الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد أصبحت البشرية بالفعل تعاني من مرض جاد مزمن يتخذ شكل حالة سيكوبيولوجية يمكن أن نصفها إذا استخدمنا لغة الطب أو الطب النفسي بأنها مرض التغيير، إن تسارع التغيير يعدل بشكل ما من التوازن بين الجديد والمألوف من المواقف، ومن ثم فإن ارتفاع معدلات التغيير لا تضطرنا فقط إلى مواجهة تدفق أنواع أسرع للمواقف، ولكن أيضًا إلى أن نواجه أكثر فأكثر مواقف لا تجدي حيالها تجاربنا الشخصية السابقة. وعليه فقد جاءت الدراسة بعنوان: من علم البيئة إلى فلسفة علوم البيئة، وفى هذا البحث جاءت الفروض على النحو التالى: ما العلاقة بين الإنسان والبيئة، وما فلسفة البيئة، وما طبيعتها، وما التطور التاريخى لفلسفة علوم البيئة، وهل ثمة أخلاقيات للبيئة؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات جاءت الفصول المقترحة على هذا النحو: الفصل الأول: العلاقة بين الإنسان وعلم البيئة. الفصل الثانى: التطور التاريخى لفلسفة علوم البيئة. الفصل الثالث: أخلاقيات الفلسفة البيئية. الفصل الرابع: فهم الطبيعة فى ضوء فلسفة علوم البيئة. إن ثقافات وتقاليد وأديان الشعوب تزخر بالأفكار والقيم والممارسات الحصيفة بيئيا والتى يجدر بنا إحياؤها وإخصاب الفكر الفلسفى بها، بعد أن تخلينا عنها نتيجة اكتساح حياتنا بأسلوب وحيد هو أسلوب الحضارة الغربية الحديثة المهيمنة. ويجب التنويه هنا بما يناله الدين الإسلامى من تقريظ ومديح لدى العديد من مفكرى الفلسفة البيئية. ويشمل هذا التقريظ الخطاب القرآنى الذى يحتفى بالطبيعة وعناصرها وتوازنها، وبالأرض وكائناتها الحية، وكذلك يشمل الوصايا والأحاديث النبوية التي تدعو إلى الرفق بالحيوان والتعامل الرشيد مع موارد الأرض، من قبيل الماء والمراعي، وتنبذ الهدر والتبذير. |