الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد قضية الفقر من أبرز المشاكل التي تشكل عبء كبير علي الدول النامية ،وقد حظيت باهتمام كبير علي قائمة جدول اعمال هذه الدول والمنظمات الدولية المختلفة، وقد أخذت عناية علي نطاق واسع من المؤلفات التي تولي قضية التنمية البشرية احد اولوياتها في اوائل فترة السبعينات ثم تراجع الإهتمام بهذه المشكلة في فترة الثمانينات نتيجة لتنفيذ الكثير من الدول لبرامج الاصلاح الاقتصادي المفروضة من المؤسسات الدولية وبالأخص صندوق النقد الدولي . وعادت مشكلة الفقر للظهور بشكل اكثر قوة في اوائل التسعينات من خلال تقرير البنك الدولي وتقارير التنمية البشرية عن الفقر واصبحت من القضايا الملحة التي يجب ان تعمل دول العالم بشكل عام لمواجهتها وخاصة الدول النامية، وتتطلب التنمية البشرية القضاء علي الفقر بكافة صوره إذ ينطلق مفهوم التنمية البشرية من توسيع الخيارات امام الناس . والوضع بالنسبة لمصر كأحد الدول النامية لايختلف كثيرا عن العالم فقد وجد ان ما يقارب ٢٥ % من المصريين يعيشون تحت خط الفقر اي علي اقل من دولارين يوميا ،كما ان معدل البطالة ارتفع ليصل إلي ما يقارب ١٣ % حسب تقرير مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء للعام ٢٠١٣ ، وأكثر المناطق التي تعاني من ارتفاع معدلات الفقر في مصر هي المناطق الريفية المصرية ،وذلك نتيجة التوزيع الغير العادل للاراضي الزراعية حيث انه ما يقرب من ٧٠ % من ملاك هذه الاراضي لاتتعدي ملكيتهم الفدان الواحد وانخفاض نسبة ما يمتلكه الفرد من الارض الزراعية ، كما أن عدم اهتمام الدولة بالقطاع الريفي في مجالات الصحة والتعليم نتج عنه عدم وجود وعي صحي لسكان الريف نتيجة لمستواهم التعليمي المتدني ودخولهم المتدنية ،وأصبح هذا الاساس إن مشكلة الفقر وما ينتج عنها من إحباطات علي المستوي الاجتماعي والاقتصادي يعاني منها مباشرة الفقراء في معظم الدول الفقيرة ،كما ينتج عنها تزايد في مظاهر العنف السياسي مع ازدياد أعداد الفقراء في العالم ،فقضية الفقر وما لها من تراكم اجتماعي وثقافي واقتصادي وحضاري لا يؤثر فقط علي الدول الفقيرة وشعوبها التي تعاني من مستويات مختلفة من الفقر ، ولكنها تؤثر وتنتشر في جميع دول العالم مما يؤثر علي مستقبل البشرية بشكل عام،حيث تتعثر العديد من الخطط التنموية بسبب الفقر وتزداد الفجوة بين الأثرياء والفقراء ، فتزول أحلام الشعوب في الوصول لمستوي إنساني أفضل يوفر الحياة الكريمة للأفراد ،ويشكل توفير الإحتياجات الأساسية للفقراء في البلدان النامية تحديًا كبيرًا وخاصة في البلاد التي تعاني من الجوع و وفاة الرضع ،وذلك بسبب قلة الموارد وسوء التغذية وضعف الرعاية الصحية مما أدي لتضاعف حجم المشكلة ،كما أن الفقر ليس نقصًا في الدخول فقط بل هو عبارة عن تهميش لطبقة عريضة من المجتمع ،وحرمانها من الحد الأدني من الحاجات الضرورية التي تضمن لها المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. |