الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ترجع أهمية دراسة الاختيارات الفقهية لفقيهٍ مِن الفقهاء بوجهٍ عام إلى النقاط التالية: * أنها تَهدف إلى بيان مكانة العالِم بين العلماء. * وأنها تَهدف إلى تحقيق الراجح من الأقوال في المسائل الاجتهادية المختلَفِ فيها. * وأنها تبين مدى تجرُّدِ الإمام صاحب الاختيارات، واتباعِه الدليلَ، وعدم تعصبه لمذهبه الذي نشأ عليه. * الإفادة من السبل التي يسلكها أصحاب الاختيارات في طرح اختياراتهم الفقهية. وترجع أهمية الموضوع أيضًا إلى أنه مقارنةٌ بين فقهِ إمامَينِ كبيرين، هما من جهابذة الفقهاءِ؛ فالأولُ هو محمدُ بنُ إدريسَ الشافعيُّ الإمامُ العَلَمُ صاحبُ المذهبِ المتبَعِ المشهورِ، فهو غنيٌّ عن التعريف، وأما الثاني فهو الإمام، الحافظ، العلامة، شيخ الإسلام، أبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ المنذرِ النيسابوريُّ الفقيه، المولودُ في حدودِ سنةِ إحدى وأربعينَ ومائتينِ مِن الهجرةِ. فمما يدلُّ على مكانة الإمام ابن المنذر رحمه الله: ما عُرف به مِنِ اهتمامِه بالدليلِ واقتفائِه الأثرَ، وجَمْعِهِ بينَ الحديثِ والفقهِ. وما عُرف به أيضًا مِن تتبعِهِ لمذاهبِ علماءِ الأمصارِ ونقلِها بعدَ تحريرِها ومناقشتِها، مما جَعلَ الكثيرَ مِمَّن أَتى بعدَه مِن فقهاءِ المذاهبِ الأربعةِ وغيرِهم يَعتمدُ عليه في نسبةِ الأقوالِ إلى أصحابِها. |