Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأبعاد الفكرية و الفلسفية في الكونيات عند الطنطاوي جوهري :
المؤلف
الزينى، على حسن الجرايحى على.
هيئة الاعداد
باحث / على حسن الجرايحى على الزينى
مشرف / إبراهيم إبراهيم محمد ياسين
مناقش / عبدالعال عبدالرحمن عبدالعال ابراهيم
مناقش / مجدى محمد إبراهيم احمد
الموضوع
الفلسفة. الفكر الفلسفى. الفلسفة الاسلامية.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
187 p. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
تاريخ وفلسفة العلوم
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 184

from 184

المستخلص

إن الله تعالي لما خلق الكائنات جعلها مكلفة بخدمة الإنسان والذي هو أكملها عقلا وإدراكا، وبعث له الرسل الحسية والمادية التي تعزز من فهَمه ومعرفته بالإدارة الواعية النافعة, لا لجنس البشر وحدهم وإنما لكل من كان تحت إمرة هذ الكائن أو كان سيداً عليه.ولما جاء الرسل و الأنبياء المكلفون بالرسالات من قبل الله الذي يعلم سر الحقائق وحده، ضبطوا في النفوس حينها التساؤلات عن النفس والكون والله. خاصة وأن التفكير والنزوع العقلي قد لازم وجود الإنسان منذ نعومة أظفاره إلى يومنا هذا، وترك آثاراً مهمّة في حياته, ليخلق له كل حين تحولات مهمّة في مسار حركته ليعرف عن الكون أسرار غابت في نواحيه وكان من الطبيعي في تطور حركة الفكر الإنساني أن يتلهف هذ الإنسان إلي حل الغاز الظواهر التي تدوي في كل مكان من الكون الذي يحييا علي بساط قطعة منه في مكان ما, وحتي في العالم الداخل في إطار تكوينه وتفكيره العميق بتركيباته وعلاقتها المباشرة بأسباب حياته ولقد تميز من بين هؤلاء البشر أشخاص امتلكوا موهبة التقاط رسائل أجزاء الكون والتي حملت حل مؤقتا حول تشفير أسرار خلق هذ الكون الرهيب في عالمه البعيد عن حقل ثقافات الإنسان إلا في أقل القليل من أسراره التي هوت الي عقولنا كما ألمحت علي يد المهتمين, ليضيفوا للمعارف البشرية عن الكون كل ما هو جديد سواء بوضع نظريات في قالب التناسق الرياضي الطبيعي, أو في تحليل هذه النظريات تحليلا فكريا وفلسفيا يستطيع أن يتعاطاه غير المثقفين. وكان من هذه النماذج الإنسانية في مجتمعاتها شاب عربي نشاء في ناحية من نواحي العالم المتواصل بالعلم والمعرفة, وبالتحديد في ريف محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية, وسمه الطنطاوي جوهري, الأستاذ بمدرسة دار العلوم في عصره بمصطلحاتهم, و كلية دار العلوم في عصرنا الجديد بمصطلحاتنا في عصرنا, والدراسة الماثلة بين يديكم سوف تهتم بالأبعاد الفلسفية في الكونيات عنده, وكيف كانت رؤيته الفكرية والفلسفية حول الكتابات التي اهتمت بالكون وما فيه بإذن الله تعالي.* أسباب إختيار الموضوع موضحة في النقاط التالية: ما قاله الجوهري نفسه: قد جمعت.. من دقائق الكون وبدائع العلوم ولطائفه رغبة استجلائك نفائس عرائسه, فهاك جليسا يناجيك في خلواتك ويزيدك جمالا كلما استجليت فيه النظر وأعدت فيه كرة الفكر فلم أعرج على القوانين العلمية العويصة بل جنيت الزهر من الأغصان والثمر من البستان, وكلما فرغت من حاجاتك فاجلس على أريكتك وحادثه تجده سميرا لا يمل حديثه .. وإني أضرع إلى الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يسقينا شراب الأنس في كأس الصفا مع أحبابه الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وذلك الفضل من الله . كما يرجع إختياري للموضوع أيضا إلي: أن الطنطاوي جوهري قصد إلي علوم الكون وما تفرع منها محاولا أن يربط الكلام عنها بأذهان القارئين لكتاباته مدللا علي نظريات علمية وقد وجد معظمها اليوم علي ساحات العلم النظري, بعدما توفر لدينا العلم حول الكون بقدر أوفر مما كان في عصره, سواء أكان علم نظري أو معملي, والجوهري حاول بنفسة أن يراقب صفحة السماء بمجهر بسيط في الإمكانيات يومها, وليشارك أصحاب التلسكوبات العصرية آرائهم اليوم, وهوا ما لفت نظري إليه حتي أبحث عنه في هذا الموضوع . كما تحتاج حياة وأفكار الحكيم الإسلامي الشيخ طنطاوي جوهري أيضا إلى كثير من الدراسات التي تستوفى جوانبه المختلفة، فهو ذو اهتمامات متعددة في مجالات: التفسير والدعوة الإسلامية والنهضة الحديثة والإصلاح الإجتماعي، وهو أيضاً مفكر ذو إهتمامات فلسفية: قراءة وبحثاً وتأليفاً وترجمة ودراسة وتدريساً، وصاحب رؤية يوتوبية في إصلاح العالم, كما يقول الدكتور أحمد عبد الحليم عطية قد كان للطنطاوي جوهري دور هام في السلام العالمي في عصره ورشحته الحكومة المصرية إلى جائزة نوبل للسلام إلا أنه مات قبل أن يستلمها بيوم واحد، ونعته الأقطار والدول والممالك العربية والغربية، وكان مشهدا مهيباً عند وداعه الأخير، ولفت أنظار الصحف العالمية والمحلية اهتمام العلماء وملوك الدول ورؤسائها به، ولأنه كان عالم يبحث عن العلم في الوقت الذي حوصر فيه العرب وخاصة مصر كما قلنا, فقد استطاع أن يجبر العالم على احترامه عالم من علماء الكون والطبيعة فضلاً عن أنه مصلح اجتماعي فز في عصره وابهر العالم بكتاباته الإصلاحية لبني البشر عامه وعلي المستوي الإسلامي فهو عالم أزهري تعلم النزعة الإعتقادية الإسلامية وعاش عليها.* أهمية الموضوع قد جاءت أهمية الموضوع موضحة في كلام الجوهري الذي تقدم وكذلك في قوله حيث يقول: يا سبحان الله، نحن محبوسون في هذه الأرض الصغيرة،.. في هذه المجرة الضيقة, وعشنا محكوماً علينا بالبقاء في الأرض إلى الموت, وقد حرمنا من الصعود إلى السماء لنبتهج بتلك الشموس وأنوارها وسكانها وعجائبها ونفرح لأخبارها، لا جرم أن الجنة ليست تحتنا بل فوقنا، وإذاً هي في السماء، أفلست ترى معي أن مثل هذا هو المقصود من قوله : (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إلى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوج ). أليس هذا هو النظر في السماء، ترقب أديمها في الليالي الصافية فترى فيها زرقة جميلة المحيا، بها مجموعات كأنها ضباب، هذه المجموعات تبدو ضئيلة، ثم بحث العلماء عنها فوجدوها نحو مليونين من المجرات(في عصره)، فيا سبحان الله إن البعد شاسع بين العالم والجاهل، فالجاهل لا يرى في السماء شيئاً، والعالم يراها موطن الكرامة والحكمة والمخلوقات العظيمة، وهذا هو ما تشير له الآيات التي نحن بصدد الكلام عليها، فبعد أن ذكر الله ضوء الشمس ونور القمر والحساب واختلاف الليل والنهار قال: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فها هو ذا سبحانه ذكر الاطمئنان بالحياة الدنيا والغفلة عن آيات الله وعدم الرجاء في لقاء الله واستحقاق جهنم، كل ذلك بعد ذكر جمال السماء وكواكبها، فعلوم السماء فتح لأبواب الجنة، والغفلة عنها فتح لأبواب جهنم، لأن الإنسان لا يشتاق إلى حياة أعلى إلا إذا علمها، إما باتباع الوحي، وإما به مع الدراسة العلمية.لقد عاينت الجوهري في هذ النص وقد عرف الله بحسن ما خلق في الكون, فقد دل الكون علي جمال خالقه, وإن منتهى اللذة الدنيوية والسماوية أن يرقي الإنسان بفكرة في طلب معرفة السموات، ومع ذلك فهو يقرر أن هذه جزء بسيط من بحر علوم الكون، فهو يرى أن جنة الآخرة مسبوقة بجنة الدنيا والفرح عند من فطن إلى العلم راجع بتعلق العقل بما لا يستطيع بلوغه الجسد، فلا حياة بدون العلم. ويقول: ولننظر نظرة عامة في المجرات، فنقول: يقول علماء عصرنا: لنتخذ الشمس مركزاً، ولنرسم حولها كرة قطرها ألفا سنة نورية (المصطلح العصري سنة ضوئية) فهذه الكرة تشمل جميع الكواكب التي نراها بالعين المجردة، وإذا أوسعنا هذه الكرة حتى يصير قطرها خمساً وعشرين ألف سنة نورية شملت جميع الكواكب التي في النظام المجرة، ولكن هذه المجرة وأبعادها الشاسعة عالم صغير جداً من العوالم، فماذا بعدها؟.. إن لله عز وجل على هذه الأرض أناس .. فتح لهم باب الجنة في هذه الحياة وهم على قسمين: * قسم فرح بتخيل الأنوار في أضواء الكواكب وهذه لذة خيالية, فهو إذا ذاك في سلام وأمان من الهموم والأحزان ما دام على هذه الحال، وهذه الطبقة من الناس قد دخلوا في اللذة الخيالية التي سيكونون فيها في البرزخ بعد الموت.* وقسم نظر في علوم تلك العوالم ونفع الناس بها وأرشدهم، وهذا أسعد ممن قبله (وقد أشار الله تعالي) للأول بقوله (تحيتهم فيها سلام)، وللثاني بقوله (وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين). لذلك استرعاني النظر والبحث في كتابات هذا الحكيم, الذي لا يمر أحد بكلماته التي دونت في كتبه حتي يجد رقة في القلب وإبداعا في الفكر حولها, لذلك أوليته اهتماما, وقمت علي دراسة أبعاده الفكرية في الكون بنظرة فلسفية متخصصة, مستعينا بالله العلي القدير.