الفهرس 
فهرس المحتوياتيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 487 |  |  |
| | | from | 487 | | |
المستخلص
1. للمنزلة الرفيعة التي يتمتع بها الشعر الجاهلي ، وشعر صدر الإسلام باعتبارهما من أدق عصور الفصاحة ، ومحلا للاستشهاد في جميع مجالات اللغة . لذلك عقدت العزم على أن يكون حقل الدراسة صناعة ”معجم لغوي تاريخي لشعر الهجاء حتى نهاية صدر الإسلام ” ، ومن ثَمَّ دراسة دلالية لمفردات هذا المعجم .إِنَّ المتأمل في المعاجم العربية منذ نشأتها ككتاب العين للخليل بن أحمد ، والقاموس المحيط للفيروزآبادي ، والصحاح للجوهري ، وغيرها يجد في هذه الأسفار العظيمة المعنى اللغوي للكلمة، وتصريفها، ودلالتها، ويجد القضايا الصوتية حاضرة كما في كتاب العين للخليل بن أحمد، قد ينقصها بعض الترتيب، فعلماؤنا الأجلاء موسوعات علمية لهم دراية بمعظم مجالات اللغة، ولذا كثر عندهم الاستطراد، والانتقال من مجال إلى مجال ، وذلك لتزاحم الأفكار وغزارة العلم ، لدا هؤلاء القامات العلمية. وعليه فالأقرب أن يكون المعجم نظاما، وليس قائمة من المفردات، لاحتوائه على النظام الصوتي، والنظام الصرفي، ولاشتماله على دلالات الألفاظ. أن هذه المجهود يعد تمهيداً للمعجم التاريخي الذي ننشده، ولذ ارجوا أن يضم هذا الجهد المتواضع إلى الجهود السابقة،ويكون مادة تعين على إخراج هذا المعجم،الذي حلم به كل مهتم بهذه اللغة العظيمة. وقع اختياري لتطبيق نظرية الحقول الدلالية على شعر الهجاء في العصر الجاهلي وصدر الإسلام، حيث تمثل هذه الفترة أهم عصور الاحتجاج ، فتنوع القبائل التي ينتمي إليه الشعراء أثرى البحث ، ومن هذه القبائل أخذت اللغة لفصاحة ألسنتهم ، واعتمدت في التحليل على مفردات المعجم المعد،فتمّ توزيع المفردات على مجالاتها الدلالية التي تنتسب إليها، وتَمَّ تحليل الألفاظ كما جاءت في سياقاتها المختلفة. كما أفاد البحث من نظرية السياق التي ترى أنّ المعنى لا يتضح إلا من خلال السياق، وأن معظم الوحدات الدلالية تقع في مجاورة وحدات أخرى،وأن معاني هذه الوحدات لا يمكن تحديدها إلا بملاحظة الوحدات المجاورة،أي أن معنى الكلمة لا ينكشف إلا من خلال وضعها في سياقات مختلف. رصدت الدراسة ملامح التغير الدلالي بين الألفاظ التي وردت في الهجاء الجاهلي ، وهجاء صدر الإسلام، وتطور المعنى لهذه الكلمات، كما بينت الأثر العظيم الذي أحدثه الإسلام في دلالة الكلم ، ولاسيما في الألفاظ الدالة على الحياة الدينية والسياسية .