاً من الأداء الأكاديمي، الفعالية الذاتية، دافعية الانجاز ،تقدير الذات، إدارة الوقت، تحسن الحالة الصحية ،جودة الحياة، بينما وجدت علاقة سالبة بين إدارة الذات والضغوط (إيهاب سيد محمود، 2012: 2). |