الفهرس 
الفصل الاول المفهوم الدينى والفلسفى للموتيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 238 |  |  |
| | | from | 238 | | |
المستخلص
إن الناس قد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، ومن حق الحر أن يفعل فى نفسه ما يشاء، فإن الإنسان الذى يتعرض لآلام طويلة من حقه أن يضع حداً لهذه الآلام ويضع حداً لحياته إذا أراد فى ذلك، ولا معنى لمعاناة حياة مرض أو عجز لا يرجى منها شفاء فى حدود ما يعلمه الطب .قيمة الحياة تقاس بما يمكن أن يسهم الإنسان به فى المجتمع من إنجاز وإبداع، فإذا ما أصبحت الحياة تعتمد على الغير فى قضاء الحوائج وأن الإنسان يصبح مجرد كتلة لحمية لا نفع لها، حينئذ تتساوى الحياة مع الموت، بل إن الموت أولى. وإذا حاولنا تخفيف الآلام الجسمية لمثل هذا المريض، فإن آلامه النفسية مستمرة لشعوره أنه عبء ثقيل على سواه مما يتولون رعايته، ولا مفر بعد مدة قليلة أو كثيرة من تبرمهم على ما يشق عليهم من أمره. أما إذا كان المريض فى حالة من عدم الوعى ولا يشعر بالآلام، فهى واقعة لاشك على أهله وأصدقائه.وقد حرم الإسلام القتل ، فالقتل بدافع الشفقة مثلاً لا يجوز شرعاً بقصد قتل المريض والتعجيل بموته، وبإعطائه جرعة عالية من دواء يتسبب فى موته، فهو قتل على أي حال سواء كان بهذه الوسيلة أو إعطاءه مادة سامة سريعة التأثير، أم بصفة كهربائية، وهو محرم فى الإسلام بل إنه من الكبائر ، حتى وإن كانت دوافع هذا القتل هى الشفقة بالمريض وتخفيف المعاناة عنه، فليس الطبيب ارحم به من الله فهو الذى وهب الحياة للإنسان وهو الذى يسلبها فى أجلها المسمى عنده، وإن الإحياء والأمانة إنما هى من الأفعال التى لا تجوز إلا لله تعالى.ويرى معظم علماء الأخلاقيات العرب أنه بسبب امتلاك الحياة البشرية قيمة فطرية فمن الواجب احترامها فى كافة مراحل النمو ابتداء من الجنين وبالتالى لا يصح الاعتداء على الجنين بإجهاضه أو بأي طريقة أخرى ما لم تكن هناك ضرورة طبية أخرى، وتلك الضرورة التى تلقى الموافقة العامة تقريباً بين معظم علماء الأخلاقيات هى عندما يهدد الحمل حياة الأم.