الفهرس 
صفحة العنوانيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 233 |  |  |
| | | from | 233 | | |
المستخلص
الجمـعيات الأهلـية الخيـرية في مـصر (1878 – 1939م)
يرتبط موضوع الجمعيات الخيرية الأهلية ارتباطًا وثيقًا بمشكلات تنمية المجتمع والرغبة في تحسين أو تغيير الأوضاع القائمة، كما نعتبر الجمعيات الخيرية الأهلية استجابة لحاجيات اجتماعية لم تستطع الإدارات الحكومية المتعاقبة أو على الأقل تحقيق الحد الأدنى منها، فجاءت الجمعيات لتخفف من حدة التوترات الاجتماعية، من جهة بتوفيرها بعض متطلبات التعليم والصحة، وبعض الخدمات الاجتماعية ومن جهة أخرى تعبر عن أحد مضامين الصراع – الشق السلمي- بينها وبين الاحتلال البريطاني من جانب بتدعيم الجبهة الداخلية دينيًا ولغويًا ووطنيًا بإيجاد نوع جديد من الخدمات التعليمية والاجتماعية مناهضة لما درج عليه أو هدف إليه الاحتلال، ومن جانب آخر كانت إحدى آلات وأدوات إدارة الصراع الاجتماعي المهمة مع طبقة كبار الملاك الزراعيين والرأسماليين الذين استأثروا بجانب عظيم من الثروة تاركين الشعب يئن من الجهل والمرض.
ولقد كانت هذه الجمعيات تهدف فيما تهدف إليه محاولة تجديد وتقويم المجتمع الناشئة فيه ومحاولة توفير ظروف حياتية أفضل مما هو قائم، ومن ثم تعتبر بمثابة قوى ضغط لتحقيق الإصلاح والتقدم، وإيجاد واقع جديد تجاوز المتناقضات غير المقبولة في هذا المجتمع.
والملاحظ قلة الدراسات التاريخية في مجال دراسة الجمعيات الأهلية الخيرية فهي لا تتوافر بشكل محوري وتهتم بطريقة أساسية بتاريخ تلك الجمعيات، وإنما تأتي دراسة الظاهرة في إطار علاقتها بالموضوع الأساسي الذي تتناوله كأن تتناول دراسة إحدى الجاليات الأجنبية في مصر أو دراسة إقليم أو منطقة معينة أو وضع أو حالة اجتماعية عامة، ويأتي في إطار التحليل والمتابعة انعكاسات هذه الدراسة وقضاياها المتناولة على الجمعيات الأهلية.
وفي سبيل إنجاز تلك الدراسة تعددت مصادرها، فبالإضافة إلى الوثائق السيادية كوثائق عابدين أو وثائق مجلس النظار والوزراء والتي تعكس بطبيعتها العلاقة بين الدول والجمعيات الخيرية، اعتمدت الدراسة كذلك على وثائق خاصة بالجمعيات مثل وثائق الجمعية الخيرية الإسلامية بالقاهرة، ووثائق جمعية المواساة الإسلامية بالإسكندرية وكذلك تقارير تلك الجمعيات وهي وثائق غاية في الأهمية إذ ألقت نظرة فاحصة على عمل تلك الجمعيات وطبيعة انجازاتها ومدى أهمية ما تقوم به.
كذلك اعتمدت الدراسة على بعض صحف ومجلات هذه الفترة، فالموضوع بطبيعته الاجتماعية وغير الرسمية وجد صدى واسعًا، وكانت الكثير من هذه الصحف تعتبر لسان حال الجمعيات، فعلى سبيل المثال جريدة الإكسبريس بالإسكندرية لصاحبها ومديريها ”محمود إبراهيم” هو أحد أعضاء مجلس إدارة جمعية ”العروة الوثقى الخيرية”، وكثيرًا من فعاليات الجمعية وجدت نفسها على صفحات الجريدة، وجريدة مصر وصاحبها ومديرها ”تادرس المنقبادي” الذي كان مساهمًا في تأسيس جمعية ”التوفيق القبطية”، فنجد الصحيفة تهتم بكل ما هو قبطي وخاصة مسألة الجمعيات القبطية.
كذلك اعتمدت هذه الدراسة على عدد من الكتب والرسائل العلمية التي ساهمت في إنجاز هذه الدراسة.