الفهرس 
الاجراءات المنهجية للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 257 |  |  |
| | | from | 257 | | |
المستخلص
تُعنى الصحافة الاستقصائية بالبحث والتفتيش عن كل ما من شأنه تهديد أمن المجتمعات سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، مما يتوجب على العاملين في هذا النمط الصحفي الجديد أن يكونوا على قدر عال من المسؤولية في نقل وتحرير تقاريرهم الصحفية، من خلال التأكد من صحة المعلومات التي يتضمنها الخبر أو التحقيق الصحفي، حيث أصبح على عاتقهم مسؤولية كبيرة تجاه المجتمعات؛ لأجل كشف مواطن الفساد لدى الساسة والمسؤولين وبالتالي تقديمهم للعدالة. كانت الصحافة الاستقصائية ترتدي ثوب الأهمية والقيمة في المجتمعات الغربية التي ازدهرت فيها، لذا فإن دورها وتأثيرها أصبح يزداد قيمة لدى المجتمعات النامية، خاصةً أوقات الأزمات والصراعات التي تحتاج إلى هكذا أدوار لإعلامها المحلي، وهو ما يمكن تطبيقه بشكل أمثل في المجتمع الأردني، خاصة أنه وخلال السنوات العشر الماضية، قد شهد الاقتصاد الأردني تغيراً جذرياً في مساره، أثر على هيكلته وشكله، فبعدما كان و لعقود طويلة اقتصاداً راكداً تحول بسرعة إلى ”اقتصاد سوق”، من خلال فتح الأسواق والمنافسة والسماح لكبريات الشركات بالدخول إلى السوق الأردني والاستثمار فيه. أمام هذا الواقع ظهر مفهوم (الصحافة الاستقصائية) في الأردن، والتي كانت من بين أوائل الدول العربية في نشر تحقيقات استقصائية مطبوعة و متلفزة، وبأسلوب تحريري مختلف للنهج السابق الذي كانت عليه الصحافة الأردنية طيلة عقود مضت، ومن هنا بدأ الإعلام الاستقصائي في الدور المنوط به في البحث والتنقيب عن الفساد بكل أشكاله ومواقعه، حتى بدأت ثمار التحقيقات الاستقصائية تظهر للعلن والرأي العام، وتطال كبار الساسة والمسؤولين في الدولة الأردنية. ومن هنا حدد الباحث المشكلة البحثية وهي الدور الذي تقوم به ” الصحافة الاستقصائية في تشكيل اتجاهات الجمهور الأردني نحو قضايا الفساد الاقتصادي ” ومعرفة مدى وعيه بهذه القضايا، وآلية اعتماد الجمهور على الإعلام الاستقصائي كوسيلة للحصول على المعلومة، ومعرفة ما يدور حوله من قضايا فساد تهدد أمنه واستقراره.