Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مقومات العدل التربوي في القرآن الكريم والسنة النبوية وتداعياتها على المجتمع المصري المعاصر :
المؤلف
موافي، شحته محمد سعد.
هيئة الاعداد
باحث / شحته محمد سعـد موافي
مشرف / حنان أحمد محمد رضوان
مشرف / سمير محمد إبراهيم الديب
مشرف / أحمد عبد الفتاح محمد ش
الموضوع
التربية الاسلامية.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
432 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية عام - أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 432

from 432

المستخلص

أرسى القرآن الكريم منهجاً خاصاً بتربية الإنسان تربية ربانية تتضاءل بجانبها كل النظريات التي أتى بها العقل البشري، حتى إن ما يصلح من هذه النظريات لابد أن يكون جزءاً من معنى من معاني القرآن وتوجيهاته ومضامينه التربوية؛ ذلك أن المنهج القرآني منهج شامل وسع بيانه جميع أوجه الهدي والاستقامة والعدل، وما شموله إلا طابع من الإعجاز الإلهي في مخاطبته الكينونة الإنسانية بكل جوانبها وحاجاتها واتجاهاتها. على أن القرآن الكريم لم يأتِ ليضع إزاء كل قضية تفصيلاتها وأجزاءها، وإنما جاء كتاب هداية ودستور حياة، يلمس قضايا الحياة البشرية لمساً لطيفاً، فيضع المبادئ العامة والقواعد الحاكمة، والمقاصد الكلية، التي تكفل دراستها – في ضوء الهدي النبوي، وتضافر جهود المتخصصين - على اختلاف مشاربهم – لفهمها ورد جزئياتها إلى كلياتها، وفروعها إلى أصولها – للأمة ريادة حضارية وثقافية بالغة. ومن المبادئ العامة التي أكدها القرآن، وحضت عليها السنة العدل؛ حيث جعله القرآن هدفاً للنبوات كلها فقال سبحانه:(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ)( الحديد: 25)، وأمر به في مواضع كثيرة وبأساليب متباينة، قال تعالى:(ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ )(النحل: 90)، وقال جل وعلا:(ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ )(الأعراف:29)، وقال عز وجل:(ﯹ ﯺ ﯻ)(الشورى:15)، وقال تبارك اسمه:(ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ)(المائدة: 8) بيد أن العدل في الإسلام ليس مجرد حق من الحقوق، التي يمكن لصاحبها أن يتنازل عنها إن هو أراد ذلك، أو أن يفرط فيها بالإهمال، دون وزر وتأثيم، بل هو ضرورة من الضرورات الاجتماعية والإنسانية العامة، وفريضة شاملة لكل ميادين الحياة في القانون، وفي الشئون الأدبية والمعنوية، وفي أمور المال والثروة الاقتصاد والتربية والتعليم وغير ذلك، إنه واحد من أهم القوانين الإلهية، والسنن الكونية الكبرى فى الاجتماع الإنساني، حدد الشرع الحنيف معالمه، ووضع آلياته في الحضور وفي الغياب. ويقوم العدل في الإسلام على أساس تعاون أفراد المجتمع، وعلى تكافؤ الفرص أمام الجميع، بغض النظر عما بينهم من فروق في الجنس، أو العرق، أو المستوى الاقتصادي أو المستوى الاجتماعي، بحيث يتاح لكل عضو في المجتمع الفرص المناسبة تبعاً لاستعداداته وقدراته، ثم عطائه بعد ذلك، ومن أهم مجالات العدل في الإسلام العدل في التربية والتعليم؛ إذ كان نبذ النظم الطبقية التي تفرق بين البشر دون مسوغ شرعي من أول ما دعا إليه الإسلام؛ قال تعالى:(ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ)(الحجرات: 13)؛ومن ثم لم يعرف الإسلام – منذ بزوغ فجره – نظام الطبقات في التعليم، بل ساوى بين أبناءالأغنياء وأبناء الفقراء في التعليم، ومنحهم جميعاً الفرص المتكافئة ليتعلموا من غير تفرقة بينهم ولا تمييز. قضية الدراسة: لقد جرت دراسات متعددة حول ديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص التعليمية، وهما مصطلحان يعتورهما بعض القصور مما يجعلهما لا يستوعبان مختلف الأبعاد الضرورية في المجال التعليمي؛ إذ قد يلتحق التلاميذ بالمدرسة مجاناً، بيد أن المناخ التعليمي قد يكون متخماً ببعض المؤشرات التي تظهر تمييزاً واضحاً لفئات من الأبناء في المعاملة، وإذا فرضنا عدم وجود هذا التمييز في المدرسة فإنه – ولا ريب – سوف يوجد بعد التخرج، ثم إن المصطلحين كليهما لم يستوعبا كافة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الخاصة التي يعيش فيها التلميذ، ولا التي يقوم عليها المناخ التعليمي، ومن ثم تلك المتصلة بظروف المؤسسة التعليمية نفسها، أو الأسرة التي ينتمي إليها التلميذ، أو المجتمع الذي هو مواطن فيه، ويضاف إلى ذلك أنه مصطلح إسلامي وعربي خالص، مما يؤكد أن لثقافتنا الإسلامية مفرداتها اللغوية الخاصة بها والتي تتسع – إن أحسن تناولها – لأكثر مما تتسع له المفردات اللغوية لأي ثقافة أحرى، ومن ثم يحاول الباحث أن يقوم بدراسة تأصيلية تربوية تستقى نظريتها عن العدل التربوي من القرآن والسنة على نحو قد يسهم في تحقيق العدل التربوي في واقعنا التعليمي المعاصر. وفي ضوء ما سبق يمكن صياغة وتحديد قضية الدراسة في التساؤل الرئيس التالي: - ما المقومات الأساسية للعدل التربوي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتداعياتها على المجتمع المصري المعاصر؟