Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مسرحيتا هيراكليس مجنوناً بين يوريبيديس وسينيكا :
المؤلف
هاله السعيد عبد العزيز محمود
هيئة الاعداد
باحث / هاله السعيد عبد العزيز محمود
مشرف / سيد محمد عمر
مشرف / عزه سليم سالم
مشرف / سميه عبدالعزيز موسى
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
314ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الحضارة الأوربية القديمة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 314

from 314

المستخلص

ملخص الرسالة
يتناول هذا البحث مسرحية هيراكليس مجنونا بين يوريبيديس وسينيكا والتي تدور حول البطل هيراكليس الذي طهر العالم كله من المخاطر والمخاوف بإنجازه الاعمال التي فرضها عليه يوريسثيوس ونشر الأمن والأمان. لقد ذهب إلى العالم السفلي وقهر هيراكليس هاديس ومملكته وعاد منتصراً مصطحبا الكلب كيربيروس حارس العالم السفلي، وهو أكبر غنيمة جلبها هيراكليس من العالم السفلي. لكن بعد عودته من العالم السفلي وجد هيراكليس أباه وزوجته وأبناءه يواجهون خطر القتل على أيدي الملك ليكوس الشرير الذي قتل الملك كريون، والد ميجارا وأخواتها واستولى علي الحكم في طيبة والذي يحاول أن يقتل أسرة هيراكليس لتوطيد سلطته. ويقتل هيراكليس ليكوس وينقذ أسرته. لكن بعد إنقاذ أسرته من الخطر، تحل كارثة أكثر خطورة على هيراكليس وأسرته. لقد اصابه الجنون فقتل زوجته وأبناءه في نوبة جنونة. وعندما عاد هيراكليس إلى وعيه وأدرك ما حدث له، شعر بالألم واليأس وفكر في الانتحار. لكن وصول صديقه ثيسيوس، الذي لم ينسى مساعدة هيراكليس له من قبل عندما أنقذه من العالم السفلي، يساعده في التخلص من محنته ويقنعه بعدم الانتحار وأن يذهب معه إلى أثينا كي يتخلص من الإثم. هكذا رفض هيراكليس الانتحار وتبع ثيسيوس.
ويتكون هذا البحث من ثلاثة فصول: الفصل الأول يتناول البناء الدرامي عند يوريبيديس وسينيكا. وينقسم هذا الفصل إلى ثلاثة عناصر، يتناول العنصر الأول برولوجوس مسرحية هيراكليس. إن البرولوجوس عند يوريبيديس يعرض لنا الحقائق الضرورية الخاصة بالمسرحية كي يمهد للحدث الرئيسي في المسرحية ويشرح ما وقع من أحداث قبل بداية الحدث الدرامي. وينقسم البرولوجوس إلى جزأين، الجزء الأول عبارة عن مونولوج يلقيه أمفيتريون والد هيراكليس يقدم لنا فيه خلفية أسطورية تقود إلى بداية المسرحية. والجزء الثاني عبارة عن حوار بين أمفيتريون وميجارا زوجة هيراكليس يتشاوران فيه حول نجاتهما من الخطر الذي يحيط بهما. بينما البرولوجوس عند سينيكا عبارة عن مونولوج طويل تلقية الربة جونو والتي تكشف لنا الحدث قبل بدايته وتقدم لنا موجزا كافياً لكل أحداث المسرحية.
ويتناول العنصر الثاني دور الكورس في المسرحيتين. عند يوريبيديس، كان الكوروس بمثابة الشخصية الدرامية التي تؤثر كلماتها وردود أفعالها في تطور حبكة المسرحية، من البداية نجده متعاطفاً مع هيراكليس وأسرته. كما أنه يقوم بالتمهيد للأحداث والتعليق على أفعال الشخصيات الرئيسية في المسرحية من خلال أناشيده الكورالية التي تفصل بين المشاهد، ومن خلال مشاركته الحوار مع بعض الشخصيات. كما أنه يعلن عن دخول وخروج بعض الشخصيات على المسرح. أما الكورس عند سينيكا فقد كان دوره قاصراً فقط على التعليق على الأحداث من خلال أناشيده الكورالية التي تفصل بين المشاهد، لكنه لم يشترك في الحوار مع الشخصيات الأخرى .
بينما يتناول العنصر الثالث الإكسودوس في المسرحيتين اليونانية واللاتينية والذي يبدأ عندما يستيقظ هيراكليس من نومه بعقل سليم ويدرك جريمته ويقرر الانتحار. لكن عند يوريبيدس يدرك هيراكليس جريمته بمساعدة والده أمفيتريون ويحجم عن الانتحار بمساعدة صديقه ثيسيوس. بينما عند سينيكا يدرك هيراكليس جريمته بنفسه ويبعد عن الانتحار بمساعدة والده أمفيتريون.
أما الفصل الثاني فهو يتناول الشخصيات بين المسرحيتين حيث ينقسم هذا الفصل إلى عنصرين، يتناول العنصر الأول الشخصيات المشتركة عند كل من يوريبيديس وسينيكا وهم أمفيتريون وميجارا وليكوس وثيسيوس وهيراكليس .
لقد كان أمفيتريون متفاخراً بابنه وبشجاعته في إنجاز الأعمال العظيمة. إنه الأب الحنون الذي يحاول أن يحمي أبناء هيراكليس وزوجته، لكنه في نفس الوقت يشعر بالعجز والضعف نظراً لشيخوخته التي تمنعه من إنقاذ عائلة هيراكليس. لكنه عند يوريبيديس كان له دور كبير في إخبار هيراكليس بجريمته وإلقاء اللوم على الآلهة كي يخفف من شعور ابنه بالذنب. بينما عند سينيكا فقد كان له الدور الكبير في منع هيراكليس من الانتحار عندما هدده بأنه سوف يقتل نفسه إن لم يمتنع عن الانتحار.
أما ميجارا فكانت مثالاً للزوجة المخلصة التي تفضل الموت على الزواج من ليكوس. إنها تشعر باليأس أحياناً حول عودة هيراكليس لأنها ترى أن من يذهب إلى العالم السفلي لا يعود ثانية، لكنها تؤمن بالقضاء والقدر الذي لا مفر منه.
أما ليكوس فيصور على أنه شخصية شريرة الذي قتل والد ميجارا وأخواتها واغتصب عرش طيبه. إنه المغرور الذي يقلل دائماً من قيمة أعمال هيراكليس العظيمة، وأنه عند يوريبيديس يريد أن يقتل ميجارا وأبناءها حتي لا يثأروا منه عندما يكبرون لقتل جدهم. بينما عند سينيكا فكان يرغب في الزواج من ميجارا كي يعزز مكانته في المجتمع ويحصل على سلاله نبيلة من هذا الزواج.
أما ثيسيوس فهو الصديق المخلص الذي يهتم بمأزق هيراكليس ويحاول أن يخفف من وقع الصدمة عليه. إنه عند يوريبيديس كان له الدور الأكبر في إقناع هيراكليس بالابتعاد عن الانتحار عندما عرض عليه الذهاب إلى أثينا كي يتطهر من الإثم. بينما عند سينيكا إلى جانب ذلك قام بدور الرسول الذي يروي مغامرات هيراكليس في العالم السفلي كي يؤكد على صعوبة هذه المهمة.
أما هيراكليس فهو مثال للابن البار والصديق الوفي والأب المحب لأسرته الذي يتخلى عن كل أمجاده من أجل إنقاذهم. لكنه عند يوريبيديس كان مثالاً للرجل الذي كان ضحية كراهية إلهية لكنه في النهاية يصبح رمزاً للبطوله الحقيقية والتي تتمثل في استجابته لمعاناته. بينما عند سينيكا فكان هيراكليس ضحية غروره وطموحه المبالغ فيه لكن إستجابته لقدره في النهايه جعله مثالاً جيداً للبطل الرواقي، خاصة في تحمله وثباته أمام المصائب.
أما العنصر الثاني يتناول الشخصيات غير المشتركة عند يوريبيديس وسينيكا، مثل شخصية إيريس وليسا والرسول عند يوريبيديس وجونو عند سينيكا.
لقد كانت إيريس وليسا مندوبا هيرا في المسرحية التي أرسلتهما كي تصيبا هيراكليس بالجنون. وفي حوارهما عن إصابة هيراكليس بالجنون، تبدي إيريس رغبتها الشخصية في تدمير هيراكليس كي يحد من قوته الخارقة التي فاقت قوة البشر بل والآلهة. بينما ليسا فإنها في البداية تبدي اعتراضهاعلى إصابة هيراكليس بالجنون لأنها لا تريد إزاء البطل ذائع الشهرة في الأرض وبين الآلهة لكنها في النهاية تذعن لطلب إيريس وترسل تأثيرها المفجع كي يقوم هيراكليس بقتل أبنائه.
أما الرسول فقد استطاع أن يصف لنا مشهد قتل هيراكليس لأبنائه وصفاً رائعاً بل ويتضح في وصفة القسوة التي استخدمها هيراكليس في قتل الأبناء. إنه كان راوياً جيداً للأحداث غير المرئية للمشاهدين على المسرح. وفي النهاية يبدي تعاطفه تجاه هيراكليس وأسرته .
أما الربة جونو عند سينيكا فهي تبدو الإلهة الغيورة الغاضبة التي تكره هيراكليس الذي جعلها زوجة أب. والحاقدة على هيراكليس لانها تخشى السمو الوشيك له إلى السماء. إن طبيعة جونو الإلهية تمكنها من فهم وإدراك كل الأحداث الغائبة عن الرؤية البشرية، فمن خلال كلامها في البرولوجوس نعلم المراحل المتطورة في نمو وتطور كبرياء وطموح وجنون هيراكليس.
أما الفصل الثالث يتناول المفاهيم الواردة في المسرحية عند يوريبيدس وسينيكا وينقسم إلى ثلاثة عناصر يتناول العنصر الأول الجنون عند كل من يوريبيديس وسينيكا، لقد أصاب الجنون هيراكليس الذي جعله يقتل أسرته. فعند يوريبيديس يصاب هيراكليس بالجنون بسبب حقد إلهي نتيجة قوته التي كانت تهدد الآلهة وهذا ما تردد كثيرا على لسان معظم شخصيات المسرحية، بينما عند سينيكا فإن هيراكليس قد أصيب بالجنون نتيجة غطرسته وجنون العظمة المبالغ فيه، حيث إن الشهرة والمجد جعلته يتنافس مع الآلهة مما قاده إلى الجنون.
ويتناول العنصر الثاني موضوع الموت والانتحار الذي كان مفضلاً لبعض شخصيات المسرحية مثل ميجارا وأمفيتريون وهيراكليس بوصفه هو المنقذ والمخلص من الألم، أن الانتحار هو الطريقة الوحيدة التي بها يمكن للشخص أن يهرب من الخزي والعار بل هو الحل لكل المشكلات والمطهر من كل إثم والملجأ الآمن من اليأس.
ويتناول العنصر الثالث موضوع الصداقة التي كانت من الموضوعات الهامة في المسرحية والتي كان لها دور كبير جداً في مسرحية يوريبيديس فهي في النهاية التي أنقذت هيراكليس من الإنتحار، الصداقة التي تتمثل في ثيسيوس الصديق الوفي الذي قدم المساعدة لهيراكليس وأنقذه من مأزقه الحالي. كذلك عند سينيكا لعبت الصداقة دوراً هاماً في إنقاذ هيراكليس من الانتحار إلى جانب والده أمفيتريون.