Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
منهج كتب التفاسير والتلمود في التشكيل السلبي للشخصيات الدينية والتاريخية/
المؤلف
رسلان, صافيناز يحيى صلاح يوسف.
هيئة الاعداد
باحث / صافيناز يحيى صلاح يوسف رسلان
مشرف / ليلى إبراهيم أبوالمجد
الموضوع
qurmk. الاداب العبري.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
210ص.
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العبرية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 210

from 210

المستخلص

تتناولُ هذه الدراسةُ الْمُقَدَّمَةُ لِقِسْمِ اللغةِ العبريةِ وآدابِها للحصولِ على درجةِ الماجستير منهجَ كُلٍّ من ”المدراشيم” أيْ كُتُبَ التفاسيرِ اليهوديةِ و”التلمود البابلي” في التشويهِ أو التشكيلِ السلبيِّ للشخصياتِ التي ناصبتِ اليهودَ الْعَداءَ مِنَ الناحيةِ التاريخيةِ أو الناحيةِ الدينيةِ, وقد اكتفتِ الدراسةُ بـ ”مدراش رابا” كممثلٍ لكتبِ التفاسيرِ نظرًا لأنه الأقدمُ والأكبرُ حجمًا، وَدَرْءًا للتكرارِ نظرًا لِتَكَرُّارِ الرواياتِ في كتبِ التفاسيرِ جميعًا، وحتى في التلمود.
وتحاولُ الدراسةُ أن تَقِفَ على أَهَمِّ الأساليبِ والطرقِ التي لَجَأَ إليها علماءُ اليهوديةِ في مدراش رابا والتلمودِ في سَعْيِهِمْ لتشويهِ وتدميرِ مَنْ خالَفَهُمْ الرأيَ أو تَوَجَّسُوا منه خِيفَةً على مصالِحِهِمْ أو نُفُوذِهِمْ أو أَطْماعِهِمْ . وتَكْمُنُ أهميةُ الدراسةِ في سَبَبَيْنِ: الأولُ: تاريخيٌّ يتعلقُ بالماضي, والثاني: حاليٌّ يَتَعَلَّقُ بِوَضْعِنا الرَّاهِنِ, فعلى الرَّغمِ من أنَّ التلمودَ ومدراش رابا يُعالِجانِ ويتناولانِ أمورًا تتعلقُ بالتراثِ الدينيِّ اليهوديِّ الذي يمثِّلُ الذاكرةَ الجمعيَّةَ لليهودِ على مَدارِ تاريخِهِمْ مُنْذُ ظُهُورِهِمْ على مسرحِ الأحداثِ, فإنهما يُبْرِزانِ دَفائِنَ النفسيةِ اليهوديةِ, وعلى الأخصِّ دفائنَ نفسيةِ رجالِ الدينِ الذينَ يَتَحَكَّمُونَ الآنَ في زِمامِ الحكمِ ويَرْأَسُونَ الأحزابَ الدينيةَ, ويقومونَ بِدَوْرٍ خطيرٍ في توجيهِ الرأيِ العامِّ في إسرائيلَ.
وينقسمُ البحثُ إلى بابَيْنِ:
البابُ الأولُ: يتناولُ منهجَ مدراش رابا والتلمودِ البابليِّ في التشكيلِ السلبيِّ للشخصياتِ الدينيةِ, وينقسمُ إلى ثلاثةِ فصول:
الفصلُ الأولُ: يتناولُ بالدراسةِ الشخصياتِ التي ارتكبتْ خطايا دينية، وهم: ناداب وأبيهو, قورح وداثان وأبيرام, بلعام بن بعور, أخيتوفل.
الفصلُ الثاني: يتناولُ بالدراسةِ شخصيتَيْنِ هما: إسماعيلُ بْنُ سَيِّدِنا إبراهيمَ عليهما السلامُ وعيسو بن سيِّدِنا إسحاق عليه السلام، وعلى الرغم من أنهما لم يرتكبا خطيئةً؛ فقد تم تَشْوِيهُهُما بكافَّةِ الطُّرُق.
الفصلُ الثالثُ: يتناولُ بالدراسةِ بعضَ الشخصياتِ النسائيةِ اللاتي ارتكبنَ إثمًا دينيًّا مثلَ امرأةِ سيِّدِنا لوط عليه السلام وَابْنَتَيْهِ, وشخصياتٍ نسائيةً لم ترتكبْ إثمًا دينيًّا ولكنها شُوِّهَتْ دينيًّا مثل: هاجر وقطورة.
البابُ الثاني: يتناولُ منهجَ مدراش رابا والتلمودِ البابليِّ في التشكيلِ السلبيِّ للشخصياتِ التاريخيةِ وَيَضُمُّ فَصْلَيْنِ:
الفصلُ الأولُ: يتناولُ بالدراسةِ ثلاثَ شخصياتٍ تاريخيةٍ ذاتِ أَثَرٍ مِحْوَرِيٍّ في التاريخِ اليهوديِّ وهم: فرعون (الذي عاصر سيِّدَنا موسى عليه السلام, ونبوخذ نصر (الذي يُنْسَبُ إليه تدميرُ بَيْتِ المقدسِ لأوَّلِ مرةٍ في القرنِ الخامسِ ق . م) , وتيتوس (الذي يُنْسَبُ إليه تدميرُ بَيْتِ المقدس سنة 70 م ).
الفصلُ الثاني: يتناولُ بالدراسةِ بعضَ الشخصياتِ النسائيةِ اللاتي صُوِّرْنَ على أنهنَّ قُمْنَ بعملٍ مَشِينٍ ضِدَّ فردٍ من أفرادِ بني إسرائيلَ وهما: امرأة فوطيفار ودليلة.
وتَعْرِضُ الخاتمةُ ما توصلتْ إليه هذه الدراسةُ من نتائجَ, ثم تأتي بعد ذلك قائمةُ بالمصادرِ والمراجعِ العبريةِ والعربيةِ والإنجليزيةِ.
واستندتِ الدراسةُ إلى المنهجِ التحليليِّ الْمُقارَِنِ في الوقوفِ على ما وَرَدَ في نصوصِ مدراش رابا والتلمودِ البابليِّ من تشكيلٍ سلبيٍّ لشخصياتِ الدراسة.
وقد تناولتْ بعضُ الدراساتِ شخصياتٍ ذاتَ علاقةٍ ببعضِ الشخصياتِ التي يتناوَلهُا هذا البحث, وتقاطعتْ هذه الدراساتُ تقاطعًا طفيفًا وبعضَ شخصياتِ الدراسةِ كفرعون وإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وامرأة فوطيفار, غير أنها لم تَقِفْ على المنهجِ الذي اتبعه كُلٌّ من مدراش رابا والتلمودِ البابليٍّ في التشكيلِ السلبيِّ لتلك الشخصيات.
وقد واجهتني صعوباتٌ كثيرةٌ في هذه الدراسةِ؛ منها:
1. كَوْنُها تعتمدُ في الأساسِ على مَصْدَرَيْنِ مُوغِلَيْنِ في الْقِدَمِ وغيرِ مُتَرْجَمَيْنِ إلى العربية.
2. لغةُ المصدرينِ كانَ بها الكثيرُ مِنَ المفرداتِ الآراميةِ والفارسيةِ واليونانيةِ, وهناك بعضُ المصطلحاتِ التي ليس لها مقابلٌ في أيِّ مُعْجَمٍ معروف.
3. وردت أسماءُ الشخصياتِ موضوعِ البحثِ بصورٍ مختلفة.
وقد حاولتُ التغلبَ على هذه الصعوباتِ باللجوءِ إلى المواقعِ الإلكترونيةِ الدينيةِ اليهوديةِ لِفَهْمِ وترجمةِ المصطلحِ وَفْقًا لِتَفْسِيرِهِمْ، والتَّرَوِّي في دراسةِ النصوصِ لأستَخْرِجَ من بَيْنِها ما يتعلَّقُ بشخصياتِ البحث.
وكانَ من أهمِّ النتائجِ التي تَوَصَّلَ إليها البحثُ ما يلي:
• بالغَ المفسرون في مدراش رابا وعلماءُ التلمودِ في التشكيلِ السلبيِّ بل والتشويهِ عنِ عَمْدٍ للشخصياتِ التي ارتكبتْ آثامًا أو تجاوزاتٍ دينيةً من بني إسرائيل، والشخصياتِ غيرِ اليهوديةِ التي ناصبتْ بني إسرائيلَ الْعَداء.
• لجأَ علماءُ التلمودِ والمفسرونَ في التشكيلِ السلبيِّ للشخصياتِ إلى الطرقِ التي اتبعوها في تفسيرِ العهدِ القديمِ بغرضِ استنباطِ الأحكامِ، ومنها: تفسيرُ نصِّ العهدِ القديمِ عن طريقِ التمثيلِ، والمجاورةِ، والمقابلةِ، والرمزِ، وحسابِ القيمةِ العدديةِ للكلمةِ، وإبدالِ الحروفِ، والاختصارِ، والتقديمِ والتأخيرِ، وتفكيكِ النصِّ وإعادةِ تشكيلِهِ وتضمينه قصصًا إضافيةً لم تَرِدْ في نصِّ العهدِ القديمِ، وخَلْقِ نصٍّ جديدٍ يتضمنُ في أغلبِ الأحيانِ تشكيلاً سلبيًّا وتشويهًا.
• من الطرقِ التي اعتمدَ عليها المفسرونَ وعلماءُ التلمودِ في التشكيلِ السلبيِّ والتشويهِ دلالةُ أسماءِ الشخصياتِ، فَقَلَبُوا دِلالَةَ الأسماءِ الحسنةِ وَحَمَّلُوها دلالةً بغيضةً.
• صَوَّرَ المفسرونَ وعلماءُ التلمودِ شكلَ الشخصياتِ بملامحَ بغيضةٍ، وعيوبٍ جسديةٍ مثلَ الْقَرَعِ، أو الْعَرَجِ ...إلخ.
• نَسَبَ المفسرونَ وعلماءُ التلمودِ إلى الشخصياتِ أفعالاً مَشِينَةً؛ فنسبوا إلى معظمِ شخصياتِ الدراسةِ أنهم عَمِلُوا بالسِّحْرِ، أو أنهم عبدوا أوثانًا، أو ارتكبوا الفواحشَ.
• طَعَنَ المفسرونَ وعلماءُ التلمودِ في أنسابِ بعضِ الشخصياتِ، وحَقَّرُوا منها للتقليلِ من شأنِ الشخصية.
• حَدَثَ اختلافٌ في أسماءِ أبطالِ القصصِ أحيانًا بينَ الروايةِ الواردةِ في مدراش رابا وروايةِ التلمودِ، في حينِ ظَلَّتِ الأحداثُ واللغةُ وطريقةُ التشكيلِ السلبيِّ كما هي في المصدرين.
• لم يكتفِ المفسرونَ وعلماءُ التلمودِ بالتشكيلِ السلبيِّ للشخصياتِ الدينيةِ والتاريخيةِ، وإنما حرموهم أيضًا من نصيبهم في العالم الآتي على الرغم من كونهم من بني إسرائيل، وأن هناك تشريعًا في مسخت سنهدرين يَنُصُّ على أن جميعَ بني إسرائيلَ لهم نصيبٌ في العالمِ الآتي.
• لجأ المفسرونَ وعلماءُ التلمودِ إلى تجاهلِ ذكرِ بعضِ الشخصياتش بالغةِ الأهميةِ مثلَ شخصيةِ هاجر، وربما يَرْجِعُ ذلك إلى السببِ نَفْسِهِ الذي يَتَّبِعُونَهُ حاليًّا مع السامريينَ الذينَ يعيشونَ الآنَ في إسرائيلَ، وعلى الرغمِ من ذلكَ فلا يسمعُ أحدٌ عنهم شيئًا؛ فهم يَقْتُلُونَهُمْ بالتجاهلِ وَعَدَمِ الذِّكْر.
• انحاز المفسرونَ وعلماءُ التلمودِ ولم يُشَوِّهُوا شخصياتٍ ارتكبتْ الإثمَ نَفْسَهُ الذي ارتكبَتْهُ الشخصياتُ التي قاموا بِتَشْوِيهِها؛ فقد شوَّهوا قورح على سبيل المثال، ولم يُشَوِّهُوا ناداب وأبيهو.
• تَمَيَّزَ ”مدراش رابا” بتفسيرِ نصِّ التوراةِ وإسنادِ المكتوباتِ الخمسةِ فِقْرَةً فِقْرَة, ويتم تفسيرُ كُلِّ فِقْرَةٍ بأكثرَ من طريقةٍ من طرقِ التفسير، وقد جُمع ”مدراش رابا” ودُوِّنَ في الفترةِ نفسِها التي جُمِعَ فيها التلمودُ البابليُّ، ويبدو أن ذلك هو سببُ تِكْرارِ الرواياتِ في كُلٍّ منهما.
• لم تختلفْ أساليبُ التشويهِ والتشكيلِ السلبيِّ التي اتَّبَعَها المفسرونَ وعلماءُ التلمودِ كثيرًا عن أساليبِ التشويهِ والتشكيلِ السلبيِّ التي يَتَّبِعُها الإعلامُ الصهيونيُّ والغربيُّ في تشويهِ صورةِ العربِ والمسلمينَ لتوجيهِ الرأيِ العامِّ وَفْقًا لما يتناسبُ مع مصالِحِهِمُ السياسيةِ والأيديولوجية.