الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 197 |  |  |
| | | from | 197 | | |
المستخلص
اهتم القانون الدولي بالحماية القانونية للأطفال من آثار الصراعات المسلحة، إلا أن هذه الحماية لم تُعْطِ الحماية الكافية للأطفال خاصة في أثناء النزاعات المسلحة، وهي الفترة التي يكون فيها الطفل في أمسِّ الحاجة إلى رعايةٍ خاصةٍ، وحمايةٍ تكفل له كافة حقوقه.والمُطَّلع على تاريخ المجتمع الدولي يجد أن حماية الأطفال في أوقات النزاعات المسلحة جاءت في مرحلة متأخرة كثيرًا، حتى إن مصطلح النزاعات المسلحة نفسه لم يكن متداولاً إلى فترة قريبة، وبدأ يتبلور في مطلع القرن العشرين، حينما اعتمدت عصبة الأمم إعلانًا لحقوق الطفل عام 1924؛ وهو إعلان جنيف.ثم توالى الاهتمام الدولي بعد ذلك بحقوق الطفل، إلى أن اعتمدت اتِّفاقية حقوق الطفل وبروتكولاتها، التي بموجبها تأسست حماية حقوق الطفل.وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي حَرَصَ على حماية حقوق المدنيين، وحَرَصَ على النص على حقوق الإنسان ومبادئه وحرياته عامة، ورغم القبول العالمي لاتِّفاقية حقوق الطفل لعام 1989، ورغم التطور الهائل في مجال حماية حقوق الطفل على المستوى الإقليمي، فإننا ما زلنا نشعر بقصور هذه الحماية التي كفلتها المجتمعات للطفل، خاصة ونحن على مرأى ومسمع بما يحدث من اختطاف للأطفال والاتِّجار بهم، واستغلالهم جنسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا. فما يزال الطفل بحاجة إلى حماية أكثر؛ لكونه الطرف الضعيف في أيِّ عملية عسكرية أو أيِّ نزاع مسلح، فالطفل يعدُّ من أكثر فئات المجتمع تأثرًا في أوقات النزاعات المسلحة الدولية منها وغير الدولية؛ وذلك لما يتعرض له من عنف يتمثل في القتل والتعذيب والتشرد والتشتيت والحرمان الكامل من كافة حقوقه، مثل حق التعليم وحق الحياة وحق الأمان، وكل ما يؤثر سلبًا على هؤلاء الأطفال.