Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التحليل النحوي في تفسير مكي بن أبي طالب
”الهداية إلى بلوغ النهاية”
المؤلف
أحمد، محمد أحمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد احمد محمد احمد
مشرف / محمد حماسة عبد اللطيف
مشرف / حسن محمد عبد المقصود
مناقش / طارق محمد عبد العزيز النجار
الموضوع
قواعد اللغة العربية.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
337ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التمريض - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 337

from 337

المستخلص

المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد،


فيعد مكي بن أبي طالب القيسي ــ المتوفى 437هـ ــ واحدا من أشهر العلماء الموسوعيين الذين جاء ذكرهم في تاريخ الغرب الإسلامي، وشهد على ذلك ما قاله المترجمون عنه( ). وكذلك فإن عرضا لثبت كتبه لأشهد على ذلك الشمول الذي اتسم به علمه( )؛ لكن نظرة متأنية لتلك الأقوال وهذه العناوين كافية لتؤكد أن إمامته كانت في علوم القرآن وعلوم اللغة لاسيما النحو.


وجاءتبعض مصنفات مكيلتربط بينالنص القرآني، وعلم النحو؛فهو أستاذ رائد بتأليفه لمشكل إعراب القرآن؛ إذ حمل غيره من الأئمة بعده على التأليف فيه( )، وكذلك قام بالتوجيه النحوي للقراءات السبع في كتابه ”الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها”.لكن هذاالترابطظهربصورة أوضح في تفسيرهللقرآن الكريم( )؛ فهو في الكتابين السابقين يتعامل مع جزء من النص، على حين أنه في التفسير يتصدى للنص كاملا؛ وغايته الأولى حينئذ استجلاء ما تحمله التراكيب من دلالات. ولا شك في أن تحليله النحوي لهذه التراكيب من وسائله المهمة للوصول إلى هذه الغاية.
وكان ذلك من الأسباب التي دعت الباحث إلى اختيار تفسير مكي بن أبي طالب ”الهداية إلى بلوغ النهاية” ليدرس ما فيه من تحليلات نحوية، فضلا عما تميز به المؤلف من جدية وعمق جعلاه من كبار العلماء في مجال الدراسة اللغوية عموما، وإن اختصت جل جهوده اللغويةبالنص القرآني خصوصا( ). وقد ظهر تفسيره في طبعته الأولى مؤخرا حين قامت جامعة الشارقة بنشره عام 1429هـ ــ 2008م، وكان قبل نشره محققا من قِبَل مجموعة من الباحثين في المغرب، رسائل علمية تحت إشراف الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي( ). ومن ثم فإن ظهوره للنور كان جديرا بأن يحفز الباحث للإقبال على ما فيه من مادة نحوية ما هوت إليها جهود الدارسين.
وتسعى هذه الدراسة من خلال عرضهالبعض صور التحليل النحوي في تفسير مكي ابن أبي طالب إلى إظهار دور اللغة متمثلة هنا في المستوى التركيبي في إجلاء دلالة النص القرآني، وكذلك إلى تحديد ملامح الفكر النحوي للمحلل، وأعانها على ذلك الحرص على الموازنة بين ما نظَّر له اللغويون، وما طبقه هو في تحليلاته. وكان من أهدافها أيضا الوقوف على مقدار جهده في مجال التحليل النحوي، وذلك بالتعرف على مدى تأثره بالمفسرين السابقين له، وأثره في اللاحقين به. وفضلا عن ذلك فهيتحاول أن تبرزدرايته ببعض المعطيات التي أتاحها علم اللغة الحديث في هذا المجال.


وعلى الرغم من أهمية كتاب ”الهداية إلى بلوغ النهاية” التي تكمن في كونه مرجعا للمفسرين منذ عصر المؤلف وبخاصة في الأندلس( ) كابن عطية، والقرطبي، وأبي حيان، وفي كون مؤلفه علما من أعلام علوم القرآن واللغة فإن أحدا من الدارسين ــ فيما أعلم ــ لم يتناول التحليل النحوي فيه، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى تأخر ظهوره مطبوعا كما سبق القول. وأستنثني من ذلك أطروحة الدكتور أحمد حسن فرحات، وهي بعنوان: ”مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن الكريم”، فقد عرض فيها بعضا من المسائل النحوية في تفسير مكي، وذلك في الباب الرابع، وهو بعنوان: ”علوم القرآن عند مكي” وانحصر تناوله النحوي في الفصل الأول من هذا الباب وهو مبحثان، الأول منهما عالج فيه تفسير مكي لمشكل الإعراب، أما الآخر فخصصه لرد مغالطات ابن الشجري على كتاب مشكل إعراب القرآن، على حين جاءت بقية أبواب بحثه لتتناول التفسير من نواح لا علاقة لها بالنحو.ويتضح من ذلك أن هذه الدراسة تختلف في أهدافها ومضمونها عن البحث الذي نحن بصدده
ويجدر بالذكر أن الباحث لم يشأ أن يحصر هذه الدراسة بحيث تكون التحليلات النحوية فيها في ضوء إحدى النظريات الحديثة، وذلك خشية أن يُحمّل النصوص فوق ما تطيق، وحتى لا يُحصَر فكر المحلل في إطار واحد. واتبعت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يصف الظاهرة من خلال استقراء بعض صور التوجيه النحوي في التفسير تبعا للطريقة التي عرضها المحلل، ثم تحليلها في ضوء معطيات الدرس اللغوي في تراثنا أو في ضوء معطيات الدرس اللغوي الحديث إذا سمح الظرف بذلك، وكل ذلك دون تمحُّل في الاستقراء أو تزيد في التأويل.
وتقع هذه الدراسة فى مقدمة، وتمهيد، وخمسة فصول، وخاتمة، وقائمة بالمصادر والمراجع، وتفصيلها كما يأتي:
المقدمة: وهى تشمل التعريف بالموضوع،أهميته،والهدف من دراسته، واستعراض الدراسات السابقة عليه، وبيان منهجه، والتعريف بفصوله.
التمهيد:”الإعراب بين التقعيد وتحليل النص” وهو يعرض اختلاف معنى (الإعراب) بين المنظرين والمحللين، مع الاعتناء ببيان أثره المهم في فهم النص.
الفصل الأول:”ثنائية المعنى والإعراب في تفسير مكي بن أبي طالب” بين فيه الباحث ما شاب التحليل النحوي في تفسير مكي من تداخل في العلاقة بين المعنى والإعراب؛ إذ إنه في بعض المسائل يحدد الموقع الإعرابي بناء على المعنى، على حين أنه في مسائل أخرى يكون المعنى عنده مَبْنيًّا على الإعراب، وجاء ذلك في مبحثين:
المبحث الأول: يعرض لبعض المسائل التيابتدأ فيها محلل النص بالإعراب للوصول إلى المعنى، وجاء ذلك في قسمين هما:
• الإبانة عن المعنى بإعراب ما ظهرت علامة إعرابه.
• الإبانة عن المعنى بإعراب ما غابت عنه علامة الإعراب.
المبحث الثاني:”التحليل الإعرابي في ضوء المعنى”وظهر فيه أن إلمام محلل النص بالأحداث التي صاحبت الأداء اللغوي أعانه على الوصول إلى المعنى، وبناء على ذلك تتحدد لديه المعاني النحوية للعناصر المكونة للتراكيب في النص. وبين الباحث ذلك من خلال النقاط التالية:
• التحليل الإعرابي في ضوء ملابسات النص.
• التحليل الإعرابي في ضوء المعاني المأثورة.
• التحليل الإعرابي في ضوء ما نقله عن المفسرين، واجتهاده الشخصي.
الفصل الثاني: ”أسباب التعدد في أوجه التحليل النحوي” حاول الباحث في هذا الفصل أن يستنبط أهم الأسباب التي أدت إلى التعدد في أوجه التحليل النحوي، وذلك من خلال عرضه لبعض المسائل التي وقع فيها هذا التعدد في التفسير، وجاء ذلك في مبحثين
المبحث الأول:”أسباب اقتضتها طبيعة اللغة”أظهر فيه الباحث أن اللغة تحمل في خصائصها ما يدعو إلى الاختلاف في فهمها، وظهر ذلك في تفسير مكي من خلال عدة نقاط هي:
• الاختلاف في التقدير النحوي.
• الاختلاف في التقعيد النحوي.
• تغير المعنى الوظيفي للصيغة الصرفية.
• تغير المعنى الوظيفي للمبنيات.
• غياب العلامة الإعرابية.
المبحث الثاني:”أسباب تتعلق بطبيعة النص القرآني”وهويعرض لبعض صور التغاير القرائي للنص القرآني التي أدت إلى تعدد أوجه التحليل النحوي في تفسير مكي، وهي:
• التغاير التصريفي.
• التغاير في العلامة الإعرابية.
• التغاير في حروف المعاني.
الفصل الثالث:”أثر التعدد في أوجه التحليل النحوي في الدلالة” لقد كان أثر هذا التعدد في الدلالة مختلفا في تفسير مكي؛ فهو في بعض صوره يُنتِج دلالات مختلفة. لكن صورا أخرى منه لا يتبعها تغير كبير في الدلالة، وعالج الباحث هذا من خلال مبحثين:
المبحث الأول:”التغير الدلالي لاختلاف أوجه التحليل النحوي” عرض هذا المبحث لصور من التحليل النحوي في تفسير مكي أسفرت عن دلالات مختلفة، وجاء ذلك في النقاط الآتية:
• إنتاج الأوجه النحوية المتعددة لدلالات متوافقة.
• أثر التعدد في أوجه التحليل النحوي في الفقه.
• أثر التعدد في أوجه التحليل النحوي في العقيدة.
المبحث الثاني:”التشابه الدلالي لأوجه التحليل النحوي”وفيه عرض الباحث لصور من التحليل النحوي أنتجت دلالات متشابهة، وكان ذلك من خلال المحاور الآتية:
• التشابه الدلالي للأوجه النحوية للهجات.
• التشابه الدلالي للمقدر.
• تعدد صورة المبنى للمعنى النحوي الواحد.
• التشابه في المعاني النحوية.
• تماثل البنية المنطقية للأوجه المتعددة.
الفصل الرابع: ”الرفض النحوي في تفسير مكي بن أبي طالب”يقف هذا الفصل عند بعض مسائل الرفض النحوي في تفسير مكي بهدف إجلاء آرائه النحوية،وصنف الباحث مسائل الرفض النحوي بحيث تكون في ثلاثة محاور هم مباحث هذا الفصل.
المبحث الأول: ”الرفض النحوي والقاعدة” تناول هذا المبحث بعضا من مسائل الرفض النحوي المرتبط بالقاعدة من خلال ثلاث نقاط هي:
• الرفض النحوي لبعض أوجه التحليل النحوي عند أعلام المدرسة البصرية.
• الرفض النحوي لبعض أوجه التحليل النحوي عند أعلام المدرسة الكوفية.
• الرفض النحوي لبعص الصور التركيبيةللنص القرآني.
المبحث الثاني: ”الرفض النحوي ولغة الشعر”حيث ارتبط الرفض النحوي عند مكي بما أسماه النحاة ”الضرورة الشعرية” من جانبين:
• رفضه لما جاء من النص القرآني موافقا للغة الشعر.
• رفضه للتوجيهات النحوية التي توافق لغة الشعر.
المبحث الثالث:”الرفض النحوي والدلالة”تناول هذا المبحث بعضا من مسائل الرفض النحوي المتعلقة بالدلالة في تفسير مكي، وذلك من خلال نقطتين هما:
• رفض إحدى الصور التركيبية للنص لعلة دلالية.
• رفض أحد الأوجه النحويةلعلة دلالية.
الفصل الخامس:”الترجيح النحوي في تفسير مكي بن أبي طالب” لم يقف الترجيح النحوي في تفسير مكي عند حد المفاضلة بين الأوجه النحوية، فهويأخد بعدا آخر يتعلق بالنص القرآني نفسه؛ إذ إنه من المعلوم أن للقرآن الكريم قراءات متعددة، وقد اتبع مكي منهج الكثير من اللغويين في المفاضلة بين القراءات القرآنية وإن كانت متواترة. وبناء على ذلك جاء هذا الفصل في مبحثين:
المبحث الأول: ”ترجيح صورة تركيبية”حاول هذا المبحث إلقاء الضوء على ترجيحات مكي بين القراءات التي يؤدي تعددها إلى اختلاف الصورة التركيبية للنص، وسعى الباحث إلى بيان ذلك من خلال نقاط أوضحت علة الترجيح وهي:
• ترجيح صورة تركيبيةلتحقيق التماسك النصي.
• ترجيح صورة تركيبية لدلالة قرينة السياق عليها.
• ترجيح صورة تركيبية لموافقة القاعدة.
• ترجيح صورة تركيبية لكون دلالتها أعم.
• ترجيح أكثر من صورة تركيبية.
المبحث الثاني:”ترجيح وجه نحوي”حاول الباحث من خلال هذا المبحث أن يرصد اختيارات مكي من بين الأوجه النحوية المتعددة، وقد عرض هذه الترجيحات من خلال ثلاثة محاور، هي:
• الترجيح لوجه نحوي مخافة اللبس.
• الترجيح المعتمد على القرائن الدالة.
• الترجيح لموافقة القاعدة النحوية.
ثم أعقب هذه الفصول خاتمة بينت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ، وأخيرًا تأتى قائمة المصادر والمراجع التي تضمنت المؤلفات التي اعتمدت عليها.
ولا يسعني بعد ذلك إلا أن أتقدم بخالص شكري وامتناني للعلماء الأجلاء،الأستاذ الدكتور/محمد حماسة عبد اللطيف، والأستاذ الدكتور/ حسن محمد عبد المقصود، والأستاذ الدكتور/ طارق محمد عبد العزيز النجار على ما قدموه من نصائح مخلصة أنارت ما أظلم، ومهدت ما توعّر، كما أتوجه بالشكر لأساتذتي وزملائي في قسم اللغة العربية بكلية التربية ــ جامعة عين شمس على ما بذلوه من نصح ومعونة، أسأل الله تعالى أن يوفقهم جميعا لما فيه الخير لدينهم، ولغة كتاب ربهم.
وبعد فإن كان شيء من هذا البحث موفقًا فمن الله التوفيق، وأما ما فيه من زلل أو خطأ فمن نفسي، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين