الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تناول الفيلسوفان المعاصران هيدجر ويسبرز البحث في فلسفة التاريخ من خلال المدرسة الوجودية؛ فهيدجر يري أن الإنسان متصل بالزمان والزمان متصل بالتاريخ ومتعمق به فالزمانية بما أنها متناهية فهي التي تجعل التاريخية ممكنة؛ من حيث إنها تقتضي الوحدة العميقة للعناصر الزمانية الثلاثة –الماضي والحاضروالمستقبل والوجود الفردي لا يؤلف التاريخ ،وإنما يشكله مع المجتمع ككل؛ ومن ثم يصبح التاريخ معبراًعن أفعال وتجارب هذا المجتمع البشري عبر العصور والأجيال المتعاقبة والمتتالية .يُعد كارل يسبرز من الفلاسفة الوجوديين المعاصرين ، واهتم بدراسة التاريخ وفلسفة التاريخ اهتماماً فلسفياً عبر فيه عن أهمية التاريخ وغايته ، فيقول في مؤلفه ”نهج الفلسفة” التاريخ مرآة الحاضر فيها ما يجاوز الحاضر الضيق ،ونميز مقاييس الأشياء ،وبدون التاريخ نفقد نفحة عقولنا ”ويؤكد أن من لا يتدبر وجوده علي ”خلفية”من آلاف السنين في عمر البشرية فلن يعرف ذاته، ولن يدرك الهدف من الماضي والحاضر والمستقبل .ومن ثم يصبح التاريخ والتراث وجوداً حياً يصل الأمس بالغد في لحظة سرمدية هي لحظة الفعل الحاضر ،لحظة الوعي الحر المسؤول عن وجودها ،فالتاريخ هو سجل الموجود البشري ،وما التاريخ إلا المجال الزمني الذي تم فيه التوصل إلي حقائق دقيقة تخطت كل زمان ،والوجود التاريخي عند يسبرز هو الشكل الخارجي الذي تتخذه رؤية الحقيقة وهي في سبيل تحققها ،ولكن التاريخ لا أهمية له بالنسبة للحقيقة نفسها . |