![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تناولتْ هذه الدراسة موضوع (المقاصد التحسينية ــ دراسةُ أصولية تطبيقية) ، وما يميز هذا البحث هو أنه : يقتصر على سرد المقاصد التحسينية في العادات , والمعاملات, والجنايات , والحدود , وكذلك فى أحكام الأسرة , وموقف المذاهب الأربعة منها ، هادفة من ذلك إبراز الجهود التي بذلتها المذاهب الأربعة في خدمة الفقه الإسلامي وأصوله . وقد تعرضت هذه الدراسة : لتعريفٍ عامٍ لمقاصد الشريعة الإسلامية, ثم لمفهوم المقاصد التحسينية لغةً واصطلاحاً ، ولأقسامها , ولطرق معرفتها , ثم الاطلاع على علاقة المقاصد التحسينية بأصول الفقه , ثم علاقتها بالكليات الخمسة , و علاقتها بالمقاصد الحاجية أيضاً , و أخيراً عرض لبعض التطبيقات الحياتية على المقاصد التحسينية. وانتهت الدراسةُ الى نتائج مهمة منها : أولاً ـــــ إن المقاصد التحسينية تتعلق بالجانبِ الأخلاقى, وفضائلِ الأعمال , وما يقع به كمال الأفراد والمجتمع من العادات الحسنة, والسلوكياتِ الجميلة , والمناهجِ المستقيمة , فهى تشمل البعد عما يتنافى مع الأخلاق والفضائل , والنفور عما هو مستقذر شرعا وعرفا وتعافه النفوس والطباع السليمة . ثانياً ـــ إن دور أحكام المقاصد التحسينية هى تحسين صورة الأمة الإسلامية وجعلها ذات مظهرٍ حسنٍ , مستقيمةٌ فى أعمالها الاقتصادية والسياسية والثقافية , فتمتاز بالرقى الحضارى , والتطور المعيشى . ثالثاً ـــــ إن المقاصد التحسينية تعد ذات أهمية بالغة في وقتنا الحاضر , بل هي طاغيةُ على كثيرٍ من الأشياء ؛ فيجب على الأمة الإسلامية أن ترقى إلى مستواها إسلامياً وخلقياً، وسلوكياً ، ومعاملةً وممارسةً . رابعاً : أن كون هذه المصالح التحسينية جاءت في المرتبة الثالثة بعد المصالح الضرورية والحاجية، لا يعنى أن للمكلف جواز الاستخفاف بها , وعدم اعتبارها, واحترامها , فقد شرع الإسلام فيها أحكاماً كثيرة ترجع إلى مكارم الأخلاق ومحاسن العادات , وترشد الناس إلى أحسن المناهج وأقومها . هذا ولست أدعى العصمة فيما كتبته , وتوصلت إليه , فما كان فيه من صواب فبتوفيق الله وما كان فيه من خطأ فمن نفسى , فإننى أرحب بكل نقدٍ بناءٍ وحوارٍ هادف بقصد الاصلاحِ , فإذا كانت هذه الدراسة التى ألقيت فيها الضوء على نوع من مقاصد الشريعة الإسلامية , ألا وهى دراسة المقاصد التحسينية مفيدة للباحثين فى دراستهم للمقاصد فى المستقبل بشكل أو بآخر, فإن ذلك خيرُ جزاءًا لى على ما بذلت من مجهود , والله سبحانه وتعالى المسؤل أن يوفقنا جميعا لما فيه خير أمتنا وديننا ويسلك بنا وبالإنسانية كلها مسالك النجاة والمعرفة والسلام . |