Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
برنامج قائم على المدخل الوظيفي لتنمية التنور اللغوي لدى طلاب الإعلام بجامعة بنها /
المؤلف
محمود، هالة أنور محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هالة أنور محمد محمود
مشرف / سيد محمد السيد سنجي
مشرف / سيد فهمى مكاوى
مناقش / سيد محمد السيد سنجي
الموضوع
اللغات طرق التدريس.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
687 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
تكنولوجيا التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية عام - المناهج وطرق التدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 551

from 551

المستخلص

تعد اللغة أداة اتصال بين أفراد المجتمع، ووسيلة بناء الفكر والشعور، وهى دعامة التفكير وحافظة التراث البشري، وناقلته متجاوزة حدود الزمان والمكان، وبغيرها لم يكن بإمكان المجتمع الإنساني أن يصل إلى ما وصل إليه؛ فهى أداة المعرفة سواء فى ذلك إنتاجها وتطبيقها، وتزداد أهمية تعليم اللغة وتعلمها بسبب تأثيرها في تعليم بقية المواد الدراسية الأخرى؛ إذ يصعب بدون إتقان مهاراتها الأساسية إحراز التقدم المطلوب فى هذه المواد، أو السيطرة عليها (شحاتة، 2004: 93).
ومن ثم فإن إجادة اللغة من متطلبات الشخصية القادرة على الفَهم والإفهام، الناجحة في الحياة العملية، لأن اللغة تمثل ركنًا جوهريًا أصيلًا من أركان التواصل الاجتماعي؛ فعن طريقها تُؤدَّى أمورٌ مهمة ومصالح كبرى، فهي عدة المحامي في ساحة القضاء، والمعلم في قاعة الدرس، والخطيب على المنبر، والقائد بين جنوده، والصحفي في جريدته، والمهندس وسط عماله، والسياسي في توضيح سياسته، والعالم في شرح تجاربه، وتفسير نتائج ما توصل إليه، إلى غير ذلك من ألوان التواصل الاجتماعي في المواقف الحياتية اليومية، التي يحتاج الإنسان فيها إلى أن يَفْهَم ويُفْهِم (مكاوي، 2002: 2).
وتتضح أهمية اللغة ودورها فى نقل التراث الحضارى بين أبناء الأمة عن طريق وسائل الإعلام؛ حيث تُعَد اللغة بجميع مهاراتها موضوعًا رئيسًا فى عملية الاتصال الإعلامي في أي مجتمع (Wilber,Miller,2003:43)ذلك لأن لغة الإعلام هى التى تنتشر على أوسع نطاق فى محيط الجمهور العام، وهى قاسم مشترك فى كل فروع المعرفة والثقافة؛ ذلك لأن مادة الإعلام فى التعبير عن المجتمع والبيئة تستمد عناصرها من كل فن وعلم ومعرفة (الشريف وأيمن، 2004: 34-35).
وهناك علاقة قوية بين الإعلام واللغة؛ فهي أداته في صوغ رسائله ونقل الأفكار والمحتويات التى تتضمنها هذه الرسائل، فضلًا عن أن الاتصال الجماهيرى يصل إلى أضعف نقطة حين يفتقد الإعلامي المهارات اللغوية التى تمكنه من الاتصال الجيد (Wilber,Miller,2003:43)، فمن المسلم به أن إجادة اللغة العربية إجادة تامة من أهم أدوات عمل الإعلامي (سالم، 2003: 68).
فاللغة بالنسبة للإعلامي هي بمثابة وسيط يجب اختياره بدقة لنقل الفكرة التي يستهدفها القائم بالاتصال، فكل رسالة إعلامية يجب أن تستخدم أسلوبًا يناسب جمهور المستمعين أو المشاهدين أو القارئين؛ حتى تحدث فيهم التأثير المطلوب (عبد العظيم، 2010: 65 -92).
ومن ثم فمن الضرورى تدريب الإعلاميين وإعدادهم لغويًا من خلال العمل على تنمية مهاراتهم اللغوية، وخاصة فيما يتعلق بالكتابة السليمة؛ وذلك حتى يتضح مضمون الرسالة الإعلامية التى لابد أن يتحقق فيها الفَهم والإفهام بين المرسل والمستقبل؛ ولعل هذا التمكن من المهارات اللغوية يستدعي ضرورة أن يكون طلاب الإعلام متنورين لغويًا.
وترجع أهمية التنور اللغوي إلى أهمية اللغة ذاتها فى النمو الثقافي، وفى تنمية الولاء للثقافة التى تعتبر وعاءً لها. واللغة – أية لغة – هى أهم القنوات التى يعبر بها أهل اللغة عن إمكاناتهم، فى التواصل العقلي والوجداني الذى ميز الله سبحانه وتعالى به الإنسان على ما عداه من الكائنات الحية (عبد الحليم وآخرون، 1990: 57)، كما أنه يؤثر في ممارسات طالب الإعلام اللغوية في مختلف الفنون اللغوية استماعًا وتحدثًا وقراءة وكتابة، مما يساعده على ضبط الاستخدام اللغوي المكتوب، مما يجعل سلوكه اللغوي يتصف بالصحة والدقة.
ونظرًا لأهمية التنور اللغوي فقد حظي باهتمام عديد من الباحثين؛ فأجري حوله كثير من الدراسات العربية والأجنبية ومنها: دراسة (عبد الحليم وآخرون، 1990)، دراسة (إسليم، 2009)، ودراسة جاهوجي (Gahwaji, 2011)، ودراسة عثمان (Othman, 2011)، ودراسة دانست وحمدي (Danset, Hamdy, 2012)، ودراسة (موسى، 2015)، ودراسة (عبد السلام، 2016)، حيث أكدت هذه الدراسات ضعف مستوى المتعلمين في التنور اللغوي.
وبالرغم من أن أجهزة الإعلام تتحمل المسؤلية الكبرى فى مسألة الارتقاء بالمستوى اللغوي والفكري للمجتمعات، حيث أثبتت الدراسات العلمية مدى تأثيرها فى الجماهير، فإن هناك أخطاء لغوية قد انتشرت بصورة واضحة بين البرامج والفقرات المختلفة والأحاديث والمقالات وغير ذلك من المواد الإعلامية؛ مما أصبح ينذر بخطر محدق باللغة القومية التي هى ركيزة أساسية للمواطنة؛ فبها تنهض الأمم ويعلو شأنها (خلوفي،2011: 83-84).
ويؤكد هذا ما أشار إليه كثير من الدراسات والأدبيات من حيث وجود ضعف لدى كثير من الإعلاميين فى هذه المهارات، وقد أرجعت الأدبيات هذا الضعف إلى عدم إلمام الإعلاميين بالمهارات اللغوية وأصولها، والتدريب الجيد على أدائها سواء في أثناء عملهم الإعلامي أو فى أثناء دراستهم بكليات الإعلام والمعاهد المخصصة لإعداد الإعلاميين.
ويعد المدخل الوظيفي أحد مداخل تعليم اللغة، ويهدف إلى إعداد المتعلم لمواجهة المواقف الحقيقية المتطلبة منه، ويجب على المعلم أن يدرس اللغة واضعًا أمام عينيه الهدف الوظيفي منها، وأساس هذا المدخل هو الاهتمام بوظيفية اللغة ودورها فى الحياة، وترتب على ذلك الاهتمام استخدام اللغة وممارسة الأنشطة المرتبطة بها فى سياقها الطبيعي، بدلًا من حفظ القواعد واستظهارها. فالهدف هو تهيئة الفرصة للمتعلمين، لاستخدام اللغة استخدامًا حقيقيًا، وتهيئة الظروف التعليمية المناسبة للمواقف اللغوية خارج البيئة التعليمية (يونس، 2001: 132-158).
وترى دراسة (عبد العظيم، 2010 :68) أنه ينبغي تنمية المهارات اللغوية بصورة وظيفية تحقق الهدف من تعليمها؛ حتى يتمكن المتعلم من توظيفها فى حياته الواقعية والعملية، وحتى يتحقق ذلك يجب أن يُهَيَّأ للمتعلم محيط لغوي يشبه - قدر المستطاع – المحيط الطبيعي للغة المتعلمة والمهارات المستخدمة، وعليه، فعند تنمية مهارات التنور اللغوي لدى طلاب الإعلام يجب أن تتاح لهم المواقف والظروف التعليمية التى تمكنهم من ممارسة المهارات الأساسية للغة فى سياقها الحقيقي الذى ستمارس فيه مستقبلاً، و يتحقق ذلك عن طريق المدخل الوظيفي فى التعليم.
ويدعم ذلك ما توصلت إليه البحوث والأدبيات العربية والأجنبية والمراجع من تأكيد لدور المدخل الوظيفي وإظهار فعاليته فى تنميه المهارات اللغوية المرتبطة بتحقيق الوظيفة الاجتماعية للغة، والقدرة على الوعى بها، وتوصيتها بضرورة توجيه المناهج الدراسية نحو الوظيفية حتى يستفيد منها المتعلمون فى حياتهم ومطالب المهن المختلفة بعد الدراسة، ومنها بحوث ودراسات كل من: (عوض، 2000)، (المنذري، 2013)، (أحمد، 2010), (Mohan, Becket, 2003)، (Jamshidneted, Alireza, 2011)، (Huang , Morgan, 2003).
وباستقراء البحوث والدراسات السابقة يتضح الآتى:
- ندرة الدراسات العربية التى عنيت بتنمية مهارات اللغة لدى طلاب الإعلام.
- تأكيد الدراسات وجود قصور وضعف كبير فى أداء الطلاب للمهارات اللغوية، فضلًا عن ضعف المحتوى المقدم له وطريقة تقديمه.
- توصية البحوث السابقة بضرورة الاهتمام بتدريب طلاب الإعلام على المهارات اللغوية المختلفة.
- وضع المتعلمين في مواقف وظيفية مرتبطة بمتطلبات حياتهم العملية والمهنية في أثناء تعليم اللغة العربية يسهم في تعلمهم فنون اللغة ومهاراتها بفاعلية؛ ومن ثم يتضح تأثير المدخل الوظيفي في تنمية مهارات التنور اللغوي لطلاب أقسام الإعلام.
- التأكيد على أهمية المدخل الوظيفي في تعليم المهارات اللغوية لدى طلاب الإعلام فقد كان هناك دعوات وتوصيات من قبل البحوث والأدبيات التي عنيت بلغة الإعلاميين إلى الاعتماد على الاتجاه الوظيفي سواء في أثناء تدريبهم على المهارات اللغوية، أو عند تدريس تلك المهارات لطلاب الإعلام والمؤهلين للعمل الإعلامي؛ لأن هذا الاتجاه يكون اهتمامًا حقيقيًا من قبل المتدربين والطلاب على العناية بالمهارات المراد اكتسابها.
ويمكن تأكيد أهمية المدخل الوظيفي، سواء فى وضع المناهج والمقررات الدراسية أو تدريسها فيما يأتي (شحاته، 2015: 242 -243)، Mohan,Beckett,2003,60-67)):
- أنه يعد من المداخل التعليمية التى تراعى خصائص نمو المتعلم وطبيعته فى المراحل المختلفة، وذلك فيما يتعلق بجميع عناصر المنهج.
- أنه يؤكد ضرورة النظر للمادة المتعلمة على أنها وسيلة لإنماء شخصية المتعلم، ومساعدته في التعرف على دور المادة وأهميتها وعلاقتها بحياته، فالجزء الجوهري فى التدريس هو مساعدة المتعلم على إدراك السبب المباشر والحقيقي الواقعي للتعلم.