الفهرس 
تطور العلاقات الإيرانية الأمريكية خلال حكم الشاه رضا بهلوييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 287 |  |  |
| | | from | 287 | | |
المستخلص
تناولت هذه الدراسة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ايران خلال الفترة الممتدة من(1953-1941),فقد شهدت هذه الفترة أحداث تاريخية هامة كان لها تأثير بالغ في تطور السياسة الخارجية تجاه ايران والتي كانت من نتيجتها القضاء على ثورة مصدق والاطاحة بحكومته.
وقد رسمت السياسة الأمريكيةاستراتيجيتها أثناء الحرب العالمية الثانية , عندما أصبحت ايران المعبر الرئيسي لشحن العتاد والأسلحة من دون الحلفاء الى موسكو , فقد سنحت الفرصة بالاقتراب الأمريكي من ايران عندما أرسلت القيادة الأمريكية ثلاثين ألف جندي أمريكي الى جنوب ايران لنقل الامدادات العسكرية الى الاتحاد السوفيتي عبر طريق سكة حديدية , وهكذا أصبحت ايران مجالاً للصراع الدولي, ومنذ ذلك الحين تصاعد الاهتمام الأمريكي بايران خاصة مع تدهور الأوضاع في ايران بسبب تدخل قوات الحلفاء في شئونها الداخلية, فقد رغبت واشنطن في ايجاد موطئ قدم لها في ايران , وقد توافقت رغبتها هذه مع طلب الشاه للمساندة الأمريكية , حيث وجد في تدخلها عامل توازن للوجود البريطاني - السوفيتي,وأصبحت الولايات المتحدة بذلك تلعب دور الدولة الثالثة في ايران.
وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية بدأت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي للسيطرة على ايران وكانت فرصة الولايات المتحدة هي الكبرى , خاصة وأن الشاه قد رغب في الاستعانة بالولايات المتحدة كحليف ضد أطماع الاتحاد السوفيتي في ايران,فقد أولت الادارة الأمريكية ايران أهمية كبيرة في اطار جهودها لمنع ايران من السقوط في براثن الشيوعية , فكانت تسعى دائما لمواجهةالمخططات السوفيتية , بعد رفضها الانسحاب من ايران بناء على ذلك أعلنت الولايات المتحدة سياسة الاحتواء لمنع الاتحاد السوفيتي من التوسع والانتشار في ايران والمنطقة المحيطة بها , والتي كان من أهم عناصرها ضم ايران الى مبدأ ترومان.
كماتمكنت واشنطن من الاحتفاظ لها بنفوذ في ايران من خلال تقديمها للمعونات والخبراء الأمريكيين , فقد تعهدت الادارة الأمريكية بتقوية الجيش الايراني عن طريق ارسال بعثات عسكرية أمريكية الى ايران , فكانت هذه الجهود دليلاً على استمرار محاولات الهيمنة الأمريكية على ايران.
الا أن الوضع سرعان ما تغير فجأة في ايران بعد تولية الدكتور محمد مصدق رئاسة الوزارة , فاتجه لتأميم شركات البترول , ووضعت الحكومة الايرانية يدها على مصادر ثروتهامما أدى الى ردود أفعال مناوئة من القوى الكبرى صاحبة المصلحة في النفط الايراني فكان رد الفعل البريطاني غاضبا من ذلك القرار فقامت بسحب خبرائها من ايران على أساس أن هذا سيؤدي الى وقف تدفق النفط الايراني اليها , وعندما تطورت الثورة حتى انتهت بطرد الشاه محمد رضا الى روما , بدأ يظهر في الأفق قيام جمهورية في ايران على أنقاض نظام الشاه.
وفي نهاية المطاف قررت الدول الكبرى وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة الاطاحة بحكومة مصدق , فقامت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIAبمساعدة الاستخبارات المركزية البريطانية بوضع خطة سرية للقضاء على مصدق واعادة الشاة , وبالفعل نجحت الوكالة في الاطاحة بمصدق واعادة الشاة محمد رضا بهلوي للسلطة بعد عودته من منفاه في أغسطس 1953م.