Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مفهـوم AINOΣ في الإلياذة والأوديسية /
المؤلف
محمــد ؛ إســلام عـلـي مـاهــر عـبــد الـــرازق.
هيئة الاعداد
باحث / إســلام عـلـي مـاهــر عـبــد الـــرازق محمــد
مشرف / فريد حسن الأنور
مشرف / أيمن عبد التواب حسن
الموضوع
الالياذة
عدد الصفحات
212ص.
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - الحضارة الأوروبية القديمة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 250

from 250

المستخلص

عَبَّرَ الإغريق عن كلمة ”حكاية” أو ”قصة” بمصطلحات متنوعة، مثل:  ، إلا أَنَّ هناك فروقًا بين هذه المصطلحات من حيث معانيها ودلالاتها. وكان لديهم أيضًا مصطلحات أخرى يطلقونها على الكلام بشكل عام، ويُعَبِرُ كل مصطلح من هذه المصطلحات عن شكل بلاغي وتعبيري من أشكال الكلام. وقد اهتم الباحثون بدارسة كل هذه المصطلحات السابقة، ومن الجدير بالذكر أن مصطلح  يحيط به بعض الغموض حتى الآن؛ لذلك فقد اِرْتَأَى الباحث أنه من الضروري تحديد معنى هذا المصطلح والبحث عن مرادف ملائم له في اللغة العربية، ثم دراسة استخداماته ووظائفه. وقد وجدنا أنه من المناسب أَنْ نسلط الضوء في هذا البحث على مفهوم المصطلح عند هوميروس في ملحمتيه الإلياذة والأوديسية؛ لأنَّ هوميروس أول مَنْ استخدم المصطلح مكتوبًا، وكذلك لطول الملحمتين الغنيتين بالعديد من الحكايات الرئيسة والمطمورة. ومن ثم جاء عنوان البحث على النحو التالي:
مفهوم  في الإلياذة والأوديسية
ينقسم البحث إلى ثلاثة فصول بين مقدمة وخاتمة:
تناولتْ المقدمة المعنى اللغوي والأدبي للحكاية بشكل عام، ومدى ارتباطها بالإنسان والحضارات القديمة وخاصة حضارة الإغريق، وجاء أيضًا في المقدمة توضيح أهمية الدراسة، وأهم مصادرها، ومراجعها، والدراسات السابقة، ومنهج البحث، وخُطَتِهِ.
وأما الفصل الأول: مفهوم مصطلح  في الفكر الإغريقي:
فقد جاء فيه مبحثين، وأوضح المعنى الاصطلاحي والاشتقاقي للمصطلح ، ومعنى المصطلح من خلال المصادر في الفترة القديمة والكلاسيكية من الأدب الإغريقي، ثم عرض لآراء علماء البلاغة القدماء والباحثين المحدثين في تعريف المصطلح وتوظيفه، والمقارنة بينه وعدة مصطلحات شبيهة في كل من معناه ووظيفتــه، مثــل:
     
وتصنيف هذه الآراء وتحليلها؛ لوضع تعريف جامع مانع للمصطلح الْمَعْنِيِّ بالدراسة.
وأما الفصل الثانى: توظيف ”الحكاية التلميحية”  في الإلياذة:
فقد جاء فيه ثلاثة مباحث، وتناول توظيف الحكاية التلميحية في ملحمة هوميروس الأولى الإلياذة، وقُسِمَت الوظائف إلى حكايات تحفيزية، وتحذيرية، وتبريرية، هذا بالإضافة إلى تناول بناء هذه الحكايات من حيث شخصياتها السردية بأبعادها وتنوعها ما بين شخصيات محورية وشخصيات ثانوية، والعلاقة بين راوي الحكاية ومتلقيها، وموقف الجمهور من سماع تلك الحكايات من المنشد بوصفه الراوي الرئيس، والعلاقة بين الحكاية المروية والموقف الحالي التي تُروى فيه من خلال السياق. كما أبرز هذا الفصل سمات الحكاية التلميحية التي تجعلها سمة مميزة في العمل الأدبي، وتدل على براعة مؤلفه.
وأما الفصل الثالث: توظيف ”الحكاية التلميحية”  في الأوديسية:
فقد جاء فيه ستة مباحث، وهي توظيف الحكاية التلميحية في الملحمة الثانية لهوميروس الأوديسية، يتناول هذا الفصل فكرة الفصل الثاني نفسها، ولكن مع رصد الاختلاف والتجديد والتطور لهذه الحكايات في الأوديسية عن الإلياذة.
وخُتِمَ البحث بخاتمة أوجزت فيها أهم معالم الدراسة، وما توصل إليه البحث من نتائج.
وقد خلصنا من طرح هذه القضايا إلى مجموعة من النتائج منها:
يظهر في الأدب الإغريقي - وخاصة الإلياذة- نوع من الحكي يطلق عليه الباحثون  أو الحكاية التلميحية ذات المغزى، والتي تكون في العادة مطمورة في الحكاية الرئيسة، والتي تُخْتَصَر إذا كانت معروفة جيدًا، وعبور التفاصيل فيها، والتركيز فقط على الحدث الذي يناسب الموقف الذي استدعيت من أجله. ويمكننا القول إن استخدام الـ  هي واحدة من السمات التي كانت تميز كل منشد عن الآخر؛ لأنها طريقة تهدف إلى انتباه الجمهور، وتعتمد على قدرة المنشد على السرد، ومهارته المثيرة والشيقة.
تُعَدُّ حكاية لها وظيفة؛ أي أنها تُروى عن وعي لخدمة هدف ما، وبالتالي فهي توجه إلى جمهور يجيد قراءة ما بين السطور، ويفهم التلميح، ولكونها كلام محدد الغرض غير مطلق، فإنها تحمل في طياتها معنى دفين؛ لذا فهي تتساوى مع الحكمة واللغز، ولأنها تُروى في بعض المناسبات لذكر مآثر المرء ومناقبه، فإنها تتساوى مع المديح.
إن المعنى الأساسي لمصطلح  هو ”حكاية تلميحية” قد تأتي مطمورة في الرواية، أي قصة داخل قصة، وتظهر في صورة حكاية حقيقية، أو أسطورية، أو خرافية على لسان الحيوانات والطيور. قد يتم رواية الحكاية كاملة أو أن يكتفي الراوي برواية جزء منها أو التلميح إليها فقط. قد تكون حكاية معروفة لمستمعيها أو لا، وقد أُعيد صياغتها لتناسب موقفًا معينًا خلال سياق ما. ترويها إحدى شخصيات الرواية في إطار حوار بينهما، أو يرويها الكاتب نفسه، وفي هذه الحالة الأخيرة يكون الكاتب طرفًا بها. يقصد بها الراوي إيصال فكرة، أو هدف، أو وظيفة، أو مغزى للمستمعين لخدمة الموقف الآني، وغالبًا ما يكون مضمون الحكاية مناسبًا لموقف المتلقي، مما قد يؤثر أحيانًا في تطور أحداث الرواية، وتتعدد وظائفها على حسب السياق التي وردت فيه، مثل: المدح، والتهديد، والطلب، واللوم، والتوبيخ، والتحذير، والحث، والنصيحة.
انحصرت استخدامات هوميروس في الإلياذة للحكاية التلميحية في ميله لاستخدام الأمثلة التشبيهية النموذجية مثل أسطورة نيوبي، أو التناقضية مثل حكاية ملياجروس، أو استخدام حكايات من الماضي البطولي، مثل حكايات نيستور وفوينيكس، التي تهدف إلى النصح أو الحث، أو استخدامه لحكايات الأنساب، التي تهدف إلى المديح والتفاخر بجانب أغراض أخرى. وبالتالي يمكننا القول إنَّ هوميروس استخدم أساطير أو حكايات تنوع توظيفها ومغزاها خلال السياق، وتنحصر هذه الحكايات التلميحية في وظائف: التحفيز والتحذير والتبرير، وكلهم يهدفون إلى الإقناع.
حينما يستدعي هوميروس حكاية فإنها تكون حكاية تصلح نموذجًا، بحيث يكون شخصياتها من الآلهة أو الأبطال، وإذا كانوا من الأبطال فمعظمهم لا يكونوا من البشر العاديين، ولكنهم يتحركون قليلاً في المنطقة الوسطى بين البشر والألهة، وبالتالي فإنها شخصيات ليست أسوأ حالاً من المتلقي، بل أفضل حالاً منه.
إن الراوي الماهر ليس بحاجة إلى الإشارة الواضحة لمغزى حكايته التلميحية، فهو يرويها ببساطة شديدة، وهو بذلك سوف يسمح للمستمع أن يعتمد على نفسه في اكتشاف هذا المغزى.
يمكن للحكاية التلميحية أن تحقق أكثر من وظيفة في الوقت نفسه؛ وقد لاحظنا ذلك من خلال تحليل الحكايات التلميحية في الإلياذة. وعندما تروى شخصية ما الحكاية التلميحية، فإنها توجه بوصفها حجة للمتلقي داخل الرواية الرئيسة (وظيفة الحجة)، وتوجه أيضًا للجمهور بوصفها تمهيدًا لتطور أحداث الرواية الرئيسة (وظيفة المفتاح).
تنوعت أغراض الحكاية التلميحية في الأوديسية ما بين: التبرير- التحفيز- التحذير– الحث– النصح– المديح– الطلب – الاختبار. نجد في الأوديسية (دون الإلياذة) أن هناك حكايات تتكرر باستمرار يستخدمها الراوي بوصفها حكايات تلميحية، وفي كل مرة تختلف روايتها على حسب راويها، ومتلقيها، والمغزى من روايتها، مثل حكاية الأوريستية، وحكايات أوديسيوس الكريتية الكاذبة.
يعتمد الراوي على معرفة المتلقي السابقة إما بالخطوط العامة لشخصيات وأحداث الحكاية التلميحية، أو بتفصيلات في نسيج الموقف الآني، ومن ثم يحاول المتلقي الربط بين موضوع الحكاية التلميحية وأحداثها وسياق الموقف الحالي، ومن هنا يمضى الراوى في نسج رواية القطعة التي يرويها.
تطور هوميروس في توظيف الحكاية التلميحية في الأوديسية عن الإلياذة، فنجده يقحم وجود كل من المنشدَيْنِ فيميوس وديمودوكوس، اللذان يرويان حكايات كان من الممكن أن يرويها هوميروس بنفسه بوصفه راويًا رئيسًا، إلا أنه استعان بهما بوصفهما رواة ثانويين وشخصيات داخل الملحمة، ونجده يبتكر في رواية حكايات أوديسيوس الكاذبة التي لا يوجد لها نظير في الإلياذة.
لعبت الحكايات الكاذبة لأوديسيوس -التي نعدها تلميحية- دورًا كبيرًا في تطور أحداث الملحمة، والتي أظهرت للجمهور كمًا عظيمًا من الشعور الإنسانى من الحب والوفاء والكراهية والضغينة، والتي أظهرت أيضًا جانبًا مهمًا في شخصية أوديسيوس، ألا وهو حصافته وذكاؤه في تناول الموقف وسرد الحكايات، التي تساعده على تخطيه الموقف والاستفادة منه لأقصى درجة ممكنة.
إن الوحدة الموضوعية في ملاحم هوميروس جعلت الحكايات التلميحية موظفة جيدًا خلال السياق، فلا نجد حكاية صغيرة داخل الملحمة إلا ولها علاقة بالسياق، ولا بُدَّ أن تحتوي على مغزى أو رسالة ما للمتلقي.
إذن يمكننا القول إنَّ الملحمة لا تمثل رواية أسطورة بصورة مبسطة، ولكنها تركيب معقد من موضوع أسطوري ضخم مُطَعَّمٍ ببعض الأساطير الداخلية. ومن هنا يأتي الدور المهم للشاعر الملحمي؛ إذ إنه لا يكتفي بعرض الأسطورة بشكل شيق ولغة رشيقة، ولكنه يسعى أيضًا لجذب انتباه المستمعين، وشده عقولهم، بالتطرق لأساطير أخرى قد تكون معلومة لانتشارها أو مجهولة للكثير لكونها محلية، ولعل مما يبرر عدم استغراق الشاعر في تفاصيل أسطورة ما هو انتشارها وافتراض العلم بها.