الفهرس 
الزراعة والثروة الحيوانية والسمكيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 354 |  |  |
| | | from | 354 | | |
المستخلص
اتجهت أنظار الباحثين إلي أهمية الدراسات الحضارية حتى شملت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فتبوأت مكانتها بعد أن أهملت لفترات طويلة فهذه النواحي تساعدنا علي فهم معظم الأحداث السياسية وعوامل تقدم المجتمعات وتأخرها ومعرفة مواطن الضعف والقوة في فترة الدراسة . وهذا الآمر جعلني أتجه بدراستي إلي مثل هذه الدراسات ألا وهي ” الحياة الاقتصادية بالهند في عصر بني تغلق (720-813هـ/ 1321-1411م).
فيعد عصر سلاطين دهلي (602-932هـ / 1210-1526م) بوجه عام وعصر بني تغلق (720-813هـ/1321- 1411م) بوجه خاص من أهم وأخصب فترات تاريخ الهند خلال العصور الوسطي.وفي تلك الفترة شهدت الهند تطورات عديدة علي المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ تلك التطورات التي شكلت منعطفًا بارزًا في تاريخ الهند خلال تلك الحقبة. وهذه الأهمية دفعت العديد من الباحثين إلي إفراد العديد من الدراسات المستقلة عن بني تغلق ، لكن كل هذه الدراسات وجهت اهتمامها الأساسي نحو دراسة التاريخ السياسي لهذه الحقبة ، بينما اتجهت دراسات قليلة نحو الحياة الاجتماعية والثقافية . أما عن الأوضاع الاقتصادية لتلك الحقبة فلم يكن لها عند الدارسين نصيب كبير برغم من أهميتها في استكمال الصورة التاريخية لهذه الحقبة.
ومن هنا تأتي أهمية الموضوع لمحاولة رصد النشاط الاقتصادي في عصر بني تغلق لاستكمال هذه الصورة وبيان التأثير المتبادل بين الأوضاع الاقتصادية والأوضاع السياسية والاجتماعية فاستطاعت الدراسة إبراز مظاهر الحياة الاقتصادية بكافة نواحيها الزراعية المتمثل في الاهتمام بوسائل الري وأشكال ملكية الأرض الزراعية وطبيعة الإنتاج الزراعي ، وعناصر الإنتاج الصناعي ، ثم التجارة بشقيها الداخلي والخارجي ، إلي جانب النظام المالي.
كما تتجلى أهمية هذا الموضوع في أنه فتح لي أفاق العقل وسعة الصدر والمثابرة على جميع صعوبات هذا البحث وكيفية الحصول على المادة العلمية من المصادر والمراجع كما أنه ترك لي العديد من الموضوعات والتساؤلات العلمية العديدة التي سوف تكون مجال دراستي القادمة وحتى استطيع بقدر الإمكان كشف الستار عن أشياء كثيرة غامضة والإجابة عن تلك التساؤلات المتعلقة بتلك الفترة الإسلامية لبلاد الهند .