Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
L’humour Dans La Pièce De Théâtre « Le Dindon » De Goerges Feydeau Et Sa Traduction Vers L’arabe :
المؤلف
Maurice, Monica Mimi.
هيئة الاعداد
باحث / مونيكا ميمي موريس
مشرف / ناهد عبد الحميد ابراهيم
مشرف / رشا محمود الخميسي
عدد الصفحات
255 p. :
اللغة
الفرنسية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
21/1/2020
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - قسم اللغة الفرنسية.
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 255

from 255

Abstract

إن الفكاهة أمر مهم بالنسبة للإنسان، تنزع إليه النفس الإنسانية، فتجد فيه طمأنينة وأمنًا وراحة، وتنشرح الصدور. ولهذا يعد أدب الفكاهة من الآداب الشيّقة والممتعة، فهي نزهة النفس وربيع القلب، ومجلب الراحة، ومعدن السرور، ولا يمكن أن نتصور العالم من دون فكاهة، أو نتصور الحياة عابسة مقطبة الجبين مكفهرة المظهر. إن الحياة بغير ضحك عبء ثقيل لا يحتمل، كما يشير أديبنا العربي أبو عثمان بن بحر الجاحظ - وهو يبين أهمية الفكاهة في حياة الإنسان -: ”من كانت فيه دعابة فقد برئ من الكبر ”. فلم يترك الجاحظ شيئا في زمانه إلا وسخر منه، إلى حد أنه وجه سهام نقده الفكاهي إلى نفسه.
يهدف البحث إلى دراسة و تحليل الوسائل المختلفة للتعبيرعن الفكاهة وإثارة الضحك في اللغة الفرنسية، وكيفية ترجمتها إلى اللغة العربية. ويستمد البحث أهميته من المكانة الكبرى للترجمة الأدبية، لاسيما أدب الفكاهة، فهو لون هزليٌ أدبيٌ موجه، يقوم على النقض المضحك أو التجريح الهازئ، معتمداً على أساليب ووسائط فنية مختلفة. والأساليب والوسائط التي يمكن أن توظف لصنع الوجه الفكاهي في الكلام كثيرة، ومنها: الصور البلاغية، والمبالغة الفنية، والحوار الكوميدي، والتلاعب بالألفاظ ونحو ذلك. فالفكاهة التي يقدمها ڇورڇ فيدو في مسرحيته ”طلع من المولد بلا حمص” تعد لوناً أدبيًاً مميزًا يسمح لنا بدراسة اختلاف طرق إثارة الضحك والفكاهة ووسائلها من أمة لأخرى وفقًا لمدي غني اللغة الخاصة بكل أمة وثقافة أهلها. وهكذا فإننا حينما نريد الوصول إلي تحديد المفاهيم الفكاهية عبر الكوميديا، لا نقصد الربط بينهما ربطًا منطقيًا، وإنما نقصد فقط أن الكوميديا هي أقرب الطرق التي تؤدي إلي الفكاهة، وذلك بالرغم من الاضطراب الذي يقابلنا في تحديد مفهوم الكوميديا الفرنسية وفي تحديد علاقتها بالأنواع المسرحية الأخرى. ويتميز هذا المسرح، الذي يقدم الفكاهة كوسيلة وغاية في الوقت نفسه، بسمة النقد الذي يتم سواء أكان بصورة مباشرة أو بواسطة الرمز المعبر والإشارة الواضحة التي لا تحتمل اللبس أو الغموض.
أما عن أسباب اختيار مسرحية ڇورڇ فيدو ”Le Dindon” وترجمتها إلى العربية ”طلع من المولد بلا حمص” للدكتور حمادة إبراهيم، فيرجع ذلك إلى إبداع المؤلف المسرحي في نقد فكرة الخيانة الزوجية، وهي مشكلة معاصرة تعاني منها العديد من الأسر عبر الأجيال، في صورة هزلية ليحاول بشكل غير مباشر، عن طريق عرضه للأزمة بطريقة فكاهية، أن يخفف من حدة الأمر ويرفه عن جمهوره في الوقت ذاته. ففي الوقت الحالي، وفي ظل ضغوطات الحياة والمصاعب اليومية، أصبح الإنسان ينفر تدريجيا من التراجيديا وطرق عرض القضايا بصورة مأساوية، ومن هنا أتت فكرة معالجة بعض المشاكل الاجتماعية بالكوميديا. فلهذا السبب، وجدنا من الشيق دراسة ترجمة نموذج من الأدب الفكاهي الفرنسي لنقل ثقافة الضحك الغربية إلى الشرق وتحليل وسائل التعبير عنها في كلتا اللغتين.
في إطار هذا البحث عن ترجمة الأدب الفكاهي، سعينا للإجابة على الأسئلة التي يطرحها موضوع البحث، ومنها :
- هل هناك اختلاف في وسائل التعبير عن الفكاهة في اللغتين الفرنسية والعربية ؟
- هل اهتم المترجم بمعرفة ثقافة الجمهور المتلقي لترجمته ومدي اختلافها عن ثقافة الأدب الناقل عنه حتى يتمكن من عرض الرسالة النقدية التي ألفها فيدو وتأثيرها الفكاهي على نفس الجمهور مع مراعاة السمات اللغوية الخاصة بكل من اللغتين ؟
- كيف تمت ترجمة مختلف وسائل التعبير عن الفكاهة مع الالتزام بالطابع الخاص باللغة العربية من حيث تركيب الجملة وخصائصها ؟ وكيف تمكن المترجم من إيصال الشعور بالإثارة ذاته الذي نجح فيدو في بثه في جمهوره؟
- هل من الممكن ترجمة نص مسرحي فكاهي للقارئ العربي، مع الاحتفاظ برسالته النقدية وعمق دلالاتها وتعدد صياغاتها وإبداعها اللغوي ؟
إن البحث في أساليب الكتابة الفكاهية وترجمتها له أبعاد متعددة منها: بيان طرق إضحاك الجمهور في اللغتين وذلك عن طريق دراسة وسائل التعبير عن الفكاهة في اللغة الفرنسية وكيفية نقلها إلى اللغة العربية. وتكمن الصعوبة في هذه الدراسة في كون المترجم يقوم بتوصيل شعور أكثر منه فكرة، فضلاً عن بيان تنوع الوسائل البلاغية في اللغتين وكيفية مواجهة بعض الصعوبات التي تتمثل في اختلاف بناء الجمل وتعدد المصطلحات الهزلية في اللغتين.
رغم الدراسات والبحوث المتفرقة ھنا وھناك حول موضوع الفكاهة، إلا أنّھا درست الفكاهة داخل اللّغة الواحدة ولا توجد دراسات تناولته بین الفرنسیة والعربیة. أمّا الرسائل والبحوث الجامعیة لم نجد إلى الآن أحدھا یتناول ھذا الموضوع من وجهة نظر مقارنة. وعلیه فإنّ قلّة المراجع یجعلنا نمضي قدما لمحاولة تسلیط الضوء عليه.
بدأ البحث بالتمهيد والتعريف بدراسة الفكاهة في اللغة الفرنسية وترجمتها إلى اللغة العربية على المستوي الصرفي واللفظي، ففي الفصل الأول تحت عنوان ”الفكاهة اللفظية وترجمتها إلى العربية” نتناول التلاعب بالمصطلحات والألفاظ على المستويين الصوتي والمورفولوجي وتبني مصطلحات انجليزية، و كذلك الأخطاء اللغوية ، ثم نبحث في الفصل الثاني عن ”الفكاهة التعبيرية وترجمتها إلى العربية” من خلال دراسة ظاهرتى استخدام صيغ أسماء الأفعال لنقل شعور الممثلين و دورها في إضحاك الجمهور الفرنسي فضلاً عن براعة استخدام التكرار اللفظي والنحوي والتركيبي وطرق نقلهم إلى اللغة الهدف مع الحفاظ على درجة الفكاهة الخاصة بالنص الأصلي. أما في الفصل الثالث، ”بلاغة الفكاهة وترجمتها إلى العربية” ، ننتقل إلى المستوي الأسلوبي في التعبير عن الفكاهة وهي أكثر الأجزاء التي تعكس مدي قدرة المترجم على الإبداع وتوظيف وسائل اللغة المختلفة حيث نقوم بدراسة الصور البلاغية المختلفة من تشبية واستعارة تصريحية ومكنية وتحليل التعبيرات الاصطلاحية الخاصة بثقافة كل لغة باعتبارها إحدى أساليب بث روح الفكاهة.
وفي النهاية ، نخلص إلى أنه يمكن الحكم على الفكاهة بإنها يُصعب ترجمتها نظرًا للاختلاف الثقافي بين لغة لاتينية مثل الفرنسية ولغة سامية مثل العربية. السبب الذي يتطلب من مترجم النص الفكاهي أن يكون محترفًا للقيام بعمل دقيق ولتكييف فكاهة لغة المصدر مع المتطلبات اللغوية والتعبيرية والأسلوبية للغة الهدف. ومن هنا، يمكن التوصل إلى أن الكلمات والأصوات والتعبيرات التي تضحك جمهورًا فرنسيًا قد تثير الضحك في جمهور عربيًا.