![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص انتشر في العالم القديم الاعتقاد الذي يقرر نوعاً من التكهن بالغيب بين بني البشر وهو الذي اسماه الإغريق سبق النظر في مجال الغيب ومعرفة ما يخفيه المستقبل من أحداث, وقد اشتق الإغريق اسمها فيما يقول أفلاطون من الجنة أو المس.والفراسة أداة في قلب المعارف وهي متعلقة بنفوس صافية مشرقة متطهرة، وهي لذلك تدرك الغيوب حال اليقظة وحال النوم في الرؤى الصادقة، فرؤى النفس المشرقة الصافية لا تقل يقيناً عنها حال النوم كما في حال اليقظة. فالفراسة علم من العلوم به يكون للمتفرس القدرة على معرفة بعض الأحوال الباطنة ببعض العلامات الظاهرة.وعليه: فالفراسة ليست إلا حالة إيمانية تزيد وتقوى بزيادة أسبابها وتضعف بضعف أسبابها، وهناك أمارات وعلامات يعرف بها صاحب الفراسة، كلما قويت تلك الإمارات تبين صدق الفراسة ومن أراد أن يتلقى فيض الفراسة فعليه أن يتزود ويتسلح ببعض الأشياء ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الإيمان بالله، والإخلاص له، الاستقامة، وطهارة القلب، الابتعاد عن المعاصي والذنوب.أنواع الفراسة في الاصطلاح: تعد الفراسة نوعان أولها: الفراسة التي تقع في قلب الأولياء، والثانية: هي تلك الفراسة التي تحدث بالتعلم. منهج الدراسة:أما عن المنهج الذي اعتمد عليه في إعداد الدراسة هي المنهج التاريخي التحليلي المقارن. الهدف من الدراسة: علم الفراسة هو: فن تحديد شخصية الفرد من خلال التشابهات والاختلافات بين وجه ووجهنا، وهو معيار التميز ،فعلم الفراسة هو علم الحكم على طباع أو شخصية الفرد من السمات الجسدية أو بشكل خاص الوجه. لهذا فإن الباحث سوف يقوم في هذا البحث بتناول العرافة عند فلاسفة اليونان بداية من فيثاغورس وأمبادوقليس وسقراط والرواقيين. كيفية التفرس: إن المتفرس إذا أراد ممارسة الفراسة فيمن يخاطبه فلا بد أن يستعين بأعضائه، فينظر إلى أفعاله جيدا ويصغى إلى كلامه بدقة ويمرر كل هذا على قلبه فيجيز ويمنع حسب قوة إدراكه. فصاحب الفراسة يستعين بعينه وأذنه وإدراكه أو قلبه، وهذا كله بالطبع يكون في الفراسة التي يتوصل إليها الإنسان بالأسباب وليس ما يصبها الله في قلب من يريد، وعليه فلابد للمتفرس أن يحسن استعمال كل نعم الله عليه حتى يستطيع ممارسة الفراسة.نتائج الدراسة : أسفر هذا البحث المتواضع عن نتائج عديدة تكشف عن طبيعة الفراسة والتفرس ثم المتفرسون ومنها: أولاً: أن هناك فراسة إيمانية وفراسة شيطانية أما الأولى فهي تلقي الأنوار الإلهية، وأما الثانية فهي خداع شيطاني. ثانياً: ورود ذكر الفراسة في القرآن باعتبارها توسماً أحياناً، وأحياناً أخرى باعتبارها نوعاً من الكشف المرتبط بقوة الإيمان وسلامة التغيير بالله. ثالثاً: تبين أن لكل آلة من الآلات البشرية فراسة تخصها فللعين فراستها، وللأذن فراستها، ولليد فراستها، وللبطن كرامتها، وللقدم فراستها . . إلخ.رابعاً: تعد الرؤى الصادقة أحد أهم المشاهد المرتبطة بفكاك الروح من الجسد كي تتمكن من اللحاق بأصلها وتتصل بعوالم مقدسة لتنقل لنا مشاهد غيبية وتفكك ما التبس على العقل فتجعله شديد الوضوح.خامساً: يشارك أصحاب الولاية المتفرسون قوة عقولهم ونفاذ بصيرتهم وسمو رؤاهم. |