Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة تأثير التربة المتلف علي الفخار الأثري وطرق العلاج والصيانة :
المؤلف
طلعت، هند محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هند محمد طلعت
مشرف / حسين محمد على
الموضوع
الأوانى الفخارية. الفخار. الفخار - تآكل.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
251 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
تربية فنية
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الفنون الجميلة - الترميم
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 296

from 296

المستخلص

الآثار الفخارية أقدم الصناعات علي مر العصور التي قام بها الإنسان المصري القديم وقد أنتج المصري القديم قطع فخارية عديدة ومتنوعة ومتطورة تعكس مهاراته وتعكس قدرته العالية في الصناعة لذلك فإن الآثار الفخارية تعتبر سجلاً مهما للفنون والصناعات ومن ثم جاء الإهتمام بدراستها وصيانتها والحفاظ عليها، ويقصد بها تلك القطع المصنوعة من الطين التي تشكل وهي رطبة ثم تترك لتجف وأخيراً يتم حرقها حتى تتصلب وفي البداية قام المصري القديم بتشكيل الفخار باليد ثم بعد ذلك إستخدم عجلة التشكيل وذلك كان في الأسرة الأولى الفرعونية.
يشمل البحث أربعة فصول حيث يتناول الفصل الأول وهو تحت عنوان ”معرفة الإنسان المصري القديم بالفخار” دراسة نظرية لنشأة الفخار في مصر وتطورها علي مر العصور فقد بدأ الإنسان المصري القديم يستقر علي ضفاف نهر النيل منذ أن عرف حرفة الزراعة في فجر التاريخ وفي هذه الأثناء إهتدى إلي صناعة الأواني الفخارية عندما إكتشف صلاحية الطمي لتشكيل الأواني ثم إستعمالها بعد حرقها، ومن المحتمل أن يكون قد تعرف علي خواص الطمي وفوائد حرقه عندما لاحظ تصلبه وإحمراره تحت مواقد النار ومن هنا جاءت الفكرة لدى المصري القديم في صناعة الفخار وتطور إلي صناعه الأواني الفخارية حتي أصبحت أكثر إتقان وأكثر تميز.
ثم تناول هذا الفصل تطور صناعة الفخار في العصور المختلفة والمتعاقبة بداية من عصر ما قبل الأسرات وحتى الدولة القديمة الفرعونية ثم الوسطي فالحديثة ماراً بالعصر اليوناني الروماني والقبطي إلي أن وصل إلي أرقى عصوره في الدولة الإسلامية وذلك راجعاً إلي فتح المسلمين أقطاراً كان لها ماضٍ عريق في هذه الصناعة مثل إيران والعراق والشام.
كما تناول هذا الفصل أهم الخامات المستخدمة في صناعة الفخار حيث تناول الطفلة وأماكن تواجدها وأنواعها وخواصها وتركيبها الكيميائي والبلوري وأنواعه المستخدمة منها في مصر القديمة وطرق وخواص حرق الطفلة أيضاً، أيضاً تطرقنا في هذا الفصل لمراحل صناعة الفخار بداية من إنتقاء الطفلة وتجهيزها ثم عجنها وتشكيلها وتجفيفها إنتهاءاً إلي عملية الحرق، وكانت تتم عملية الحرق داخل أفران وحدث تطور للأفران عبر العصور.
الفصل الثاني تحت عنوان أهم عوامل التلف المؤثرة علي الآثار الفخارية وتناول هذا الفصل أهم العوامل والأسباب التي تؤدي إلي تلف الآثار الفخارية فقد تكون عوامل ناتجة من الفخار نفسه تعرف بعوامل التلف الداخلية أو ناتجة من الوسط المحيط بالفخار الأثري فتعرف بعوامل التلف الخارجية، وتتمثل عوامل التلف الداخلية في عدم التجانس في الخواص الفيزيائية أو الكيميائية، عيوب التصنيع، العيوب الناتجة من أخطاء الحرق، فنتيجة لعدم التجانس في الخواص الفيزيائية أو الكيميائية يؤدي ذلك الي تلف الآثار الفخارية وعندما تقل كمية المادة المالئة في البدن الفخاري يؤدي ذلك إلي حدوث شروخ وتهشم في البدن كما أن للمكونات المعدنية الموجودة بالطفلة دور هام في إحداث مظاهر التلف للآثار الفخارية حيث تؤدي الزيادة في نسبة الألومينا إلي زيادة لدونة الطفلة وبالتالي التعرض للإلتواء عند التجفيف، أما السيليكا فزيادة نسبتها تؤدي إلي زيادة مسامية الفخار، كما أن زيادة المواد الجيرية تجعل البدن ضعيف وهش.
بالإضافة إلي أن الشوائب الموجودة في المواد التي تدخل في صنع الآثار الفخارية لها دور هام في تنشيط التفاعلات الفيزيوكيميائية.
ومراحل الصناعة وتحضير الخامات وعملية التشكيل والتجفيف والحرق إذا كانت غير منضبطة يطلق عليها عيوب صناعة وبذلك تؤدي إلي حدوث تلف للآثار الفخارية ومرتبط بها أيضاً الإلتواء الذي يحدث أثناء الجفاف وأيضاً الإنكماش غير المتساوي لمكونات الأثر الفخاري والشروخ التي تنشأ في القطعة الفخارية والتي تنتج من الضغوط الميكانيكية، أيضاً تسبب تلف في مظهر الأثر الفخاري.
أما العيوب الناتجة من أخطاء الحرق تنتج سواء أكان الحرق رديء أو في درجات حرارة عالية جداً لا يتحملها جسم الإناء ومن أهم عيوب الحرق الإنتفاخ والتشرخ والفلق.
وتتمثل عوامل التلف الخارجية في عوامل التلف الفيزيوكيميائية حيث تلعب هذه العوامل دور كبير في تلف الآثار الفخارية حيث أنها تتمثل في إتحاد كل من العوامل الفيزيائية (الحرارة – الرطوبة – الضوء) والعوامل الكيميائية كالتلوث الجوي لإحكام دائرة التلف علي الآثار الفخارية مع عوامل أخرى متلفة كالعوامل البيولوجية والعوامل البشرية، فالحرارة لها دور فعال في تلف الآثار حيث أنها تتسبب في تبخر المحاليل الملحية التي تسبب في تبلور الأملاح داخل المسام والتي بدورها لها تأثير متلف علي الألوان والبطانة الخارجية للآثار الفخارية وتسبب في حدوث تشققات ناتجة من التمدد والإنكماش في التركيب الداخلي للقطعة الأثرية الفخارية.
وتعتبر الرطوبة أيضاً من أهم عوامل التلف الخارجية حيث أنها تعتبر حلقة الوصل بين معظم عوامل التلف مثل مساعدتها للتلف البيولوجي لأن كثير من الكائنات الحية الدقيقة تنمو وتتكاثر عند إرتفاع الرطوبة، حيث يبدأ الماء في إذابة بلورات الأملاح وتكوين محلول ملحي داخل مسام الفخار وعندما ترتفع درجة الحرارة لأن الرطوبة مرتبطة بالحرارة تؤدي إلي تزهر الأملاح وإذا كان البخر سريع فتتبلور الأملاح بسرعه داخل المسام وينشأ عن ذلك ضغوط داخلية نتيجة لأحجام بلورية لهذه الأملاح نشأت من البخر السريع وأدى ذلك إلي فقد تماسك الأثر.
أما الضوء فيتضح دوره المتلف علي المواد العضوية الداخلة في تركيب الآثار الفخارية وكذلك الألوان والوسائط اللونية حيث أنه يعمل علي التحلل الضوئي خاصة عند تعرض الآثار للأشعة فوق البنفسجية ويحدث تغير لوني للآثار الفخارية الملونة عندما تتعرض لهواء محمل بالملوثات الجوية وأيضاً الطاقة الضوئية من الممكن أن تتحول إلي طاقة حرارية مما يزيد من التفاعلات المتلفة.
تتعرض الآثار الفخارية إلي عمليات الإتلاف البشري سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة ويعتبر عامل التلف البشري الذي يشارك فيه الإنسان بشكل مباشر سبب في تلف الأثر وضياع حالته وأيضاً عمليات الترميم الخاطئة غير المدروسة تسبب في تشويه وتدمير الأثر لأنه يتم إستخدام أحماض قوية في التنظيف مما يؤدي إلي إحداث تفاعلات مع مادة الأثر وتسبب تآكله وتلفه وإستخدام مركبات كيميائية ضارة دون إجراء إختبارات كافية عليها يؤدي إلي تلف الآثار الفخارية، أيضاً سوء العرض والتخزين من أهم عوامل التلف البشري.
والتلوث الجوي من العوامل الكيميائية التي تتلف الآثار الفخارية فالهواء يحتوي علي غازات بنسب محددة فعندما تتغير هذه النسب بالزيادة للمواد الغريبة التي توجد بها فيسمى الهواء ملوثاً وفي هذه الحالة يعتبر أثر متلف وفعال علي الآثار الفخارية وعندما تتوافر العوامل المساعدة ومن أهمها الرطوبة بمختلف صورها تعمل علي إذابة الغازات الجوية المعلقة في الجو أو الموجودة في التربة فتعمل علي تكون وسط حمضي أو قاعدي له تأثير قوي جدا في تلف هذه الآثار، ومن أهم هذه الغازات (ثاني أكسيد الكبريت – أكاسيد النيتروجين – غاز ثاني اكسيد الكربون – الأمونيا – الأوزون)، واختتم هذا الفصل بتلف الآثار الفخارية المدفونة في التربة ويعتمد هذا التلف علي خواص التربة الطبيعية والكيميائية والحيوية ونوع المادة المدفونة بها كما أن إختلاف بيئة الدفن عن بيئة التعرض يؤدي إلي قطع حالة الإتزان التي توفرها بيئة الدفن في معظم الحالات عند الكشف وتسبب ظروف الدفن غير المناسبة إلي تلف الأثر وتدميره ومن أهم عوامل التلف في بيئة الدفن الماء، حيث يؤدي إلي إذابة وغسل المواد الداخلة في الأثر الفخاري بالإضافة إلي تلفه الميكانيكي كما أن الفخار رديء الصنع ورديء الحرق يمتص الماء بالخاصية الهيجروسكوبية فيؤدي تذبذب مستوى الماء في التربة إلي إنتفاش وإنكماش مما يؤدي إلي ضغوط داخلية متلفة بالإضافة إلي أن الماء يعمل علي إذابة الأملاح الموجودة في التربة وتغلغلها داخل مسام الأثر وعند البخر تتبلور داخل المسام.
وأخيرا يأتي دور التلف الناتج عن الكشف بما يصاحبه من مخاطر ومشاكل تتعرض لها الآثار الفخارية وذلك نتيجة للتغير المفاجئ والكبير في درجة الحرارة والرطوبة بين بيئة الدفن والجو الخارجي. ويتم تقسيم التلف الذي تتعرض له الآثار الفخارية بعد الكشف إلي تلف ناتج من الحرارة فإختلافها بين باطن الأرض وسطح الأرض وعدم حدوث التوازن بين الآثار والوسط المحيط يعمل علي جفاف مفاجئ وتبلور للأملاح ويؤدي في النهاية إلي تدمير الأثر نتيجة لتبلور الأملاح في المسام. وتعد الرطوبة النسبية ثاني العوامل المتلفة للآثار المكتشفة حيث أن نسبتها في الجو أقل من باطن الأرض فعند الكشف يتأثر المحتوى المائي للأثر من حالة التشبع إلي البخر المفاجئ مما يؤدي الي التلف.
وأخيرا التلف الناتج عن أعمال الترميم في موقع الحفائر وذلك نتيجة لعدم الخبرة والمهارة الكافية والدراية الكاملة بطبيعة المكتشفات فيتم استخدام مواد ترميم خاطئة من شأنها الإضرار بالأثر وتدميره سواء كان في موقع الحفائر أو خارج موقع الحفائر.
الفصل الثالث تحت عنوان أساليب الفحص والتحليل: ويعتبر فحص وتحليل الآثار الفخارية من المراحل الأساسية والهامة التي تعتمد عليها خطوات الترميم والصيانة المتتالية ويمكن من خلال هذه الفحوص أن تتعرف علي البنية الأساسية لمادة الأواني الفخارية التي تضم المواد الصلبة والمسام والأطوار الزجاجية إضافة إلي تحديد درجات الحرق المختلفة للفخار واستخدم في هذه الدراسة عدد من وسائل الفحص والتحليل وهي:
تحليل بحيود الأشعة السينية: وذلك بالتعرف علي مكونات الأثر الفخاري ونوعية المواد المستخدمة في صناعته والتعرف على التغيرات المعدنية التي حدثت عند حرق الطفلة مما يساعد علي معرفة درجة حرارة حرق بالإضافة إلي معرفة مظاهر التلف التي طرأت علي الأثر فتم عمل تحليل حيود الأشعة السينية علي عينة من الطينة الحمراء والطينة البيضاء، فأظهرت التحاليل للعينة من الطينة الحمراء أنها تحتوي علي الكوارتز بنسبة 100% ولا توجد بها عناصر ثانوية ولكن توجد بها شوائب بنسبة 24% لكربونات الكالسيوم و30% أكسيد الحديديك و21% كلوريد النحاس، أما العينة من الطينة البيضاء فتحتوي علي كوارتز بنسبة 100% ولا توجد بها مركبات ثانوية ولكن نسبة الشوائب بها أكسيد الحديد بنسبة 35% وكبريتات القصدير والفضة بنسبة 27%.
وتم عمل تصوير بالميكروسكوب الضوئي لعينة من الطينة الحمراء والطينة البيضاء أيضاً ولكن عينتين بدون معالجة وعينتين بمعالجة لكل من الطينة البيضاء والطينة الحمراء، حيث أن العينة التي لم نقوم بمعالجتها من الطينة الحمراء، التصوير بالميكروسكوب الضوئي أظهر بها العديد من الشروخ والشقوق والثقوب ونفس العينة من الطينة الحمراء تم معالجتها بمادة البارالويد تركيز 3% أظهر التصوير بالميكروسكوب الضوئي بأن نسبة قليلة من الشقوق والثقوب أغلقت بالمادة المعالجة ولكن قمنا بمعالجة نفس العينة بمادة الكلوسيل إتضح أن هذه المادة أغلقت جميع مسام السطح الفخاري وجميع الثقوب والشقوق، وما حدث في عينة الطينة الحمراء حدث بالفعل في عينة الطينة البيضاء.