الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مر الاقتصاد المصري بتغيرات عدة خلال القرنيين الماضيين ، وتتابعت فترات الأداء الجيد والأداء المتواضع أو السيء ، وكان ذلك نتيجة لعاملين أساسيين أثروا تأثيراً مباشراً علي شكل الاقتصاد المصري وطبيعة أداؤه ، أولهما الظروف الاقتصادية والسياسية في العالم الخارجي وانعكاسها علي الأحوال في مصر ، أما ثاني هذه العوامل فهو طبيعة السياسة الاقتصادية المطبقة في مصر من نظام تحكم فيه الدولة سيطرتها علي الاقتصاد إلي نظام يتسم برخاوة الدولة وضعف دورها أو بالعكس ، من نظام الدولة الضعيفة أو قليلة التدخل في الاقتصاد إلي الدولة القوية ، ومن المؤكد أن هذان العاملان متداخلان بلا شك ، إذ إن قدرة الدولة المصرية علي ممارسة سياستها الاقتصادية المستقلة وفرض نظام الدولة القوية تتوقف بدرجة أو بأخرى علي مدى ملاءة الظروف الدولية ، ومدى سماحها أو عدم سماحها لدولة في مثل ظروف مصر بهذا الاستقلال. ويظهر ذلك جليلاً في فترة حكم محمد علي ، ففي الثلاثين عاماً الأولى من حكم محمد علي ( 1810 – 1840) بعد استبعاد السنوات الأولى التي قضاها الوالي في تثبيت أقدامه في حكم مصر ، كان أداء الاقتصاد المصري رائعا وحققت مصر في تلك العقود الثلاثة ثورة صناعية صغيرة ، وثورة زراعية كذلك ، وكاد محمد عي أن يجعل من مصر إمبراطورية عظيمة ذات اقتصاد قوي ، ولكن سرعان ما قفل نجم هذه الإمبراطورية الناشئة بقفول نجم مؤسسها بعد أن تكالبت الدول الاستعمارية الكبرى عليه. |