الفهرس 
القسم الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 293 |  |  |
| | | from | 293 | | |
المستخلص
أهمية الموضوع:
لقد ارتبط مفهوم الوظيفة العامة بمفهوم الدولة الحديثة، بما تقدمه من خدمات متنوعة ناتجة عن ازدياد واجباتها، خاصة في المرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بينما كان للأفكار الاشتراكية دور كبير، حيث ألقت على الدولة واجبات جديدة متعددة و مختلفة، فأصبحت وظائف الدولة الحديثة تغطي كافة ميادين الحياة في المجتمع.
والوظائف العامة في العصر الحديث أصبحت مسئولة و أمانة لخدمة المواطنين و المجتمع تحكمها و توجه مسيرتها القيم الدينية و الوطنية، و تحرص على إرساء معايير و قواعد و مبادئ أخلاقية تحكم آداب الوظيفة العامة، و الموظف العام هو وسيلة الدولة في تنفيذ مهامها و أداء واجباتها، و على مدى صلاح الموظف يتوقف صلاح الإدارة العامة.
و يعتبر موضوع التأديب من أهم و أدق مسائل الوظيفة العامة باعتباره أمر كامن في طبيعة كل نظام اجتماعي، فالرسالة التي يقوم عليها التأديب هي رسالة نبيلة لا تقوم على مجرد العقاب بقدر ما تقوم على الإصلاح.
فللتأديب في الوظيفة العامة دور هام في إرساء مبدأ الانضباط الواجب توافره لتمكين الإدارة من الاضطلاع بما يناط بها من دور لتحقيق الصالح العام، فهو بمثابة وثبة لعقاب الموظف جزاء لما ثبت في حقه من أفعال مؤثمة تشكل مخالفة تأديبية بغرض مواجهة سلوك منحرف يشكل خروجاً على مقتضيات الواجب الوظيفي و تهديداً لمبدأ حسن سير المرافق العامة بانتظام و اطراد.
وإذا كان الجزاء هو وسيلة الجهة الإدارية لأداء هذه الرسالة فإن احتمال جنوح هذه الجهة به أمر وارد، لاسيما وأنها هنا تحوز في اتخاذه سلطات عديدة كسلطة التحقيق و الحكم معاً، ولذا لا بد من ضمانات تحول دون إساءة استعمال هذه السلطات.