الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص شهدت المنطقة العربية أول ثورة حضرية عرفتها البشرية، واحتلت المدن العربية منذ أقدم العصور مكانة خاصة في التاريخ البشري، ولا يزال الوطن العربي يشهد حتى الآن تسارعًا في عملية التحضر وتعددًا وتضخمًا في الكثير من مدنه. بيد أن الوطن العربي كأنه عرضة لعوامل مفاجئة في التحضر والعمران الحضري، خضع لها بسبب حالات اجتماعية معقدة وعوامل اقتصادية شديدة ومؤثرات سياسية ضاغطة. وقد سببت هذه الحالات الفردية والمستمرة كثيرًا من المساوئ التي عمت وانتشرت وتغلبت على الوضع العربي الحضري عامة. وتشهد الهجرة الداخلية فى المجتمع الليبى تغيرا ملحوظا فى الاونة الأخيرة ، حيث تزايدت تيارات الهجرة الحضرية – الريفية ، وهى الهجرة من المدن والمناطق الحضرية نحو الريف – خاصة المجاورة للمدن – وذلك فى ضوء المشكلات التى تشهدها المدن الليبية مؤخرا والناجمة عن انفجارها الحضري وما اتتبعه من زيادة الضغط على الخدمات والمرافق وظهور أزمات الإسكان وغلاء الإيجارات. ولا شك أن كل هذه العوامل تكاتفت مع بعضها البعض مما أدى إلى افتقاد المدن لبريقها وجاذبيتها ، الأمر الذى ترتب عليه ظهور تيارات الهجرة المعاكسة نحو الريف الذى أصبح منطقة جذب واستقبال نظرا لانخفاض أسعاره مقارنة بالمدينة وساعد على ذلك الاهتمام بالقطاع الاقتصادى وإقامة المشروعات الصناعية وتطوير البنية التحتية للقطاع الريفي وما ترتب على ذلك من مظاهر تحضر وتغير فى القرية الليبية .أهداف الدراسة : 1-الكشف عن الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للأسرة الليبية فى مجتمع الدراسة . 2-الكشف عن مظاهر التحضر فى القرية الليبية ومعرفة أسبابها ودوافعها . 3-التعرف على التغيرات المختلفة (الإيكولوجية – الاقتصادية – الاجتماعية – الثقافية ) فى القرية الليبية . 4-محاولة وضع حلول ومقترحات للحد من المشكلات التى يتعرض لها مجتمع البحث والنهوض بها وتنميتها . وتعد الدراسة الحالية من الدراسات التي تعتمد على المنهج الوصفي التحليلي ، وانطلاقا من أهداف الدراسة وتساؤلاتها وطبيعتها اعتمدت الدراسة على أداة الاستبيان لمعرفة مظاهر التحضر فى القرية الليبية، وتم تطبيق الدراسة على (300) من أرباب الأسر فى قرية القرضبة بليبيا. |