Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سورتا القصص والأحزاب دراسة نحوية دلالية :
المؤلف
الزناتي، أسماء محمد عدلان.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء محمد عدلان الزناتي
مشرف / أحمد محمد عبدالعزيز كشك
مشرف / أحمد إبراهيم هندي
مناقش / حجاج أنور عبد الكريم
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
426 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
4/4/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وأدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 426

from 426

المستخلص

ملخص البحث
إنَّ دراسة الظواهر التركيبية (كالحذف والتقديم والتأخير والزيادة والتكرار) في القرآن الكريم دراسة نحوية دلالية عمل يحتاجه الدرس الحديث، حيث تستمد بعض الوظائف النحوية تحققها من الجانب الدلالي فبعد هذه الدراسة النحوية الدلالية في القرآن الكريم عموما وسورتي القصص والأحزاب منه خاصة تلك الدراسة التي امتدت لتشمل أربعة فصول تناقش تفصيليًا.
مجموعة كبيرة من مسائل وقضايا السياق النحوي ذات الغايات والأغراض الدلالية.
وبعد تلك الدراسة التفصيلية قد يكون من المفيد إيجاز أبرز وأهم ملامح هذه الدراسة ونتائجها وذلك فيما يلي:
أولًا: من حيث الملامح العامة للغة القرآن الكريم عموما وسورتي القصص والأحزاب منه خاصة من أهم الملامح العامة ما يلي:
1-أنَّ في القرآن الكريم عموما وسورتي القصص، والأحزاب منه خاصة تفاعل بين العناصر النحوية والدلالية، فبين الناحيتين أخذ وعطاء وتبادل تأثيري مستمر.
2- توفر الحبكة في أسلوب القرآن الكريم عموما وسورتي القصص، والأحزاب منه خاصة حيث تكون الآيات والقصص والأحداث مرتبطة ارتباطًا منطقيًا يجعل من مجموعها وحدة ذات دلالة محددة.
3- والمتتبع لقصص القرآن وآياته وأحداثها في سورتي القصص، والأحزاب يرى أنها جميعًا قد تحررت من قيود التحديد زمانًا ومكانًا، وانطلقت في مجال أرحب وأوسع.
4- ومن أهم ملامح القصص القرآني في كلا السورتين التركيز على الأحداث لا على الأشخاص وأنه قصص هادف، فالقصص في القرآن الكريم لم يأت لمجرد حكايات يُتسلَّى بها، وإنَّما يساق لأيضاح مبدأ الدعوة إلى فكرة وللنهي عن منكر، وإرساء القيم الشرعية ويُورد المولى عز وجل الأحداث بكل ما فيها من أقوال وأفعال، ولا يُعقب عليها، إنما يترك القارئ أو السامع يستنبط منها ما يقدر على فهمه من الدروس والعبر، كما تتسم الأحداث والمواقف القرآنية بالواقعية ومع ذلك يستخدم القرآن الكريم الظواهر المخالفة للأصل ”عوارض التركيب” كثيرًا في سوره وآياته، ولكن ذلك في إطار نحوي سياقي صحيح يرتبط بالدلالات والمعاني التي تضطره إلى ذلك؛ حيث يعدل عن الأصل مراعاة لمقتضى الدلالة.
ثانيًا: من حيث استخدام القرآن الكريم التركيب في سورتي القصص، والأحزاب:
فظاهرة الحذف: يُلاحظ إسهاب القرآن الكريم وإكثاره من استخدام هذه الظاهرة بصفة عامة، وخاصة في بعض المسائل، والقضايا الفرعية، وذلك بالمقارنة بالعوارض الأخرى كالزيادة، والتكرار مثلًا، ولعل إكثار القرآن الكريم من استخدام الحذف يرجع لطبيعة اللغة
التي تعتمد على الإيجاز، وتُفضله في مواضع متعددة حتى صار لازمة من لوازمها، حتى قيل أنَّ البلاغة الإيجاز.
ولقد تعددت مباحث الحذف ما بين حذف أسماء وأفعال وحروف، كما تنوعت المسائل داخل كل مبحث، وتعددت القضايا الفرعية، لتوضح إيثار القرآن الكريم للاختصار، والتخفيف الذي يناسب طبيعة اللغة.
ويُعد الإيجاز هو الغرض الدلالي الأصلي في أسلوب الحذف في القرآن الكريم، ، هذا الى جانب بعض الأغراض الثانوية الفرعية الأخرى مثل الاهتمام، والتعظيم، والتحقير، والعجلة، والسرعة، الكثرة أو القلة، وإن كانت جميعها تصب في غرض الإيجاز.
ويعد الحذف من أهم خصائص اللغة العربية الذي يكسبها بلاغة ويساعد المتكلم على الإيجاز والاقتصار في الحديث ويسهم في تنشيط الذهن وبعث الفكر وإثارة الانتباه ليقف السامع على مقصود الكلام ويتفهم معناه.
وتنوع الحذف وكثر في سورتي القصص، والأحزاب مما زاد في دقة المعنى وجمال التركيب وقوته وساهم في الإيجاز والاختصار وللحذف شروط يجب توافرها وإلا عد عبثا وأخل بمعنى الجملة وجمال تركيبها وكما ورد الحذف في كلمة ورد في أكثر من كلمة وفي الجمل أيضًا.
كما بينت أن للتقديم والتأخير نصيب موفور في سورتي القصص، والأحزاب، لما للتقديم من قيم بلاغية ودلالية كثيرة، كالاهتمام والعناية بالمتقدم والاختصاص والتأكيد، والمدح والذم، والبيان والإيضاح، والفخر، والتبعيض، والتحذير، والتقريع، والتفاضل، والدعاء، وقد يأتي غرضين ممتزجين معًا، كامتزاج غرضي التوبيخ والتعجب، وإن كان غرض التخصيص والتعظيم من أكثر الأغراض ورودًا وأكثر التعظيم ما جاء في تعظيم الله ورسوله ().
ومما وضح أيضًا من هذه الدراسة وجود شواهد لتقديم متعلقات الفعل عليه كتقديم المفعول به والظرف والجار والمجرور على الفعل، وكذلك تقديم بعض هذه المتعلقات على بعضها، كتقديم شبه الجملة على شبه الجملة، وتقديم جملة على أخرى لفوائد دلالية.
والتَّقديم والتَّأخير هو أحد أهم أساليب البلاغة؛ فإنهم أتوا به دلالةً على تمكنهم في الفصاحة، وملكتهم في الكلام، وانقياده لهم، وله في القلوب أحسن موقعٍ، وأعذب مذاقٍ، وقد يقدَّم لفظٌ في موضعٍ ويؤخَّر في آخرَ، وفائدة ذلك إما لكون السياق في كل موضعٍ يقتضي ما وقع فيه، وإما لقصد البداءة والختم به للاعتناء بشأنه؛ وتعددت الحكمة من التَّقديم والتأخير وتباينت أغراضه تباينا كبيرا ومنها:
التبرُّك والتعظيم، والتشريف والحث عليه، والحض على القيام به؛ حذرًا من التهاون به؛ والسببية؛ والترقِّي من الأدنى الى الأعلى، والتدلِّي مِن الأعلى إلى الأدنى ورعاية الفواصل؛ وإفادة الحصر للاختصاص، وذلك بتقديم المفعول، والخبر، والظرف، والجار والمجرور، ونحوها، على الفعل كما بينتُ من خلال البحث أن الزيادة مطردة في كلام العرب، وواردة في الأحاديث النبوية ومستعملة في أساليب القرآنية الكريم، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الزيادة لا تتناقض مع فعل الحكيم، إذ ليس المراد بالزيادة اللغو والعبث، بل العكس من ذلك، لأنه الزيادة في الأساليب العربية لا تدخل فيها إلا للفوائد اللفظية والمعنوية معا، مثل التوكيد وتقوية المعنى، واستقامة النظم والسجع وغيرها من تزيين الكلام.
وتعرضت للخلاف بين النحاة في تسمية مصطلح الزيادة بين رافض له ومؤيد وما تميل اليه الباحثة هو رأي السيوطي لأن قولنا ”زائد” ليس المراد أنه دخل لغير معنى البتة، بل زيد لضرب من التأكيد، والتأكيد معنى صحيح.
وبالاستقراء والتتبع في الآيات القرآنية اتضح لنا وضوحًا لا غيار فيها بورود أساليب قرآنية تتخلل فيها الزوائد الكثيرة، وهذه الزوائد تارة تكون حروفا وأحيانا تكون أسماء، وأخرى تكون أفعالا، وأكثر مجيئها في الحروف.
وحاولت استبعاد حالات التفرقة بين الفئات النحوية المختلفة كتحويل المفرد الى مثنى وجمع أو الماضي الى مضارع وأمر، أو تحويل اسم الفاعل الى اسم المفعول، الخ، من هذه الفكرة لأن الزيادة دخلت لتغيير المعنى وتبديله دون الزيادة والمبالغة فيه.
والتكرار أسلوب عرفه العرب منذ القدم، فمن سننهم التكرار والإعادة للإبلاغ بحسب العناية بالأمر، أو التشوق، والاستعذاب، أو على سبيل العناية، والاهتمام بالشيء، وتفخيمه، وهو أسلوب أدبي رصين سلكه العرب القدماء، ونهجه الفصحاء المتأخرون، فليس كل تكرار مذمومًا، بل إن من التكرار ما يزيد الكلام حلاوة وطلاوة، ومن خلال البحث تبين أن هناك من نفى التكرار في القرآن الكريم نفيًا قاطعًا ظنًّا منه أن التكرار عيب، وهذا ليس بصحيح؛ لأن العلماء لم يعدُّوا كل تكرار عيبًا، وإنما العيب في التكرار الذي لا يضيف معنى جديدًا للقارئ أو السامع، أما ما حمل معنى جديدًا فهو من التكرار المحمود، وبعضهم آثر أن يطلق عليه المتشابه، والتكرار في القرآن الكريم على عدة أقسام: من حيث اللفظ والمعنى، ومن حيث الفائدة، وغير الفائدة، ومن حيث الاتصال، والانفصال، وللتكرار في سورتي القصص، والأحزاب فوائد عدة كالتأكيد، والتقرير، وتطرية الكلام، وتجديد العهد، وزيادة الفائدة بتكرار القصة، والتذكرة بهلاك المعاندين، والتسلية للنبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه والمؤمنين وقد يخرج التكرار إلى أكثر من غرض في موضع واحد، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺜﺭ ﻭﺭﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﻗﺎﺼﻴﺹ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻐﺎﺒﺭﺓ، والأنبياء ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻘﺼﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﻭﺭ ﺤﻭل ﻨﺒﻲ ﻤﻥ الأنبياء ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻜﺭﺭ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ، ﻜﻘﺼﺔ ﺁﺩﻡ، ﻭﻤﻭﺴﻰ، ﻭﻨﻭﺡ...ﺍﻟﺦ.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمد وعلى اله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.