![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد الكتابة الحجاجية ضمن مجالات الكتابة الوظيفية التي لم تنل اهتماماً كبيراً في الدراسات العربية ، إلا أنه (في ضوء ما تفرضه متطلبات العصر من توجهات ديمقراطية تدعم التعبير عن الرأي ، وما يتطلبه ذلك من قدرة على الإقناع والحجاج )، تبرز ضرورة الاهتمام بهذا النوع من الكتابة ، فهناك حاجة ضرورية لتحسين فهم الطلاب ، والعمل على بناء الحجج السليمة لمحتوى المادة الدراسية ، واشتراك الطلاب في الحوارات والمناقشات ؛ كي يكونوا قادرين على خوض مجالات التنافس بشكل فعال في عصر يرتبط فيه النجاح والتفوق بمدى القدرة على التفكير السليم . ومن ثمَّ أكدت الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد في وثيقة المستويات المعيارية لمحتوى مادة اللغة العربية للتعليم قبل الجامعي على ضرورة أن يناقش الطالب ،ويحاور ويتفاوض ، ويجيد عرض أفكاره ؛ ليقنع بها الآخرين . وتتضمن الكتابة الحجاجية عديدًا من المهارات منها : تحديد القضية بوضوح ، وعرض وجهات النظر المختلفة حولها ، ثم تبني رأي معين تجاه القضية ودعمه بالحجة والدليل مع اختيار أنسب الحجج وأقواها ، وبعد ذلك يعرض للرأي الآخر وأدلته ممهدًا لتفنيدها ودحضها ، كل ذلك في ضوء البنية التنظيمية للمقال الحجاجي . لذلك فهناك ضرورة لتنمية هذه المهارات ؛ حيث إنها أداة من أدوات التفكير الناقد والتحليلي والابتكاري ، وتتطلب إنتاج المعاني والأفكار ، فهي تمكن الفرد من توليد حجج متعددة واستخدام الطرائق اللازمة لتطوير تفكيره لتسهم في إقناع الطرف الآخر ، ويكون لديه القدرة على الاتصال مع الآخرين لإجراء مناقشات مجدية ، ويكون مطلعاً على التغيرات العلمية والمعرفية الجديدة ،ويزيد من مفرداته اللغوية بحيث يستطيع توضيح أفكاره ، وآرائه للطرف الآخر . كما أن مهارات الكتابة الحجاجية تمثل إحدى الأدوات التي يحتاجها الطالب حتى يتمكن من التعامل بفاعلية مع أي نوع من المعلومات التي يأتي بها المستقبل وتحديات العصر , وهي من المهارات شائعة الاستخدام في حياتنا اليومية ؛ حيث يستخدمها الطالب في كثير من الأحيان ، حينما يقدم أسبابًا وأسانيد يقنع بها الآخرين من أجل الحصول على نفع ما ؛ فاستخدام الحجاج في الحياة أمر شائع الاستخدام بدرجات متفاوتة ؛ لذلك فإن تنمية هذه المهارات تجعل الطالب قادرًا على أن يحترم الآخرين ، ، ويفهم مختلف الاتجاهات ، ويصنع القرار في مختلف جوانبه ، وينقد الأفكار والمبررات ويقيمها . وتحتاج مهارات الكتابة الحجاجية إلى إستراتيجيات أو مداخل تدريس حديثة ؛ لتنميتها لدى طلاب المرحلة الثانوية ، وتمكينهم من إتقانها ، شريطة أن تتفق هذه الإستراتيجيات أو المداخل مع طبيعة الكتابة الحجاجية ، حيث إنها تعتمد بدرجة كبيرة على ما لدى الطالب من معلومات سابقة ، وقدرته على تنظيم هذه المعلومات في صورة تتضح فيها العلاقة بين الخبرات السابقة ، وما يتعلمه أو يكتشفه الطالب في هذه المرحلة ؛ لينتج رأيًا يقنع به الآخرين ويجعلهم يميلون إليه. |