الفهرس 
المبحث التمهيدي: ماهية العقد الإداري ومظاهر سلطات الإدارة فيهيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 240 |  |  |
| | | from | 240 | | |
المستخلص
الحمَّدُ لله الذي به تتمُّ النِعِمْ، الحمّدُ لله كثيرًا الذي أتمَّ عليَّ فضلِهِ ونِعَمِهِ، لانجازِ هذهِ الرسالة داعيًا أنْ يتقبلها مني ويجعلها في ميزان الحَسنَّات ورفع السيئَّات، والحمَّدُ لله الذي علمَ الإنسان ما لم يعلمْ، والقائلُ سبحانه وتعالى: ”أوفوا بالعهد إنَّ العهدَ كانَ مسؤولا” والصلاة والسلام على من قالَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى في حقه: ”وما أرسلناكَ إلا رحمًة للعالمين ”سيدِنا محمد صلى اللهُ عليهِ وسَلٌم وعلى آله وأصحابهِ الطيبين الطاهرين وبعد...
يحتلُ العقد الإداري مكانةً هامةً ومتميزة من بَيْن الوسائلِ القانونية التي تلجأ إليها الإدارة لغرضِ إدارة وتسييرِالمرافقِِ العامة باعتبارها إحدى الوسائلِ القانونية الرٌامية إلى تحقيق المصلحةِ العامةِ والصٌالح العام من خلال إشباعِ الحاجاتِ العامة الضرورية للأفراد.
والعقود الإدارية التي تُبرمها الإدارة لا تَخضعْ كلُها لنظامٍ قانونيٌ مماثل, وليستْ من طبيعة واحدة فقد تكون عقودُ الإدارة عقداً من عقودِ القانون الخاص الذي تَخلعْ الإدارة عن َنفَسها رداءَ السلطةِ العامةِ وتتعامل معاملةُ العقودِ المدنية التي يُبرمها الأفراد فيما بينهم، وقد تكون عقدًا إداريًا تسري عليه أحكامُ القانونِ العامْ التي تختلفُ كثيرًا عن أحكامِ القانون الخاص اختلافًا جوهريًا خاصة فيما يتعلق بالامتيازاتْ التي تتمتعُ بها الإدارةُ في مواجهةِ متعاقديها، إضافةً للقيودِ المفروضةِ عليها عند التعاقدْ.
أحكام العقود الإدارية تُعتَبرُ من صنعِ القضاء الإداري الفرنسي، بالإضافةِ إلى أنً نظرية العقد الإداري حديثةُ النشأة، إلا أنهُ يرجع الفضلُ في ذلكْ إلى الدورِ الكبير الذي لعبهُ القضاء الإداري الفرنسي منذ نشأتِهِ مروراً بمراحل تطورِهِ، لتكون بذلكْ نظرية قضائية تتطورْ أحكامُها باستمرار استجابةً لحاجات المرافقِِ العامة وضروراتِ الحياة اليومية والتي أسهمتْ في إرساءِِ قواعد القانون الإداري