الفهرس 
الفصل الأول مدخل إلى الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 187 |  |  |
| | | from | 187 | | |
المستخلص
إن التلاميذ يواجهون مشكلات سلوكية عديدة في المراحل التعليمية، ويمكن أن تتطور عند بعض التلاميذ إلى مشكلات نفسية، أو أنها قد تتحول إلى سوء توافق في حياتهم المدرسية، حيث يصبحون عرضة للأمراض النفسية ما لم يتم تشخيصها في وقت مبكر، ووضع الحلول لمعالجتها أو الحد من آثارها (سميعة حسن، 2012، 544). فإن المشكلات السلوكية التي تواجه التلاميذ إن لم يتم معالجتها مبكراً فإنه قد يعيش في عزلة وألم انفعالي، وقد يترك المدرسة ويندرج في سلوكيات يقوم بها ضد المجتمع (خَوْلَةُ يحيى، 2000، 20). فإن ضعف الثقة بالنفس هي سلسلة مترابطة تبدأ بانعدام الثقة بالنفس ثم الاعتقاد أن الآخرين يرون عيوبه وسلبياته، مما يؤدى إلى الشعور بالقلق إزاء ذلك والرهبة من صدور سلوك سلبي، وهذا يؤدى إلى الإحساس بالخجل، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس (عمرو بدران، 1990، 13). كما أن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، وأن الوقوع تحت سيطرة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل(محمد إقبال، 2006، 41).
إن نتائج الدراسات دلت على أن الثقة بالنفس هي أحدى عوامل الشخصية الأساسية التي ترتبط بالتكيف العام للفرد، كما اتضح من النظريات المتعلقة بنمو الشخصية أن الثقة بالنفس ومشاعر الكفاية تبدأ في النمو في سن مبكرة وتساعد الفرد على إشباع حاجاته، كما تمكنه من تحقيق التكامل النفسي والاجتماعي، لذلك تعتبر الثقة بالنفس أحدى معايير الشخصية السوية (مريم سليم،2003، 30).
كما أثبتت الدراسات أن للثقة بالنفس دور كبير في التمتع بصحه نفسية جيدة، كما أن للثقة بالنفس أهمية بالغة تكمن في أنها توفر بناءً دافعياً نحو العمل والإنجاز ، وسرعة الأداء ودقته ، كما أنها تؤدي إلى القدرة والإقدام في الوقت الذي تمثل المبادرة سلوكاً إبداعياً وتساعد على تكوين القدرة على اتخاذ القرارات وتحمل المسئولية ، وهي ترتبط بالصحة النفسية لأنها تهيء الأسس النفسية السليمة للاتزان الانفعالي ، والتكيف الانفعالي الاجتماعي الإيجابي ، وهي من أهم القيادة الناجحة في مجالات الحياة جميعها ((Yahya et al., 2009. وأشار (Patterson & all , 1992) أنه من الأسباب الرئيسية في تطور السلوك اللااجتماعي (مثل الكذب، العدوان ، العزلة الاجتماعية) تدني مفهوم الذات أي عدم الثقة بالنفس لأن مفهوم الذات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهوم الثقة بالنفس.
واتساقا مع كل ما سبق تتحدد مشكلة البحث في السؤالين الرئيسيين التاليين:
1 - ما فاعلية برنامج لتنمية الثقة بالنفس لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
2 - ما أثر تنمية الثقة بالنفس في الحد من بعض المشكلات السلوكية؟
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى تنمية الثقة بالنفس، والتعرف على أثرها في خفض بعض المشكلات السلوكية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية، والتعرف على مدى بقاء أثر تنمية الثقة بالنفس في خفض بعض المشكلات السلوكية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
أهمية الدراسة:
أولاً: الأهمية النظرية:
تتضح الأهمية النظرية للدراسة الحالية فيما يلي:
1 - قد تمد هذه الدراسة القائمين على دراسة الثقة بالنفس بمزيد من المعلومات عنها، ومعرفة كيفية تنميتها.
2 - تناولت الدراسة الثقة بالنفس والمشكلات السلوكية , ولعل هذا يعد إثراء للبحث التربوي من ناحية وبداية لمزيد من البحوث والدراسات في هذا الميدان من ناحية أخرى.
ثانياً: الأهمية التطبيقية:
تتضح الأهمية التطبيقية للدراسة الحالية فيما يلي:
1) توفير برنامج للقائمين على العملية التعليمية في المرحلة الإعدادية لتنمية الثقة بالنفس لدى التلاميذ لخفض المشكلات السلوكية لديهم.
2) تحديد أثر تنمية الثقة بالنفس في خفض بعض المشكلات السلوكية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
3) تساعد على استفادة المعلمين ومساعدتهم في معرفة كيفية التعامل مع التلاميذ بشكل يزيد من الثقة بالنفس لديهم، وذلك بعد معرفة أسباب ضعف الثقة بالنفس وكيفية تلافي هذه الأسباب.
منهج الدراسة:
تم استخدام المنهج شبه التجريبي بتصميم المجموعة الواحدة، وذلك لملاءمته لطبيعة وأهداف الدراسة.
عينة الدراسة:
تكونت من 17 تلميذة من ذوي المشكلات السلوكية ، من تلاميذ الصف الثالث الإعدادي بمعهد فتيات الفنت الإعدادي – قرية الفنت - مركز الفشن - محافظة بني سويف.
أدوات الدراسة:
تم استخدام الأدوات التالية:
1) مقياس للثقة بالنفس (إعداد الباحثة).
2) مقياس المشكلات السلوكية (إعداد الباحثة).
3) البرنامج التدريبي (إعداد الباحثة).
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
تمثلت في اختبار ويلكوكسون لدلالة الفروق بين الرتب، وتمت جميع المعالجات الإحصائية باستخدام البرنامج الإحصائي SPSS (V,12).
نتائج الدراسة:
أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياس القبلي والبعدي للثقة بالنفس لصالح القياس البعدي، كما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود بقاء لأثر البرنامج في تنمية الثقة بالنفس لدى تلاميذ المجموعة التجريبية، حيث لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للثقة بالنفس.
كما أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياس القبلي والبعدي للمشكلات السلوكية لصالح القياس البعدي، كما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود بقاء لأثر البرنامج في تنمية الثقة بالنفس لدى تلاميذ المجموعة التجريبية، حيث لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للمشكلات السلوكية.
وقد تم مناقشة وتفسير نتائج الدراسة في ضوء الإطار النظري والدراسات والبحوث المرتبطة بموضوع الدراسة، كما تم تقديم مجموعة من التوصيات والبحوث المقترحة، والتي أسفرت نتائج الدراسة عن الحاجة إليها.