الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد..، لا مراء في أنّ الإنسان أشرف خلق الله وأكرمهم عند الله فقد فضله على سائر خلقه وأكرمه وأودع فيه سر خلقه وسواه بيده وأمر ملائكته أن تسجد له وسخر له ما في السماوات والأرض قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ( ). فقد رسخت الشرائع السماوية، والتشريعات الوضعية حماية الإنسان وحقه في الحياة؛ باعتبار أن هذا الحق يكفل البقاء له، ويُعزز ديمومة الحياة الاجتماعية المرهونة به، لذا فقد بات حق الحياة قيمة إنسانية سامية تنعقد عليها الحماية، سواءً كانت شرعية (سماوية) أو تشريعية (وضعية)؛ وذلك لما يمثله هذا الحق من أولوية على كافة الحقوق والحريات الأخرى. فمناطُ تكريم الإنسان المحافظة عليه وعدم العبث بجسده، ومن هُنا كان إلزامًا على المشرِّع الوضعي أن يُنيط الإنسان بتشريعاتٍ تكفُل سلامة الجسد البشري بشكلٍ عام، وتنظيم الممارسات الطبية التي ترد على جسم الإنسان بشكل خاص، ولمّا كان بداية الممارسة الطبية، يسبقها اتفاقٌ بين الطبيب والمريض، وهو ما يُطلقُ عليه عقد العلاج الطبي . فعقد العلاج الطبي هو: ”عقد بين الطبيب والمريض أو من ينوب عنه، مَحَله جسم الإنسان أو نفسه، يلتزم بمُقتضاه الطبيب بفحص المريض أو تشخيصه أو علاجه، بعد الحصول على رضاه الحر المستنير، بمقابل أو دون مقابل وفقاً للأصول العلمية والمهنية”( ). وليس بخافٍ عنّا أنّ العمل الطبي يمر بمجموعة من المراحل، تبدأ بمرحلة الفحص الطبي، وهي أول مرحلة اتصال بين الطبيب والمريض، وهي تُعدُّ المرحلة التمهيدية للوصول إلي التشخيص السليم0 |